السبت، 28 يونيو 2014

للعاملين في الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية


تحت عنوان "للعاملين في الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية" نشرت وكالتي الأنباء Jahon، وUzA، يوم 27/6/2014 نص الكلمة التي وجهها الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف بمناسبة العيد المهني للعاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية بجمهورية أوزبكستان وهذه ترجمة كاملة لها:


أصدقائي الأعزاء!
لمن دواعي سروري العظيمة كأحد الملايين الذين يحترمون عملكم ومواهبكم، وباسم كل شعبنا أن أهنئكم بصدق، بعيدكم المهني وأن أعبر لكم عن أعمق احترامي، أعزائي الصحفيين، والعاملين في الإذاعة والتلفزيون، ودور النشر والمطابع، العاملين بشجاعة من أجل تعزيز إستقلال الوطن وازدهاره، ونجاح شعبنا.
في يوم العيد هذا وبعفوية أتذكر الكلمات الحكيمة التي قالها جدنا العظيم الأمير تيمور: "لتبقى في كل البدايات النجوم التي ترشدكم إلى طريق العدالة والحرية. وأن تعيش مع ما يشغل الناس، وأن تكون الحماية والدعم، واجبك المقدس".
وأعتقد أن أكثرية مواطنينا موافقون معي بأن لكلمات صاحبكيران هذه معنى عميق برتبط قبل كل شيء بإخلاص الناس لعملهم، ومن ضمنهم أمثالكم، العاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية، الذين شعار حياتهم هو  خدمة المجتمع بإخلاص، وحماية مصالح الشعب.
أصدقائي الأعزاء!
جميعنا نفهم جيداً، في حال عدم الأخذ بعين الإعتبار المطالب العالية، التي يدفعها قرننا، قرن العولمة وتكنولوجيا المعلوماتية والإتصال في الحياة نفسها، وإذا لم نسير بأقدامنا مع الوقت الذي يمر بسرعة، فهذا يعني سيكون من الصعب الوصول لإنجاز المهام التي وضعناها أمامنا، والوصول إلى أهدافنا الإستراتيجية، والخروج إلى صفوف الدول الديمقراطية المتقدمة.
وأنا مقتنع بأننا جميعاً تنعي وبعمق أهمية هذه المطالب، وخاصة أنتم مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية، السائرين في الصفوف الأولى على طريق تجديد المجتمع.
في أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال استمرت أعمال كبيرة من أجل مستقبل تعزيز دور وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية في مجتمعنا، وزيادة فعالية نشاطاتها، وتعزيز وتجديد القاعدة الحقوقية، والمادية، والتقنية في مجال الإعلام، وترشيده تكنولوجياً، وزيادة مستوى الشخصية الإجتماعية لمهنة الصحفي، وتشجيع عمل العاملين في هذا المجال مادياً ومعنوياً.
ومن دون شك أنكم جميعاً تعرفون أية إجراءآت هامة تحققت في إطار تنفيذ مبادئ مستقبل تعميق الإصلاحات الديمقراطية وتشكيل المجتمع المدني في البلاد. وجزئياً صدر قانون عن "انفتاح نشاطات إجهزة السلطات الحكومية والإدارة"، والتي رفعت العمل إلى مستوى نوعي جديد لتوفير حقوق ومصالح المواطنين في المجال الإعلامي، وزيادة دور وسائل الإعلام الجماهيرية في الحوار المنفتح والعملي بين الدولة والمجتمع.
ومن أجل تطوير المجالات الإعلامية التي تعتبر مرآة لحياة المجتمع، خلال السنوات الأخيرة اتخذت إجراءآت تتمتع بأهمية عملية كبيرة، وهو ما تؤكده الأرقام والحقائق التالية:
في الوقت الراهن تعمل في بلادنا نحو 1400 وسيلة إعلام جماهيرية. وتجب الإشارة خاصة إلى أنه إلى جانب وسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية، من صحف، ومجلات، وإذاعة، وتلفزيون، في الفضاء الإعلامي القومي تتعزز بقوة الأحدث منها، ومن الشبكات الإعلامية المتقدمة، الرقمية، والتلفزيون المحمول، وتلفزيون الإنترنيت، وإذاعة الإنترنيت، وصحافة الإنترنيت بالكامل.
واليوم برامج القناة التلفزيونية الأوزبكستانية عبر الشبكة العالمية في نظام الوقت الواقعي تبث إلى الكثير من بلدان العالم. ومما يستحق الإهتمام أن شركة الإذاعة والتلفزيون القومية الأوزبكستانية أحدثت في الآونة الآخيرة قنوات تلفزيونية جديدة، هي: "ديور"، "أويلافي"، و"كينوتياتر"، و"نافو"، وإلى جانبها هناك قنوات "مدنيات ومعرفات"، و"دونيو بويلاب"، و"بولاجون"، التي تقدم إسهاماً قيماً في رفع المستوى الفكري، والروحي، والثقافي، لشعبنا، وتوفر مضامين لوقت فراغ الناس.
ووفقاً لقرار الرئيس، الذي صدر من أجل دعم وسائل الإعلام الجماهيرية، ومنشآت الطباعة والنشر، ومنظمات توزيع المطبوعات، قدمت لهم تسهيلات وتشجيعات هامة، وهو ما وفر ظروفاً مناسبة ومالية من أجل توفير حقيقي وليس بالكلمات، بل بالعمل، استقلال أطراف هذا المجال، وزيادة دخل ورفاهية آلاف وآلاف العاملين فيه، وهذا بدوره أظهر تأثيراً إيجابياً كبيراً على تطوير جملة غيرها من القطاعات.
وكل هذا ومن أدنى شك يشكل الوسط التنافسي السليم في الفضاء الإعلامي في البلاد، ويوفر تعدد الآراء، والتعبير عن الآراء والمشاعر الإجتماعية لمختلف الشرائح الإجتماعية للسكان عبر وسائل الإعلام الجماهيرية، وهو ما يعتبر أساس قوي من أجل تطوير المجتمع المدني.
وأنتم الصحفيون المحترمون، المندوبون المتخصصون في وسائل الإعلام الجماهيرية، تمررون من خلالكم، ومن قلوبكم المسائل الأكثر أهمية وتسعون من أجل أن لا تتراجع المهنة التي اخترتموها عن غيرها من المهن، وأعتقد أنكم تعون جيداً حقيقة هامة أخرى: في الوقت الحاضر الصعب جداً، عندما يزيد في العالم من حولنا التوتر، والتهديدات المميتة والتحديات الأخرى، ومن اجل التفكير العميق بجوهر ما يجري من احداث وظواهر، وقبل شيء من الضروري تشكيل وتعزيز التفكير المستقل للناس.
وفي أوضاع اليوم، عندما يتصاعد الصراع أكثر بين مختلف الأفكار والمصالح، يحاولون دائماً تقديم الأكاذيب بدلاً عن الحقيقة، والحقيقة بدلاً عن الأكاذيب تنشر مختلف المعلومات وكأنها معلومات كاذبة، وتجبر وسائل الإعلام الجماهيرية على خدمة مصالحهم الذاهبة إلى البعيد، وتدعوا لصراع الناس من مختلف القوميات من ضمن أهدافهم المغرضة، وتقوم بالضغوط وتهدد الدول، التي تملك إمكانيات أقل، ولا تفكر باستخدام القوة مع أحد، وفي هذه الأوضاع القلقة يحتاج القراء والمستمعين، والمشاهدين، من مستهلكي منتجات وسائل الإعلام الجماهيرية، قبل كل شيء الآراء الثابتة والأفكار المستقلة، من أجل تمييز الحقيقة عن الأكاذيب والإفتراءآت.
وفي الوقت الراهن عندما يلاحظ هنا أو هناك ظهور حنين للنظم والأيدلوجيات القديمة التي لم تبرر نفسها، واستهلكت نفسها، يتصاعد دور ومسؤولية وسائل الإعلام الجماهيرية في بلادنا.
ويصبح من الواضح، أن مثل هذه الظروف غير البسيطة يجب أخذها والتفكير بها من كل الجوانب في العمل بوسائل الإعلام، من أجل الناس، وخاصة الشباب كي يفتحوا عيونهم على جوهر مثل هذه الظواهر، وتربية فيهم الثبات والقوة والثقة والآراء الحياتية. وفي جوهر هذا من المهم جداً مهام مجتمعنا الذي يعتمد قبل كل شيء عليكم، أعزائي الصحفيين، وعلى معارفكم وخبراتكم، ومهاراتكم المهنية، والموقف المواطني النشيط.
وإذا كنا سنربي شبابنا على هذه الروح، روح القيم القومية والإنسانية، وإنشاء أطفالنا متطورين شخصياً بتوازن، فمن دون أي شك نحن بنبيي أقوى اساس لحياتنا في يوم الغد.
ومن وجهة النظر هذه تبقى هامة مسألة إعداد الصحفيين بمستوى مهني عال، وإعداد محللين، وإعداد معلقين، وبكلمة واحدة أساتذة عملهم الحقيقيين.
وواضح لنا جميعاً، أنه لحل هذه المهام أهمية خاصة يتمتع بها تكامل وسائل الإعلام الجماهيرية في بلادنا مع الفضاء الإعلامي الدولي، وإقامة صلات إبداعية نافعة مع الشركات الإعلامية الشهيرة في العالم، والزملاء الأجانب.
ونحن وضعنا أمامنا هدف عالي، أن نشغل المكانة اللائقة في صفوف الدول الديمقراطية المتقدمة، ومن أجل الوصول إليها  علينا استخدام خبرات الدول، التي إلى جانب المجالات الأخرى حققوا الكثير في المجال الإعلامي، وأعاروا إهتماماً جدياً لمستقبل رفع مستوى المعارف والخبرات، والمهارات المهنية للعاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية.
وفي هذا لا أعتبر أنه يجب مرة أخرى تكرار ماقلته سابقاً من أفكار.
نحن جميعا نعلم أن القرن الحالي هو قرن العولمة ولا توجد أية عوائق أيديولوجية تمنع زيادة الخبرات المهنية ومستوى المعارف لأي شخص. والسؤال فقط هو في أن لا نقف عند ما أنجزناه، وباستمرارا السعي نحو المعرفة، والبحث عن الجديد، والسير بصلابة نحو الأمام. ووضع أهداف محددة أمامنا.
وطبعاً هذه المهام هامة جداً من أجل المدرسين في مؤسسات التعليم العالي التي تعلم الشباب مهارات العمل، والمعارف والتكنولوجيا الحديثة في مجال الإعلام.
وفي هذا المجال يستحق الإهتمام أنه خلال السنوات الأخيرة أكثر من 600 من العاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية في بلادنا رفعوا مهاراتهم المهنية في الخارج. والوقت نفسه يفرض ضرورة الاستمرار في وضع وتوسيع مستقبل هذه الأعمال الهامة.
وأريد أن أؤكد لكم أن دولتنا إلى الأمام ستتخذ كل ما هو ضروري من إجراءآت وتقدم الإسهام الدائم للعاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية في البلاد للتمكن من الطرق المتقدمة للصحافة العالمية، وتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات الحديثة، واللغات الأجنبية، وفي حل ما ينشأ أمامكم، الصحفييون المحترمون، من مختلف القضايا.
أتمنى لكم جميعاً الصحة، والقوة والطاقة لتنفيذ مثل هذه المهام الهامة. وليبقى النجاح دائماً رفيقكم على طريق النجاحات الإبداعية الجديدة!
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق