الاثنين، 19 مايو 2014

كلمة نائب المدير العام لليونسكو، خوبيرت غيزين


تحت عنوان "كلمة نائب المدير العام لليونسكو، خوبيرت غيزين" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 16/5/2014 نص كلمة نائب المدير العام لليونسكو وهذه ترجمة كاملة لها:


فخامة السيد إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان !
المشاركون في المؤتمر المحترمون !
السيدات والسادة !
لشرف كبير أن أحضر هذه المناسبة، الجارية بمدينة سمرقند العظيمة. هذه المدينة الأسطورية، الواقعة في مركز طريق الحرير العظيم، مدينة العلم، مدينة الفنون، والثقافة والعمارة، المدينة التي تتمتع بأهمية عالمية. ومن الصعب أن نتخيل مكاناً أفضل لتنظيم المؤتمر الدولي "التراث التاريخي للعلماء والمفكرين في القرون الوسطى بالشرق ، ودوره وأهميته للحضارة الحديثة".
وقبل كل شيء، أود أن أعبر عن الشكر لفخامة الرئيس إسلام كريموف وحكومة أوزبكستان على تنظيم هذه المناسبة الهامة بموضوع يحظى باهتمام اليونسكو الكبير، وكذلك الإلتزام القوي بتطوير التعليم، والعلوم، والثقافة، والاتصال والمعلوماتية.
في أغسطس من العام الماضي، شاركت السيدة إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، مع فخامة الرئيس إسلام كريموف في مراسم افتتاح المهرجان الدولي الـ 9 "شرق تارونالاري" في ساحة ريجستان المهيبة. واحتفظت بذكريات دافئة جداً عن زيارتها وطلبت مني أن أنقل أصدق التحيات والتمنيات لكم، السيد الرئيس، ولجميع المجتمعين.
السيدات والسادة !
رمزي جداً، أن المؤتمر يجري هنا، في سمرقند. "سمرقند المكان حيث تلتقي الثقافات" وهذا مكتوب في قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث سجلت هذه المدينة لقيمتها العالمية الاستثنائية. ولسمرقند تاريخ يعود على الأقل لـ 2750 سنة، وتقع على مفترق طرق الثقافات العالمية وطرق التجارة الضخمة، التي عبرت آسيا المركزية، وضمنها طريق الحرير الأسطوري.
وترتبط أيضا نهضة الشرق في آسيا المركزية ارتباطا وثيقا بسمرقند، عاصمة الدولة القوية والمزدهرة ، الذي أنشأها جدكم العظيم الأمير تيمور.
وأمثال العلماء والمفكرين البارزين أمثال: الخوارزمي، وأبو الريحان البيروني، وأبو علي ابن سينا ​​(المعروف أيضا باسم أفيتسينا​​)، وأولوغ بيك، والفرغاني، وعلي شير نوائي، والكثيرين غيرهم، كان لهم تأثير هائل على تطوير العلوم العالمية، والفلسفة والثقافة التي جلبت المجد للمنطقة بأكملها.
ونتائج بحوثهم وأعمالهم العلمية خلال مئآت السنين كانت مصادر هامة للمعرفة في الجامعات الرائدة بأوروبا ولم تفقد أهميتها حتى وقتنا الحاضر.
وإنجازاتهم العلمية واكتشافاتهم التي لا تقدر بثمن تحتوي على الكثير من الدروس الهامة للعلماء الحديثين، وخاصة الشباب، كما في منطقة آسيا المركزية، وبعيداً خارجها. وهذا يعطينا مثالا جيداً لتوسيع حدود التبادل العلمي على المستوى الدولي، ويسمح برفع مستوى فاعلية البحث العلمي.
واليونسكو مقتنعة، بأن اللقاءآت والتبادل بين العلماء من مختلف المناطق يسهم بتحسين الفهم التبادل، وتعزيز الوئام الاجتماعي، وزيادة رفاه الشعوب. وعلى هذا الشكل، الحوار، والتبادل الثقافي العلمي هو الأكثر أهمية ضمن مهام اليونسكو لتعزيز مبادئ حماية السلام في تفكير الناس.
وخلال العقود الأربعة الماضية، وتحت رعاية اليونسكو نفذت جملة من المبادرات الهامة لتعزيز الحوار والأبحاث في آسيا المركزية. وسلسلة الكتب من ستة مجلدات بعنوان "تاريخ حضارات آسيا المركزية" تعتبر أول الدراسات العلمية لتاريخ الإنجازات الثقافية والعلمية في المنطقة. وبالإضافة لذلك، بدأت اليونسكو مؤخراً مشروعاً آخر "من خلال منصة الانترنت "طريق الحرير"، ويهدف إلى توحيد الباحثين على أساس نهج تعدد التخصصات من أجل تبادل المعارف في مسائل طريق الحرير. ويجمع أكثر من 55 دولة في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وهذه مبادرة مبتكرة لإعادة طريق الحرير في الساحة الرقمية اليوم من أجل التعاون والتنمية والحوار الدولي.
السيدات والسادة !
أمس وخلال اللقاءآت في مكتبة علي شير نوائي القومية، والمركز الدولي للطاقة الشمسية في باركينت، وحديقة النباتات، وأثناء تنظيم "مائدة مستديرة" بالتعاون مع العلماء الأوزبك، استطعت شخصياً التعرف على المعالم الرئيسية لتطور العلوم في أوزبكستان. وأتيحت لي الفرصة أيضاً لتبادل الآراء مع المسؤولين والعلماء والطلاب حول دور العلوم، والتكنولوجيا والابتكار في بناء المستقبل، الذي نحلم به جميعاً.
والأهم، أنه خلال هذه اللقاءآت لاحظت أن الوجوه المعبرة للفتيان والفتيات، وبالدور الأول الدارسين، والطلاب، والعلماء الشباب.
وهذا يشهد على أن أوزبكستان هي بلد مع الشباب، المتعلمين وبحماسة السكان، هي بمثابة الأساس المبشر لتحقيق الازدهار في المستقبل.
وأكدت هذه الاجتماعات وتبادل الآراء على أن قيادة أوزبكستان تولي أهمية كبيرة لمسائل تطوير العلوم والتعليم، وملتزمة بمهمة جذب المعارف المتقدمة لتشكيل مستقبل البلاد، والاستمرار بالتقاليد المجيدة لتطوير التعليم، والعلوم، والتنوير بالقرون الوسطى في الشرق. واسمحوا لي أن أعرب عن إعجابي بالجهود المبذولة في هذا الاتجاه من الرئيس إسلام كريموف وشعب أوزبكستان.
ونحن نستخدم خبرات الماضي، ونحن نسعى بثبات نحو المستقبل. وعلى هذا الشكل، المؤتمر الحالي يوفر الفرصة للننظر إلى الخلف، وأن نعتمد على المعرفة، والحكمة، وإنجازات الماضي، وبمساعدتها بناء المستقبل الراسخ للجميع.
وشكراً لاهتمامكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق