الأحد، 2 سبتمبر 2012

كلمة الرئيس إسلام كريموف في الذكرى الـ21 لإستقلال



كلمة الرئيس إسلام كريموف في الإحتفال الذي أقيم بمناسبة الذكرى الـ21 لإستقلال جمهورية أوزبكستان

المصدر: وكالة أنباء UzA، 31/8/2012.
المواطنون الأعزاء!
الضيوف المحترمون!
نحتفل اليوم جميعاً وبشكل واسع بمناسبة تاريخية لا تنسى في حياة بلادنا، الذكرى الـ21 لإستقلال أوزبكستان.
ولمن دواعي إرتياحي الصادق والعظيم، أن أهنئكم من صميم قلبي ومن خلالكم أهنئ الشعب الأوزبكستاني بهذه المناسبة التي هي بحق من أعظم وأغلى الأعياد علينا جميعاً، يوم الإستقلال الذي كان عبر مئات السنين حلم حقيقي لشعبنا.
وأنا على ثقة من أن القرون تمر، وتمر آلاف السنين، ولكن هذا اليوم العظيم، يوم الإستقلال سيعود علينا بمشاعر الوعي القومي الذاتي، والشرف والإفتخار، وحق إمتلاك مصير بلادنا، وديننا المقدس، والقيم، والعادات والتقاليد، وستبقى للأبد في التاريخ وستكتب بحروف من ذهب في صفحات تاريخ وطننا.
أعزائي المواطنون!
من الواضح أن 21 عاماً هي فترة قصيرة في التاريخ الإنساني، ومن خلال عملية تشكل الدول وظهورها على خارطة العالم. ولكن هذه الفترة القصيرة بالنسبة لأوزبكستان، أنها تجاوزت من دون شك طريقاً يعادل مئات السنين.
ونحن رفضنا القديم في نظام حياتنا السابق بالكامل ، وأيديولوجيته ومداخله، واقتلعنا من الجذور كل ما يتعلق بأي كان، وبثقة عرضنا أمام العام كله، بأن المنطقة التي كانت فقيرة بالأمس، ولا تملك الحق ولا الإمكانيات لتمويل نفسها، ارتفت اليوم إلى مستوى الدول المستقلة المتمتعة بالسيادة، والساعية للتطور بحركة متقدمة وثابتة، وتعتمد بالكامل على قواها الذاتية ومقدراتها، وقاردة على حماية حدودها، وحماية الحياة السلمية الهادئة لشعبها، لتحتل مكانتها اللائقة في المجتمع الدولي.
ولا يستطيع أحد اليوم أن لا يقبل نجاحاتنا العالية التي اعترفت بها الساحة الدولية، والمستويات التي بلغناها بفضل تنفيذ المهام الواسعة، التي وضعناها أمامنا، والدخول في عداد الدول الديمقراطية المتطورة، مع بناء المجتع المدني، وتجديد كل نواحي الحياة، والترشيد والتقدم الإقتصادي. ويسعدنا جميعاً أن أكثر المقدرات المتصاعدة الإقتصادية والفكرية، متمثلة بملامح المدن والقرى في بلادنا.
ويمكن تقديم الكثير من الأرقام والحقائق، التي تثبت منجزاتنا، التي تثير إعجاب الكثيرين.
فمما يستحق الإهتمام الخاص أنه خلال سنوات الإستقلال تصاعد الإقتصاد الأوزبكستاني بنحو 3.7 مرات، وزاد الدخلي الحقيقي للفرد من السكان 7 مرات، ووسطي الرواتب التقاعدية بنحو 9 مرات، والأجور بنحو 18 مرة، وزاد وسطي طول حياة الناس وسطياً بـ7 سنوات، وحققنا الإكتفاء الذاتي في الوقود والطاقة والحبوب، وحققنا الإكتفاء الذاتي الكامل في اللحوم ومنتجات الألبان وغيرها من السلع الإستهلاكية.
وليس خطأ القول أن كل هذا تحقق عملياً في الحياة من أول أيام الإستقلال الذي من خلال المبدأ التي أعلناه بأن "الإصلاحات ليست من أجل الإصلاح، وإنما من أجل الإنسان".
وخلال السنوات الماضية تضاعف عدد دور السكن بنحو مرتين، و98.5% من الأسر اليوم تملك بيتها أو شقتها الخاصة، و97.5% من الأسر في الأرياف تملك قطعاً من الأرض، وهو ما يعبر عن نتائج البرامج القومية العامة التي تحققت.
فإذا كانت قبل 21 عاماً مضت كل أسرة من 10 أسر تملك سيارة خفيفة، فالآن تملكها كل ثالث أسرة، وكل ثالث مواطن يستخدم الإنترنيت، وهو ما يشير إلى تزايد رفاهية الشعب وحياته الحرة وإزدهاره.
وفي هذا المجال يمكن إيراد مثال آخر.
فعلى خلفية الأزمة المالية والإقتصادية العالمية المستمرة، التي أدت إلى مشاكل كبيرة لكل دول العالم وبقيت من أكثر القضايا الهامة صعوبة على الصعيد العالمي، أوزبكستان كانت خلال السنولت السبع الأخيرة في عداد الدول القليلة في العالم التي حققت سنوياً نمواً في الإقتصاد يتراوح وسطياً مابين 8 و8.5%، وهو ما يظهر بوضوح ثبات التطور والمقدرات الضخمة لوطننا.
وفي الوقت الذي حققنا فيه نجاحات كبيرة وتوصلنا لحدود تشبه التي حققناها منذ الخطوات الأولى على طريق تطور بلادنا، علينا جميعاً أن نعي وبعمق حقيقة واحدة.
اليوم الدولة فقط تستطيع تحمل المطالب القاسية والتصاعد الدائم للعولمة المتزايدة أكثر في الأسواق العالمية والتنافس الذي لا يرحم، والآخذ بالتقدم وبثبات نحو الأمام، والدولة التي تملك استراتيجيتها الخاصة للتطور على الآفاق البعيدة، يمكنها الوصول لأهدافها العالية على طريق التقدم.
آخذين بعين الإعتبار هذه المسائل الهامة، التي فرضها الوقت نفسه، علينا بالدرجة الأولى حل المسائل التي تتمتع بالأفضلية، مثل الإستمرار الدائم بالتحولات التي بدأناها لتجديد وترشيد البلاد، وتعميق الإصلاحات الديمقراطية والتفاعلات الليبرالية، ومستقبل زيادة مستوى  ونوعية حياة الشعب.
وعلينا مع ذلك أن لا ننسى أبداً أننا ملزمون بالحفاظ كبؤبؤ العين على رفاهية السلام والإستقرار، وأجواء الطيبة والرحمة، والتفاهم الوطني بين القوميات في المجتمع.
والأوقات الصعبة الحالية والغير هادئة والصراعات والمواجهات المستمرة منذ سنوات في الخارج القريب والبعيد، وفي منطقتنا، وكل هذه الضغوط المتصاعدة تفرض علينا اليقظة الدائمة، والدقة، والإستعداد الدائم لمواجهة والقضاء على كل المحاولات التي تهدد أمننا.
وتجب الإشارة إلى أن المنجزات الضخمة والنجاحات والحدود المحققة أثناء سير التطور، والأعمال الكبيرة المحققة خلال سنوات الإستقلال، والتبدلات الجذرية في الوعي، والتصورات في حياة الشعب، لم تكن سهلة.
وعلينا دائماً أن نتذكر أن شعبنا على هذا الطريق، ومهما كانت التهديدات الموجهة له لم تحدث أصواتاً، وأن أي تجارب صعبة وقاسية مر شعبنا بها، دائماً بقي شعبنا مخلصاً لأفكار الإستقلال ووصل إلى الأيام الحالية المنيرة والموفقة وقبل كل شيء بفضل حبه للعمل، ورجولته وثباته.
وتجدر الإشارة خاصة إلى أنه هناك اليوم قوى مناوئة غير قليلة، تسعى لبث الشكوك بصحة الطريق التي اخترناه، وتضلل الشباب الذين لم يروا الأيام الصعبة التي عاشها شعبنا، وتشوه جوهر وأهمية إستقلالنا، ومن جديد تريد إعادتنا إلى الظروف السابقة من إنعدام الحقوق والإستقلال.
ولكن على تلك القوى أن تعي، أننا اليوم، لسنا بشر أعوام التسعينات البسطاء الذين لا يملكون الخبرة السياسية الكافية.
نحن اليوم شعب صقلته تجارب وصعاب المرحلة الإنتقالية، وبتصورات قوية، ويملك المواقف النشيطة السياسية والمواطنية والإجتماعية.
شعبنا قبل كل شيء كون خلال سنوات الإستقلال جيل شاب يتمتع بتفكير ذاتي، وبمستوى متصاعد من الوعي، ينظر بثقة كبيرة للسمتقبل وأبداً - وسأعيد – أبداً - لن يتراجع عن الطريق الخاص الذي اختاره للتطور.
واليوم نسير في الخطوات مع الوقت والمجتمع الدولي، لتعزيز عرى الصداقة، والتعاون والشراكة بمنافع متبادلة مع الدول الأجنبية البعيدة والقريبة، ويجب أن نبقي في مركز الإهتمام الدائم مسائل مستقبل تحسين النجاحات في الأوساط العملية، وتوسيع مختلف التخفيضات والتسهيلات من أجل جذب الإستثمارات الأجنبية وتوظيفها في الأهداف التكنولوجية الحديثة، ورفعها إلى مستوى جديد أكثر إرتفاعاً في العلاقات مع الدول الصديقة.
ومنتهزاً هذه الإمكانية، اسمحوا لي باسمي وباسم كل شعبنا أن أعبر عن الشكر للحاضرين في حفل اليوم من سفراء الدول الأجنبية ومندوبي المنظمات الدولية، وكل الضيوف ومشاركتهم لنا بسعادتنا.
 وفي هذه الدقائق المثيرة للمشاعر أتوجه للشباب الذين هم ضمانتنا وآمالنا أريد أن أقول:
أولادي الأعزاء، لا تنسوا أبداً أنكم أحفاد أي أجداد عظام، وأنكم أنتم ورثة أي تراث معنوي فريد!
وبالإعتماد على قواكم ومقدراتكم، ومعارفكم ومواهبكم، التي تمثل قوة وطننا العظيم، نسعى دائماً إلى مستويات أكثر إرتفاعاً!
وتعرفون، أن كل إنتصار تحققونه، هو إنتصار لكل البلاد، ونصر لأوزبكستان!
أعزائي المواطنين!
رمزياً أعانقكم جميعاً، ومرة أخرى أهنئكم بصدق بعيد الإستقلال، وأتمنى لكم الصحة، والسعادة والنجاحات، والكفاية والتوفيق لأسركم.
وليحفظكم الحي الباقي من كل المصائب والهجمات على شعبنا وبلادنا!
ولتبقى السماء صافية فوق وطننا!
وليبقى إستقلالنا إلى الأبد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق