الجمعة، 12 أغسطس 2011

إستعراض الأزمة البيئية في حوض بجر الأورال

في قاعة جلسات جوكارغي كينيسا جمهورية قره قلباقستان يوم 7/8/2011 عقد لقاء حول الطاولة المستديرة لمناقشة موضوع "الوضع الراهن ومستقبل منطقة حوض بحر الأورال: المشاكل وطرق حلها"، الذي دعت لعقده لجنة شؤون الزراعة والمياه والبيئة في مجلس الشيوخ بجمهورية أوزبكستان। وتناول اللقاء مسائل تجاوز آثار الأزمة البيئية في منطقة حوض الأورال وتحسين الأوضاع البيئية، وتحسين والحفاظ على الوسط البيئي بالمنطقة। شارك في اللقاء أعضاء مجلس الشيوخ، وممثلين عن أجهزة السلطات الحكومية المحلية، ومسؤولين ومتخصصين من الوزارات والإدارات، وعلماء، ومندوبين عن المنظمات الدولية ووسائل الإعلام الجماهيرية।
وأشير خلال اللقاء إلى أنه على الأجزاء التي جفت من بحر الأورال اليوم ظهرت مساحات واسعة من الآراضي بيضاء تغطيها الأملاح، والرمال، وتحولت أورال قوم إلى صحراء جديدة تبلغ مساحتها أكثر من 4.5 مليون هكتار، لتنقل العواصف وتحمل ملايين أطنان الأملاح والغبار والرمال عبر مئات الكيلومترات. وفي جنوب حوض بحر الأورال نضبت وجفت بحيرات صغيرة كثيرة، مما أدى إلى إختفاء نحو 90% من النباتات البحرية من مساحات شملت 800 ألف هكتار، ومعها اختفت الكائنات الحية التي كانت تعيش هناك، وانخفض معها الناتج البيولوجي بمعدل 10 مرات في منطقة حوض بحر الأورال نتيجة للجفاف والتصحر. وأدى انخفاض مساحات المراعي وإنتاج الأراضي الزراعية إلى ضياع أكثر من 100 ألف فرصة عمل في المناطق المحيطة ببحر الأورال، نتيجة للكارثة البيئية التي طالت حياة الملايين من السكان الذين يعيشون في منطقة حوض بحر الأورال. وأشار رئيس جمهورية أوزبكستان في كلمته أمام الجلسة التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 21/9/2010 لمناقشة أهداف التنمية في القرن الجديد، إلى الأهمية الكبرى للوصول إلى الأهداف الواردة في بيان الألفية الجديدة، وخاصة في ظروف التبدلات البيئية والطبيعية المعاصرة، وأن حماية البيئة والحفاظ على الوسط المحيط يحظيان بإهتمام خاص. وخلال أربعين عاماً إنخفضت المساحة المغمورة بمياه بحر الأورال لأكثر من سبع مرات، وانخفض حجم المياه فيها لأكثر من 13 مرة، وزادت ملوحة ومعادن مياهها لعشرات المرات، وأصبح البحر لا يصلح لحياة الكائنات الحية. وأدت كلها لتغيير كامل اختفت معه عملياً كل أشكال الفلور والفاونا. وظهرت في منطقة حوض الأورال اليوم جملة من المشاكل البيئية والإجتماعية والإقتصادية والسكانية الصعبة، التي تحمل طبيعة تهديدات قارية... ومع استمرار جفاف بحر الأورال وإزدياد الكارثة الإنسانية في المنطقة المحيطة به أصبح الحفاظ على الثروة البيولجية الطبيعية بمنطقة حوض الأورل، وتخفيض الآثار المميتة لكارثة الأورال على الوسط البيئي هاماً جداً، والأهم على حياة مئات الآلاف وملايين السكان الذين يعيشون في المنطقة اليوم.
وأثناء مناقشة مسائل الوضع الراهن ومستقبل منطقة حوض بحر الأورال المشاكل وطرق حلها، أشار المشاركون في المناقشات حول الطاولة المستديرة خاصة إلى مشاكل منطقة حوض بحر الأورال، وتبادلوا المعلومات حول الأعمال الجارية لإعادة التوازن البيئي وحل المشاكل الإجتماعية والإقتصادية. واشير إلى أن المشاكل البيئية ذات الطابع العالمي في منطقة بحر الأورال أكثر من مرة جرى بحثها بمبادرة من رئيس جمهورية أوزبكستان مع قادة دول منطقة آسيا المركزية، واتخذت قرارات محددة لتحسين الأوضاع البيئية، وأحدث صندوق خيري إجتماعي لحماية المخزون الجيني في حوض بحر الأورال. وأحدثت القاعدة القانونية اللازمة لتوفير حماية الوسط المحيط والإستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
وأعطت حكومة جمهورية أوزبكستان أهمية خاصة لحل المشاكل البيئية، واتخذت وطبقت عدد من البرامج في مجال حماية الوسط المحيط، مثل: خطة العمل القومية لحماية الوسط المحيط، والبرنامج القومي للتطور الثابت بجمهورية أوزبكستان، والبرنامج القومي لمحاربة التصحر بجمهورية أوزبكستان، و"الحفاظ على التنوع البيولوجي. والإستراتيجية القومية وخطة العمل بها" وغيرها من البرامج. وتطبق سياسة بيئية في البلاد بنجاح تطبق من خلالها البيانات والإتفاقيات العالمية. وشملت السياسة اتخاذ قرارات مناسبة، وتنفيذ إجراءآت محددة لإعادة التوازن البيئي في منطقة بحر الأورال. وأشير خلال اللقاء خاصة إلى الظواهر الإيجابية في مجال تحسين الأوضاع البيئية في منطقة حوض بحر الأورال. وأنه يجري اليوم عمل نشيط لتوفير مياه الشرب النقية للسكان، وأقيمت بحيرات مياه غير كبيرة، وجرى التوسع بالمساحات المغطاة بالمزروعات، والنباتات الحرجية في دلتا نهر أمو داريا، وجرى إعادة تأهيل المقدرات الطبيعية والمراعي والتنوع البيئي في حوض بحر الأورال. وخلال 20 عاماً غرست في الجزء الجاف من بحر الأورال نباتات حراجية تستطيع العيش بالرمال على أكثر من 250 هكتار. وخطط لزراعة غرسات لحماية الأوضاع البيئية في قاع المناطق الجافة من بحر الأورال خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2015 على أكثر من 84 ألف هكتار.
ونتيجة لتنفيذ مشروع "طاقة نظيفة للتجمعات السكانية في قره قلباقيا" ومن أموال برنامج التنمية لمنظمة الأمم المتحدة (بروون) ركبت وأدخلت حيز العمل 36 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية الشمسية مخصصة للإستخدامات الحياتية، ومحطة لضخ المياه الجوفية في القرية النائية كوستروب، و10 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية الشمسية لضخ المياه الجوفية في منطقة قره أوياز. من بداية عام 2010 ينفذ مشروع "تكامل مبادئ الحفاظ عل التنوع البيئي في قطاع النفط والغاز بأوزبكستان"، وفي إطاره يجري بناء نظم للرقابة على الموانع التي تسمح بإظهار الجوانب الإيجابية للتاثير على منطقة تبلغ مساحتها 2 مليون هكتار.
وأشار المشاركون بلقاء الطاولة المستديرة إلى ضرورة تكثيف جهود المنظمات الدولية، والإتحادات الإجتماعية، والأحزاب السياسية، ومختلف الصناديق، ورجال الأعمال في البلاد لإزالة الآثار السلبية للكارثة البيئية مستقبلاً، وإلى ضرورة تطوير النصوص القانونية لتوفر فرص الوصول إلى الأهداف الموضوعة. وفي نهاية المناقشات خرج المشاركون في اللقاء بمقترحات مناسبة تتمتع بأهمية تنفيذية. (المصدر: صحيفة UzReport الإلكترونية يوم 9/8/2011. ترجمة أ.د. محمد البخاري)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق