السبت، 26 أكتوبر 2013

إلى مزارعي القطن وكل العاملين في أوزبكستان

تحت عنوان "إلى مزارعي القطن وكل العاملين في أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 25/10/2013 نص الكلمة التي وجهها إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان لمزارعي القطن بمناسبة جمعهم محصول بلغ أكثر من ثلاثة ملايين طن هذا العام. وهذه ترجمة كاملة لها:


أصدقائي الأعزاء!
اليوم، الزراعة في البلاد، وكل قدراتنا البشرية فازت بمهمة عظيمة، وحقق مزارعي القطن الأوزبكي حدثا سعيداً، وتكدست على بيادر البلاد أكثر من 3 ملايين و350 ألف طن من القطن الخام .
وإنه لمن دواعي سروري أن أهنئ مزارعي القطن وجميع العمال الريفيين بحرارة على هذا النجاح، وهم الذين قاموا بإسهام كبير حقا لزيادة وتحسين مستويات المعيشة ورفاهية الشعب، والتنمية المستدامة لاقتصادنا والبلاد ككل.
وشعبنا يدرك جيدا ويقدر حقيقة أن هذه المستوى العالي الذي تحقق في المقام الأول هو بفضل الجهود والعمل الشاق التي بذلها الفلاحين والمزارعين السادة الحقيقيين عندنا، وكل الحرفيين والعلماء والمتخصصين الذين كرسوا حياتهم لزراعة القطن.
وأي شخص يعرف كيفية زراعة القطن، وبالتالي يعرف أهمية توفير محصول وافر، ويفهم كيف يبذل الكثير من العمل والجهد، ويفهم كيف يتم توفير العمالة اللازمة لإعداد وتهيئة الأراضي الزراعية والبذور، والقيام بالرعاية الدؤوبة من أجل الحصول على محصول القطن، ويفهم الصراع مع تقلبات الطقس، ومكافحة الأمراض النباتية والآفات الزراعية المتنوعة، ويفهم كيف تحل العديد من المشاكل الأخرى. وهذا كله كان ملقى على ظهور الأشخاص أصحاب الإرادة القوية، والمهنيين الحقيقيين الذين يحبون عملهم فقط.
وإذا كنا سنتحدث عن موسم هذا العام، ونحن جميعا نتذكر أنه في أبريل/نيسان كانت درجة الحرارة أقل بكثير من المعتاد، بسبب سقوط الأمطار الغزيرة، التي سببت تأخر غرس الشتلات لفترة طويلة لمدة تراوحت ما بين الـ 5 و 7 أيام، وخلال مايو/أيار ولمدة 20 أو 25 يوما بسبب الرطوبة الزائدة في التربة، التي أبطأت إنبات ونمو نبتات القطن. وفي شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب كانت درجة الحرارة أعلى من المعتاد بمعدل 10 و8 درجات في المناطق الجنوبية ووصلت إلى 45 و50 درجة، ورافقت ذلك التقلبات الجوية القوية، والعواصف الرملية، وانتشار مختلف الآفات والأمراض التي تعيق نمو النباتات، والتي بطبيعة الحال، كان لها آثار سلبية على  الزراعة وتطوير زراعة القطن، ويعرض مصير محصول القطن في الواقع للخطر.
ورغم كل تلك الظروف المعقدة حقق مزارعي القطن لدينا هذا العام نجاحات كثيرة من حيث أهمية قيمة شراء القطن والتي تستحق وبحق أعلى درجات الإعجاب.
وفي هذا الصدد، أعتقد أنه من المناسب أن نعبر عن نفس الفكرة في أنه منذ العصور القديمة، كان القطن يعتبر رمزا للنقاء الأبيض والروح العالية. ولا يمكن أن ينمو هذا الرمز إلا مع الأشخاص الذين لديهم عقل نقي وروح جميلة. وأنا واثق من أنكم تتفقون معي على أن القطن لا يقاس بلونه الأبيض فقط، بل وبالنتائج الصعبة التي تحققت، والعمل بنكران ذات.
أبناء وطني الأعزاء !
ليس سرا أنه في الزراعة، وخاصة في ظروف أوزبكستان، تلعب جودة التربة دوراً مهماً جداً، وحتى الآن، العامل الحاسم كان استصلاح مساحات زراعية للوصول إلى محصول جيد. وفي بلادنا وعلى مدى السنوات الخمس الماضية وفي سياق البرنامج الحكومي الخاص تم تحسين واستصلاح مليون و460 ألف هكتار من الأراضي المروية، وتم أنفاق حوالي ترليون صوم. وكان هذا أساساً متيناً لتحسين الكفاءة الزراعية، وعلى وجه الخصوص، زيادة إنتاجية صناعة القطن من 24 قنطاراً إلى 26.4 قنطار من الهكتار الواحد خلال تلك الفترة.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال سنوات الاستقلال، نفذت عمليات واسعة النطاق لتسريع الإنضاج، واستخدام أصناف عالية المحصول من القطن، وتهيئة التربة المناسبة الملائمة للظروف المناخية في كل مناطق البلاد، واعتمد ذلك على الدعم الكامل لعلمائنا، والمربين، وعزز عملهم للتوصل إلى عشرات الأصناف الجديدة الواعدة، وهي خطوة هامة في مجال التنمية.
واضطروا في هذا الموسم، من أجل حل المشاكل إلى بذل الكثير من الجهد بشكل لم يحدث من قبل، وحشد جميع الموارد والفرص المتاحة. وما يؤكد ذلك الاستخدام الفعال والمكثف لتقنيات الزراعة من قبل المزارعين الماهرين لدينا، وتم تباعد صفوف زراعة القطن في المتوسط بمعدل ​​7 مرات، وهذا أعلى بـ 3 أو 4 مرات عما كان عليه في السنوات السابقة، وكذلك السقاية في الوقت المناسب وإستخدمت أكثر من 10 ملايين طن من السماد العضوي بمعدل 10 طن للهكتار الواحد.
وبالإضافة لذلك، تم توفير المزارع التي شكلت في السنوات الأخيرة، مع وجود نظام فعال للقروض والتكنولوجيا الحديثة، وتسليم البذور اللازمة مباشرة في الحقول، وتوفير الأسمدة العضوية والمعدنية، والوقود ومواد التشحيم، وكذلك تنظيم حصاد القطن، وكلها وفرت حصاداً وفيراً للمحصول قبل بداية الأيام الممطرة، وتسليم 90% من المحصول بأصناف قطن عالية الجودة.
وفي هذا العام، أعطى الوعي القيم والعميق والسلوك السليم لمزارعينا والتدابير التقنية الزراعية، نتائج ملموسة في الوقت المناسب مع تساقط الأوراق وعلى أساس منظم.
ومما لا شك فيه، أن أهم شروط الانتصار الحالي كان التركيز الكبير على العامل البشري في بلادنا، وزيادة الفائدة الثابتة من نتائج عمل القرويين، وتعزيز شعورهم بملكية الأرض والمسؤولية عنها وإيمانهم بالغد، وارتباطهم بجميع الأحداث، ونمو الوعي الذاتي وتوسيع آفاق الإنسان.
وأود أن أعبر عن الامتنان على المساهمة القيمة والعالية للعاملين على جمع محصول القطن في البلاد وبجميع مناطق أوزبكستان، ولا سيما جمهورية قره قلباقستان، ونوائي، وأنديجان، وفرغانة، ومناطق في بخارى التي تم تنظيم العمل فيها بكفاءة وفعالية، وكانوا من بين أول من أوفوا بالتزاماتهم التعاقدية.
وكانت هناك أمثلة رائعة للعديد من المزارع والمزارعين في: أموداريا، وإليك قلعة، وشهريخون، وتاشلاك، وأوتشكوبريكوغو، وأوزبكستان، وابكينت، وقارشي، وناوبهار، وأيوتشي، وباب، ونارباي، وشيرآباد، وكومكورغان، وبوكا، ومناطق غورلينسك، الذين أتموا مهامهم المجدولة خلال 20 أو 25 يوم عمل.
والشركات الزراعية مثل: "عاشورآتا" بمنطقة كامشين، و"عالم" بمنطقة مبارك، و"مارتابالي" بمنطقة نوفباهور، و"أولتين زيمين إفتخاري" لمنطقة نمنغان، و"حاصل" بمنطقة كاتاكوغان، و"أوميده شاريبوفا" بمنطقة بختاشين، و"عادولات مومو" بمنطقة سيرادريا، و"غولأوبود يورت" بمنطقة ريشتان، و"أولوغبيك أوروزبوييف" بمنطقة أومواداريا، و"روزيمبوي بوبو" بمنطقة إليك قلعة، و"نور زيو كوزي" بمنطقة ألتين كول، الذين جمعوا من الهكتار الواحد حتى 45 و60 تسنتر من القطن. وهم هناك إلى جانب غيرهم من الشركات الزراعية الرائدة في البلاد أظهروا مرة أخرى الإمكانيات الضخمة لحركة الشركات الزراعية، وعلى أي إنجازات كبيرة قادرين فلاحينا.
ومع ذلك تحققت في بلادنا وبسهولة إصلاحات واسعة، فرضتها الحياة من أجل رفع مستوى حركة الشركات الزارعية إلى مستوى نوعي جديد أعلى.
وستظل المهام الهامة لتوفير ظروف جديدة لمستقبل تطوير وزيادة فاعلية الزراعة في صلب اهتمامنا مستقبلاً، وإعطاء الأرض لمالكها الحقيقي، وتعليم الشباب على مثال خبرات عمل المزارعين المتقدمين، الذين أسسوا مدرستهم الخاصة للمزارعين، وتربية الجيل الجديد من المزارعين، ليملكوا معارف وكفاءآت متقدمة.
أصدقائي الأعزاء!
نحن ندرك جيدا أن النتيجة النهائية من كل أعمالنا والجهود المبذولة في القطاع الزراعي مرتبطة ارتباطاً وثيقا بحقيقة أن مزارعينا حصولوا على دخل لائق من عملهم، من أجل زيادة مستوى ونوعية حياتهم.
وفي هذا السياق، لا بد من إيلاء اهتمام خاص لحقيقة أنه خلال سنوات استقلال البلاد، نما حجم إنتاج ألياف القطن نموا مطردا من خلال استخدام أحدث التقنيات، وأن المنتجات يتم تصديرها بقيمة مضافة عالية .
وإذا كان يصنع في الجمهورية خلال تسعينات القرن الماضي 7% من محصول القطن المنتج في أوزبكستان، فخلال السنوات الماضية زادت هذه المؤشرات بمعدل 6 مرات وبلغت نحو 40%. وهذا يوفر الظروف لحل القضايا التي تقف أمامنا، وتسمح بتوفير فرص عمل لمواطنينا، وخاصة الشباب، وزيادة مصادر دخلهم.
ووفق التقديرات الأولية، الدخل الإجمالي من القطن بلغ في هذا العام أكثر من 3 تريليون و100 مليون صوم أكثر بـ 23% من العام الماضي، والذي بدوره يخدم زيادة اهتمام المزارعين والفلاحين بنتائج عملهم، وتنفيذ المهام المشار إليها في برامج "عام الرفاهية والإزدها" وغيرها من البرامج القومية بفعالية.
مواطني الأعزاء !

اليوم، أعانقكم رمزياً وأهنئتكم مرة أخرى، وأهنئ الفلاحين والمزارعين وخاصة، الميكانيكيين، والمهندسين الزراعيين ومربي النباتات، والمهنيين في الصناعات الأخرى، وجميع الذين قدموا إسهام قيم لتحقيق محصول عال من القطن في أوزبكستان، وبصدق، ومن كل قلبي أعرب عن احترامي العميق مع الكثير من التمنيات الطيبة.
وفي هذه اللحظات السعيدة نحمد الله على ما أعطانا وأن يحمي شعبنا، ويعطينا النجاح والازدهار.
وأن يعم السلام والهدوء في بلدنا، وأن تكون سمائنا واضحة ونظيفة!
الصحة والسعادة لكم، يا أعزائي، واسمحوا لي أن أقول أن ثمار عملكم الصادق سيحقيق الرخاء والوفرة لعائلاتكم !
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق