الجمعة، 25 ديسمبر 2009

اللغة العربية وتطور تعليمها في أوزبكستان

اللغة العربية وتطور تعليمها في أوزبكستان

بقلم أ.د. محمد البخاري: مواطن سوري مقيم في أوزبكستان، دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب Ph.D اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات العامة، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية، موجه اللغة العربية بوزارة التعليم الوطني الأوزبكية سابقاً. طشقند في 23/11/2009
******
تغييرات جذرية وعميقة جرت وتجري في أوزبكستان منذ استقلالها عام 1991، من ضمن السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يتبعها الرئيس إسلام كريموف، وطالت التغييرات مجالات التعليم الوطني بكل مراحله على ضوء ما فرضته عملية بناء دولة القانون والمجتمع الديمقراطي العادل، وما تحتاجه من أمن واستقرار ووئام ولحمة بين كل أبناء الشعب الأوزبكستاني بمختلف قومياتهم ودياناتهم. وشمل الخط الإصلاحي الذي تلتزم به القيادة الأوزبكستانية كل أوجه الحياة الاقتصادية والسياسية وبناء الدولة والنظام القانوني وحرية الأديان والعبادات التي حرم منها الشعب الأوزبكستاني طيلة الحكم الشيوعي. ونجاحات الإصلاحات في جمهورية أوزبكستان لم تأت من عبث، لأن نجاحات أية حركة إصلاحية ديمقراطية في العالم انطلقت من مستوى الثقافي والوعي الجماهيري، ومدى مشاركة كل أبناء المجتمع بالإصلاحات الجارية وتأييدها، والتفاف كل الشرائح الاجتماعية حول القيادة التي تتولى عملية الإصلاح والتغيير السلمي والديمقراطي داخل المجتمع ولصالحه.
ولا أحد ينكر حقيقة أهمية التعليم الرسمي في عملية التوعية الدينية والثقافية لأبناء المجتمع الواحد مهما تباعدت أفكارهم وتعددت معتقداتهم. لأن التعليم أساساً يعمل على صهر أبناء المجتمع الواحد في إطار الإيمان والإخلاص لله والوطنية وحب الوطن. وقد حظي التعليم الرسمي بمكانة لائقة في السياسة الحكومية الأوزبكستانية منذ الأيام الأولى للاستقلال، حين وضعت الحكومة الأوزبكستانية مبادئ محددة للسياسة التعليمية جاء فيها: - أن يتمتع التعليم والتربية بطبيعة ديمقراطية إنسانية؛
- وأن يكون التعليم بمراحله المختلفة متواصلاً؛
- وأن يكون التعليم الابتدائي والمتوسط العام والفني إلزامي؛
- وأن يكون اختيار التعليم المتوسط العام والفني في ثانويات النظام التعليمي الجديد حراً؛
- وأن يكون نظام التعليم العام علماني؛
- وأن يكون التعليم الرسمي متاحاً للجميع في إطار المعايير التي تقرها الدولة؛
- وأن يكون المدخل لاختيار البرامج والمناهج التعليمية موحداً ومتكاملاً؛
- وأن يشجع التعليم المواهب؛
- وأن تتكامل الإدارة الحكومية والاجتماعية في نظام التعليم العام.
كما وحددت مبادئ السياسة التعليمية الحكومية ضرورة تعليم اللغات الأجنبية في جميع المراحل التعليمية من أجل الوصول والتمكن من منجزات العلوم والتقنية في العالم، والاندماج داخل المجتمع الدولي الذي لا يمكن أن يتم دون تعلم اللغات الأجنبية الغربية: الانكليزية والفرنسية، والروسية، والألمانية، واللغات الشرقية: العربية، والفارسية، والتركية، والأوردية، والهندية، والصينية، والكورية، واليابانية، والتي يتم تدريسها فعلاً في مؤسسات التعليم العالي والمتوسط ومدارس الجمهورية.
وتعليم اللغة العربية بدأ في مؤسسات التعليم العالي الأوزبكستانية عام 1944 إثر تأسيس الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان السوفييتية عام 1943. وبدأ تعليمها في كلية الدراسات الشرقية بجامعة طشقند الحكومية (حالياً جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية). ومنها انتشر إلى مؤسسات التعليم العالي والمتوسط الأخرى في خمسينات القرن الماضي، وفي عام 1948 أحدث في الكلية قسم اللغة العربية الذي بدأ تطوره عملياً منذ تعيين المستشرق ب.ز. خاليدوف رئيساً للقسم في عام 1957 وساعده على ذلك: ب.يا. شيدفار، وإبراهيم م. حكيموف، وأ.غ. رؤوفوفا، وإينغا غريغوريفنا فايتييفا، وغولارينغ موساييفنا طاشمحميدوفا، اللذين لمعت أسماءهم فيما بعد في مجالات الدراسات الشرقية.
ومع مطلع ستينات القرن العشرين زاد الاهتمام بتعليم اللغة العربية لسد احتياجات التعاون الثقافي والاقتصادي والعسكري لمترجمين، والقائم آنذاك مع: مصر، وسورية، واليمن، والعراق، والجزائر، والسودان، وغيرها من الدول العربية، وشارك في عملية تعليم اللغة العربية أساتذة قدموا من الدول العربية آنذاك منهم المصري خ.م. سليمان، والعراقي صالح أ. بخشي، وبالتدريج تحول القسم إلى مركز بارز لإعداد المترجمين والمتخصصين في الدراسات العربية، وعمل خريجو القسم في الوزارات والمؤسسات الحكومية والسفارات السوفييتية المعتمدة لدى الدول العربية. ويعمل خريجو القسم اليوم في الوزارات والمؤسسات الحكومية والسفارات الأوزبكستانية المعتمدة لدى الدول العربية والأجنبية.
وبعد تأسيس معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية عام 1991 عمل في القسم أكثر من 30 مدرس وإلى جانبهم مدرسين موفدين لتعليم اللغة العربية من جمهورية مصر العربية وهو ما سمح برفع مستوى تعليم اللغة العربية للطلاب البالغ عددهم أكثر من 570 طالب. ويعمل الأساتذة والمدرسين في القسم بشكل دائم على إعداد وإصدار الكتب والمواد التعليمية. وصدر حتى الآن كتاب "قواعد اللغة العربية" من جزأين تأليف عضو أكاديمية العلوم الأوزبكية نعمة الله إبراهيموف، وم. يوسوبوف، والذي كان مصدراً دائماً لمناقشات واسعة بين الطلاب من خلال مقارنته مع قواعد اللغة الأوزبكية؛ وكتاب "اللغة العربية" الذي ألفه يمين جان طالابوف ويستعمل بشكل واسع منذ صدوره. وقاموس اللغة "الأوزبكية والعربية" الذي وضعه عضو أكاديمية العلوم الأوزبكية نعمة الله إبراهيموف، وأمان الله موساييف، وبختيار إبراهيموف؛ وقاموس "اللغة العربية" الذي وضعه عبد الحفيظ عبد الجباروف، ون.م. عارف جانوف؛ وكتاب تراجم من الأدب العباسي، الذي وضعه أ.د. محمد البخاري بالاشتراك مع أ. د. تيمور مختاروف. وأصدره معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية عام 1992؛ وكتاب قواعد النطق والأداء والإملاء في اللغة العربية، لمعلمي اللغة العربية. الذي وضعه أ.د. محمد البخاري وأصدرته وزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان عام 1993. وكتب أخرى.
وتنشر اليوم دراسات ومقالات علمية لأساتذة القسم في الدول العربية وفي دول رابطة الدول المستقلة. وللقسم علاقات علمية وثقافية مع الدول العربية وفي إطار التعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية يتبع الطلاب الأوزبك دورات تدريبية وعلمية في مؤسسات التعليم العالي المصرية، ويتعاون القسم بنجاح مع المركز الثقافي المصري في طشقند الذي يوفر فرص تبادل المدرسين مع الجامعات المصرية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ورغم أن التعاون الثنائي لم يشمل عملياً التعاون في مجال تطوير مناهج ومواد تعليم اللغة العربية المستخدمة في أوزبكستان حتى الآن كما حدث مع المؤسسات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولم توفر أي فرصة ولم يدعى على حد علمنا أي مدرس للغة العربية في مؤسسات التعليم العالي والمتوسط ومدارس أوزبكستان لإتباع دورات رفع كفاءة مهنية في معاهد ومراكز تعليم اللغة العربية للأجانب الكثيرة في الدول العربية حتى الآن.
قسم الدراسات الدينية بمعهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية
وحصل الشعب الأوزبكستاني بعد الاستقلال على إمكانيات واسعة لدراسة تراثه القومي والديني. ووضعت أمام مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي مهمة دراسة التاريخ العريق للشعب الأوزبكي وتقاليد الدين الإسلامي دون قيود. تنفيذاً لتوجيهات رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف الذي قال: "أثناء العهد السوفييتي لم تدعم دراسة الحقائق التاريخية، ولم يجري تشجيع دراسة المصادر التي لا تخدم الأيديولوجية المسيطرة وجرى إخفاءها. حتى أننا، لم يكن لنا الحق بكتابة تاريخنا". ونتيجة للسياسة الأوزبكستانية جرى اختيار طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007.
وحتى اليوم صدرت في أوزبكستان دراسات إسلامية وتاريخيه باللغة الأوزبكية، وصدرت الكثير من الأعمال والمصادر التاريخية النادرة، ومن بينها القرآن الكريم، ومجموعة أحاديث الإمام البخاري، والإمام الترمذي، والأحاديث الدينية لأحمد يسوي، ونجم الدين كوبرو، وبرهان الدين مرغيناني، التي تدعوا الإنسان إلى المعنويات الدينية الإسلامية والثقافية والسمو الأخلاقي. وصدرت كتب ومقالات علمية ودراسات عن الإسلام وتاريخ ظهور الشريعة ومجالاتها.
ومن المعروف أن دور ومكانة الإسلام كان ثروة قومية لأسيا المركزية ومن بينها أوزبكستان التي كان فيها دور ومكانة الإسلام على مدى القرون دون حدود. ولهذا اتخذ قرار بافتتاح قسم للدراسات الدينية بمعهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية من أجل القيام بدراسات علمية مبنية على مصادر التراث ونشرها في الأوساط الشعبية والمجتمع الدولي. وبدأ القسم أعماله في النصف الثاني من العام الدراسي 1991 الذي أسسه وكان أول رئيس له عضو أكاديمية العلوم الأوزبكية نعمة الله إبراهيموف. وأشارت أهدافه الرئيسية إلى أنه:
- انطلاقاً مما ورد في أعمال رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف عن الدراسة الشاملة للأفكار القومية للاستقلال والتراث القومي، من الضروري القيام بدراسات علمية للإيمان الديني للشعب الأوزبكستاني، والتسامح الديني وحرية الضمير؛
- ودراسة وتدريس مواد دينية ليس من وجهة نظر الإلحاد وإنما كقسم من التراث القومي؛
- وإطلاع الجيل الشاب بشكل واسع على إسهام الأديان العالمية وخاصة الإسلام في التطور الأخلاقي للمجتمع والأسرة والشخصية الفردية وفي إغناء الثقافة العالمية؛
- وتربية الكوادر على المعاني المعنوية والأخلاقية للمجتمع وتشكيل مدخل صحيح عند الطلاب نحو الدين والضمير والعلاقة المتبادلة بين القيم القومية والدينية، وتعلم هذه القيم مع القيم الإنسانية ودراستها في ظروف أوزبكستان المستقلة؛
- وإعطاء أهمية خاصة للمعارف الجارية في الأديان العالمية وتطور دراساتها التاريخية مع الأوضاع المعاصرة لكل دين في حياة الشعب، وتوعية الطلاب على أنهم من حملة تراث ثقافي رفيع المستوى؛
- والحفاظ على التراث المعنوي والثقافي للإسلام ودراسته بشكل عميق، ونقله للأجيال القادمة، وإعداد متخصصين رفيعي المستوى، وإعداد مبادئ، وإجراء بحوث علمية لمواجهة القوى التي تعيق بناء المجتمع الديمقراطي وفضح الشخصيات التي تميل نحو التطرف والتعصب الديني والإرهاب الدولي.
وأسهم الأساتذة والمدرسون من بداية تأسيس القسم بشكل كبير فيها ومن بينهم كان: الدكتور في العلوم الفلسفية البروفيسور موتاليب عثمانوف، والدكتور في العلوم الفلسفية البروفيسور نجم الدين كاميلوف، والدكتور في العلوم التاريخية البروفيسور أحد جان حسانوف، والدكتور في العلوم السياسية البروفيسور زاهيد الله منواروف، والدكتور في العلوم الفلسفية البروفيسور حميد الله كراماتوف، والدكتور في العلوم الفلسفية البروفيسور سعد الله يولداشوف، والدكتور في العلوم الفلسفية الأستاذ المساعد زهر الدين حسن الدينوف.
ومن لحظة تأسيس القسم يجري تدريس مواد ودورات خاصة من خلال أسس منجزات الدراسات الدينية العالمية وضمت: تاريخ الأديان العالمية (اليهودية، والمسيحية، والزردشتية، والبوذية)، والدراسات التاريخية، والدراسات الدينية المعاصرة، ودراسات الأديان الغربية والشرقية، والفقه، والدراسات القرآنية، ودراسات الحديث، وفلسفة الإسلام، والمذاهب في الإسلام، وأسس النضال المعنوي والتنويري ضد التطرف الديني والإرهاب وحرية الضمير في أوزبكستان، وتاريخ المدرسة الحنفية، والفقه فيما وراء النهر.
ويقوم أساتذة ومدرسي القسم كمتخصصين رفيعي المستوى حتى اليوم بالتدريس في مؤسسات التعليم العالي المعروفة مثل: أكاديمية بناء الدولة والمجتمع، وجامعة طشقند الإسلامية، والجامعة القومية الأوزبكية. وحصل العاملين في القسم على اعتراف واسع في الجمهورية وخارجها، ويشاركون بمحاضراتهم في العديد من المؤتمرات واللقاءات، وفي البرامج الدولية. ومن خلال المواد التي يدرسها أساتذة ومدرسي القسم جرى إعداد الكثير من الكتب والمواد التعليمية، ويجرون أبحاث علمية في الاتجاهات التي يتم تدريسها فعلاً. وحتى الآن اتبع أساتذة ومدرسي القسم دورات تدريبية واطلاعية في مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي الأجنبية. ويعمل فيه 1 عضو في أكاديمية العلوم الأوزبكية، و7 مرشحين في العلوم، و5 مدرسين من الفئة الأولى و1 مدرس عادي. ويعمل خريجو القسم كمتخصصين من مستوى عال في الكثير من الوزارات، والإدارات، والمنظمات الاجتماعية بجمهورية أوزبكستان. ويتابع الكثيرين منهم أبحاثهم العلمية في الدراسات العليا. أو يتابعون دراستهم في مرحلة الماجستير. كما ويجري تدريس اللغة العربية حالياً كلغة أجنبية في كليات المعهد الأخرى وفي مؤسسات التعليم العالي والمتوسط الأخرى وفي مدارس جمهورية أوزبكستان.
تعليم اللغة العربية في مدارس جمهورية أوزبكستان
ومن نتائج بحث ميداني أجراه خبراء مركز التعليم بوزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان عام 1999، وشمل المدارس المتخصصة بتعليم اللغة العربية بمدينة طشقند والتي بدأ تدريس اللغة العربية فيها خلال النصف الثاني من خمسينات القرن العشرين. أظهر أن عدد الشعب المتخصصة بتعليم اللغة العربية فيها، هو (174) شعبة، يدرس فيها (5107) طالباً، وتدرس اللغة العربية فيها كلغة أجنبية مابين ست وسبع ساعات أسبوعيا، من الصف الأول الابتدائي، وحتى نهاية المرحلة الثانوية. موزعين على 3 مدارس تمت دراستها في العام الدراسي 98/1999.
ومن المتبع وفق القوانين المرعية بجمهورية أوزبكستان في مجال التعليم أن يختار ذوي الطلاب اللغة الأجنبية التي سيدرسها أبناؤهم، عكس المتبع في المرحلة الثانوية والجامعية حيث يختار الطالب بنفسه اللغة الأجنبية التي يرغب الاستمرار في تعلمها. وهو ما ينعكس مباشرة على عدد الطلاب الملتحقين في صفوف المرحلة الابتدائية والإعدادية الإلزامية في الجمهورية، والمرحلة الثانوية التي ينطلق فيها الطلاب للالتحاق بالثانويات المتخصصة بإدراك منهم للمستقبل الذي ينتظرونه لأنفسهم. وهو الأمر ذاته في المدارس غير المتخصصة بتعليم اللغة العربية، والتي يبدأ تعلم اللغة الأجنبية (ومن بينها اللغة العربية) فيها من الصف الخامس الابتدائي بمعدل 3 ساعات في الأسبوع، ويبلغ عددها في مدينة طشقند أكثر من خمسين مدرسة، يدرس فيها اللغة العربية كلغة أجنبية أكثر من 13 ألف طالب. علماً أن المدارس المتخصصة بتعليم اللغة العربية موجودة في تسع ولايات من أصل 12 ولاية في الجمهورية، وتدرس اللغة العربية كلغة أجنبية في المدارس غير المتخصصة في جميع الولايات. وأظهر البحث أن عدد مدرسي اللغة العربية (وهم جميعاً من خريجي معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، ويحملون درجة الدبلوم بتخصص اللغة العربية، هو 56 مدرساً. ومن مقارنة لعدد المعلمين مع عدد طلاب الدارسين وعدد الشعب الدراسية في تلك المدارس نلاحظ أن حصة المدرس الواحد في المدارس المدروسة تتراوح مابين 2.4% و4.1% شعبة. ومن هذا المثال البسيط يتضح ما تعاني منه تلك المدارس وغيرها من مدارس الجمهورية من نقص كبير في عدد مدرسي اللغة العربية، خاصة وأن الأنظمة المعمول بها تحدد عدد طلاب الشعبة الواحدة مابين 8 إلى 10 طلاب فقط. ولهذا كان على ما نعتقد من أسباب تراجع اختيار اللغة العربية كلغة أجنبية في المدارس الابتدائية واختيار اللغة الإنكليزية بدلاً عنها لأنها لغة التجارة مع الدول العربية الخليجية التي تتطور الحركة التجارية معها باستمرار، ولأن الفرص المتاحة لمتابعة الدراسة العلمية المتخصصة في الجامعات الأجنبية وخاصة في المجالات التكنولوجية والتقنية والطب في ظروف غياب الفرص المتاحة من مؤسسات التعليم العالي العربية. تعتمد على اللغات: الإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، واليابانية، والكورية، والروسية، التي تخصص الجامعات في الدول الناطقة بهذه اللغات منح دراسية وفرص للتدريب ورفع الكفاءة المهنية في مراكزها العلمية.
المراجع:
1. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق المستقبل العظيم. ترجمة أ.د. محمد البخاري. دار السروات، جدة 1999.
2. بولاتوف ألوغبيك، كوتشكاروف فرهاد: معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية. الانترنيت، 10/7/2006. (باللغة الروسية)
3. كلمة فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بمناسبة مورو 13 عاماً على صدور دستور جمهورية أوزبكستان. // طشقند: جهان، 2005.
4. أ.د. محمد البخاري: تعليم اللغة العربية في مدارس جمهورية أوزبكستان. 24/8/2009، http://bukharimailru.blogspot.com/
5. أ.د. محمد البخاري: مرور 17 عاماً على العلاقات العربية الأوزبكستانية. 1/9/2008. http://www.albukhari.com/muhammad/
6. أ.د. محمد البخاري: الوفاق الوطني في التجربة الأوزبكستانية. // الرياض: صحيفة الجزيرة، السبت 14 أبريل 2007.
7. أ.د. محمد البخاري: إحياء تراث أوزبكستان بين الأمس واليوم. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 318/2003 ذو الحجة/فبراير.
8. أ.د. محمد البخاري: عرب آسيا المركزية: آثار وملامح. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 460/2002 كانون الثاني/يناير.
9. أ.د. محمد البخاري، مليكه أنور ناصيروفا: علوم اللغة العربية ومخطوطاتها في أوزبكستان. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 468/2002 أيلول/سبتمبر.
10. أ.د. محمد البخاري، مليكه أنور ناصيروفا: دراسات حول مخطوطات علوم اللغة العربية في أوزبكستان. // الرياض: الفيصل، العدد 303، نوفمبر/ديسمبر 2001.
11. أ.د. محمد البخاري: المخطوطات العربية في جمهورية أوزبكستان. // دمشق: المعرفة، العدد 457/تشرين أول/أكتوبر 2001.
12. أ.د. محمد البخاري، أ.د. تيمور مختاروف: تحقيق المخطوطات الإسلامية في أوزبكستان … جهود متواصلة لحماية التراث (2-2). // أبو ظبي: الاتحاد، 13/3/2001.
13. أ.د. محمد البخاري: مشاكل تدريس اللغات الشرقية. // طشقند: المجلة العلمية لوزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان (تعليم اللغة والأدب). العدد 2-3/1994. (باللغة الروسية)
14. أ.د. محمد البخاري: مقترحات في أهداف وأساليب وطرق تعليم اللغة العربية للمعلمين. وزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان. طشقند 1993.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق