الأحد، 20 يوليو 2014

الكلمة التي وجهها الرئيس الأوزبكستاني لمزارعي القمح في أوزبكستان


تحت عنوان "إلى مزارعي القمح في أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 16/7/2014 النص الكامل للكلمة التي وجهها الرئيس الأوزبكستاني بمناسبة جمع محصول قياسي من القمح، وهذه ترجمة كاملة لها:


أصدقائي الأعزاء !
لمن دواعي الإرتياح العظيمة أنكم في كل عام تزيدون محصول القمح في أوزبكستان، المحصول الذي هو إسهام كبير لازدهار وطننا، ويوفر الكفاية لكل الأسر، والوفرة للبلاد، ويظهر نتائج عملكم الصعب وجهدكم أيها الفلاحون، ويعزز ثقة الناس لدينا بيوم الغد.
ولي الشرف اليوم أن أهنئكم من كل قلبي أيها الفلاحين والمزارعين المحترمين، وكل العاملين في خدمة الأرض بالإنتصار الكبير، الذي حققتموه لأول مرة في تاريخ الزراعة بأوزبكستان، وبفضل عملكم غير السهل والمجيد، بلغ محصول القمح العالي 8 ملايين و50 ألف طن.
وفي هذا اليوم السعيد يجب أن نعي بالكامل وبعمق جوهر وأهمية هذا النجاح الضخم، ويجب أن نتذكر، أنه في الأيام الأولى للإستقلال، كان احتياطي الطحين في البلاد يكفي لسبعة أو عشرة أيام فقط، وكان شعبنا واقعياً على شفى الجوع، ومن وجهة النظر هذه بقيت واقعية أكثر الأيام الصعبة والقلقة التي عشناها، والصعوبات التي تعرضنا لها وتجاوزناها، والحدود العظيمة التي حققناها اليوم حقيقة.
وأعتقد أنه من المناسب تقديم بعض الأرقام، التي تتحدث عن حقيقة وقيمة انتصار العمل الحالي.
فكما هو معروف منذ ثلاثة وعشرين عاماً كنا مضطرين وبموارد ضخمة لجلب 5 ملايين طن من القمح من الخارج، وهي ضرورية لتلبية احتياجات أكثر من 21 مليون نسمة من سكان الجمهورية.
ونحن اليوم بلد لم يوفر خبزه الخاص بالكامل لأكثر من 31 مليون من سكانه فقط، بل ويصدر القمح. وزاد حجم تجهيز القمح في أوزبكستان خلال الفترة الماضية من 940 ألف طن إلى 8 ملايين طن، وزادت نسبة الإنتاجية وسطياً من 17 إلى 75 تسنتر من الهكتار، وهذا إثبات ساطع لإنجازاتنا المثيرة للإنتباه في هذا المجال، الذي كان يصعب تصوره في السابق.
ومن مقارنة لمثل هذه الأرقام، أعتقد أن كل إنسان يقتنع مرة أخرى بعمق وصحة طريقنا الخاص الذي اخترناه، طريق تجديد وترشيد البلاد، ومن ضمنه العمل البطولي لشعبنا الذي هو أساس قوي لمستقبل تطور أوزبكستان الحديثة، وأثار لدى المجتمع الدولي اهتماماً واحتراماً كبيراً.
المواطنون الأعزاء!
عندما يدور الحديث عن الموسم الحالي يجب الإشارة إلى أن الإصلاحات الجذرية الملموسة وإعادة التنظيم المحققة في الزراعة، هي بالدرجة الأولى كانت عن طريق تنظيم حركة المزارعين، وتهيئة كل الظروف من أجل تطورها، وتحويلها إلى قوة رئيسية في الريف، وحماية المجتمع، وتعزيز إحساس المالك الحقيقي للأرض لدى الفلاحين، المالكين، وزيادة اهتمامهم بنتائج عملهم، التي كانت العامل الرئيسي للمستويات العالية التي وصلنا إليها.
ونحن نعلم جيداً، أن الموسم الحالي لم يكن أسهل من الذي سبقه. وظروف الأحوال الجوية غير المناسبة مرة أخرى اختبرت إرادة وثبات مزارعي الحبوب لدينا. وكان عدد الأيام المتجمدة أكثر من المعتاد، بالإضافة للانخفاض الحاد لمتوسط درجات الحرارة في النصف الأول من شهر مارس/أذار وشهر أبريل/نيسان، وكانت الأمطار غزيرة، والبرد شديد، بالإضافة لنقص الماء، والرياح الشديدة، والعواصف، في بعض المناطق، مع ضروة محاربة مختلف الأمراض النباتية والآفات الزراعية، وكل هذا أحدث لمزارعينا مشاكل وصعوبات جدية.
وعناية خاصة يستحقها أن مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة للعاملين في الأراضي، قبل كل شيء كانت بفضل تنظيم العمل الصحيح، وفاعلية استخدام التكنولوجيا الزراعية، ومهارة استخدام الخبرات الفريدة لأجدادنا، التي بفضلها استطاعوا إنتاج محصول غني جداً في هذا العام.
وبذلت محاولات أثناء هذا الموسم لاستخدام 12 مليون و700 ألف طن من الأسمدة العضوية في المساحات المستخدمة لزراعة القمح، ووسطياً أكثر من 11 طن في الهكتار الواحد، والفلاحون بحرص وعناية قاموا برعاية كل سنبلة نبتت، وهذا من دون شك لعب دوراً هاماً في تحسين نوعية القمح.
وأود خاصة الإشارة إلى أن الأساس القوي للنجاح الحالي كانت الإجراءآت التنظيمية الفعالة المتبعة خلال السنوات الأخيرة لتحسين أوضاع ري الأراضي، وتطوير الأعمال، وتطوير النخبة الزراعية، واختيار أنواع البذور المناسبة للزراعة في المناطق، آخذين بعين الإعتبار ظروف التربة، والأحوال الجوية، وتوفر مياه الري، في المناطق، بالإضافة لتوريد المعدات والمواد الزراعية الحديثة في موعدها، ومن ضمنها الحصادات الجديدة، والأسمدة المعدنية، والوقود ومواد التزييت والتشحيم، وتوفير الموارد المالية للمزارع، وبالدرجة الأولى القروض المخفضة، ومضاعفة الجهود لمحاربة الآفات الزراعية.
وبفضل القيام بمثل هذه الإجراءآت الهامة، الفلاحون في كل الولايات ومن ضمنها جمهورية قره قلباقستان، وولاية خوارزم التي تنتمي إلى مناطق الظروف الجوية والطبيعية الصعبة، تمكنوا من أداء إلتزاماتهم التعاقدية في إنتاج القمح. وكان في ولايتي: فرغانة، وأنديجان، متوسط المحصول 62 تسنتر من الهكتار الواحد، وفي ولايات: سمرقند 61 تسنتر، وفي بخارى ونمنغان 60 تسنتر، وفي قشقاداريا 58 تسنتر، وفي طشقند 57 تسنتر، وفي نوائي 55 تسنتر، وفي سورخانداريا 51 تسنتر من الهكتار الواحد، وكلها يمكن تقييمها كأهم النتائج بالموسم الحالي في حصاد محصول القمح.
وتجب الإشارة خاصة إلى الذين كانوا مثالاً للآخرين في مناطق: طشقند، وآلتيأريس، وأوتشكوبريك، وبابكينت، وباب، وأتشكورغان، وإشتيخان، وغيجديوان، وأويتشين، وبيشكون، ونارباي، وباستدارغ، وباختاآباد، وكورغانتيبه، وشهريسابز، خاتيرتش، وآلتينكول، ودوستليك، وكارمان، وميرزاتشول، وياككاباغ، وبختاكور، ونافبخور، ويوكوريتشرتشيك، وكيتاب، وأورتاتشيرتشيك، وتشيناز، وباياأوت، وسيرداريا، وديناو، التي تجاوز فيها محصول الهكتار الـ 60 و70 تسنتر.
وفي عشرات المزارع في بلادنا جمع من كل هكتار 90 أو 100 تسنتر من القمح، وهو ما يشهد على أية ذروة عظيمة في العمل يقدر عليها فلاحينا. ومن بين الشركات الزراعية: "خوصيل" بمنطقة كاتتاكورغان، و"أورتيكالي غانييف" بمنطقة فوركات، و"فارفون خايوت ساري" بمنطقة أوتشكوبريك، و"خايروالله باخروم بايماتوف" بمنطقة آلتيآريك، و"أسالتشي إلدور" بمنطقة إشتيخان، و"أولتين ديور" بمنطقة كوفين، و"يوكوبجون أوتا" و"أوزبيكستون" بمنطقة بوفايدين، و"أتشيلوفا إنوبات" بمنطقة نافبخور، و"عبد العزيز" بمنطقة بختاآباد، و"أميرغوليب كيلاجاك" و"سافولتيبه رافناكي" بمنطقة كامان، و"سيتوراخون" بمنطقة يانغييول، و"غولغون ديور إمكوني" بمنطقة آلتينكول، و"مورود روستام" بمنطقة جوندور، و"عبد الحفيظ خاليلوف" بمنطقة كوشتيبه، و"فايز" بمنطقة غيجدوفان.
وعند الحديث عن مثل هذه الأمثلة التي أظهرت بطولة حقيقية في العمل، أعتبر أنه يجب أن أكرر مرة أخرى: في العالم عدد كبير من محبي العمل، ولكن ليس باستطاعة كل منهم المقارنة مع الفلاحين الأوزبك الذين صهرتهم التجارب الصعبة، ويتميزون بحرصهم وثباتهم وخبراتهم وطيبتهم.
 ومن اللائق تقييم وتشجيع عمل مثل هؤلاء الناس، والعيش مع سعادتهم واهتماماتهم، وتوفير الظروف لهم من أجل أن يكونوا سعداء بنتائج عملهم الدؤوب والصعب، وفي حياتهم بالكامل، وهذا ليس واجب مباشر، بل واجب كل مسؤول. وأريد أن أؤكد على أنه في المستقبل سأوجه كل القوى والإمكانيات من أجل تطوير هذا المجال الهام لنا جميعاً.
ومن ضمن هذا الخط تجب الإشارة خاصة إلى أن 5 ملايين و117 ألف طن من القمح، أو 60% مما أنبت في هذا العام من المحصول الغني، ستبقى تحت تصرف الفلاحين والمزارعين، والسكان. ونتقبل الانجاز العالي اليوم لفلاحينا كإثبات آخر لارتفاع مستوى اهتمامهم بنتائج عملهم، وبتقييمه اللائق.
أصدقائي المحترمون!
ليس سراً أن مشكلة الأمن الغذائي أصبحت أكثر حدة في الوقت الراهن بالعالم، ووفق المعلومات المتوفرة اليوم يعاني من نقص الغذاء على كوكبنا أكثر من 840 مليون إنسان، وهذا لا يمكن أن لا يستدعي القلق. وعلى خلفية هذا الوضع المعقد القائم في المجال الزراعي في بلادنا جرى التفكير بعمق بالإصلاحات، التي وصلنا إليها بفضلكم، الفلاحون والمزارعون المحترمون، وعملكم الفعال بالكامل الذي وفر وبشكل مضمون للسكان الأغذية الرئيسية، وبالدرجة الأولى القمح، المحصول الذي حصل على اعتراف واسع في المجتمع الدولي.
وهذا يثبته عملياً آراء مندوبي المنظمات الدولية الهامة، والعلماء المشهورين والمتخصصين من الكثير من دول العالم ومن ضمنها المتطورة جداً، والذين أثناء المؤتمر الدولي عن "أهم الإحتياطات لتنفيذ البرامج الغذائية في أوزبكستان" الذي جرى مؤخراً في طشقند حصلوا على إمكانية التعرف مباشرة على نشاطاتنا. ولا سيما أن المشاركين في المؤتمر اقترحوا القسان بدراسة واسعة لخبرات أوزبكستان والتسهيلات والتخفيضات التي تقدمها الدولة من أجل استقرار تطور المزارع، ودعم المنتجين الزراعيين.
ونحن نفهم جيداً أنه اليوم في ظروف التصاعد الدائم لمطالب الوقت لا يمكن التوقف عند الحدود التي وصلنا إليها. والحياة نفسها تضع أمامنا مهام جديدة، وجديدة للتطوير القوي والمستمر إلى جانب إنتاج الحبوب في كل القطاعات الزراعية بالبلاد في الكامل، ورفع مستوى الأعمال الجارية في هذه الاتجاه إلى مستوى نوعي جديد. ويجب أن تكون في مركز اهتمامنا الدائم المسائل الهامة لمستقبل رفع فاعلية القطاع الزراعي، وتشكيل جيل جديد من المدراء المزارعين القادرين على الاستمرار بجدارة بالأعمال الإيجابية التي بدأناها، واستخدام الطرق والأشكال الزراعية الجديدة والمتقدمة.
أصدقائي الأعزاء!
في هذا اليوم الرائع، من كل قلبي أهنئكم، أنتم مزارعي القمح والفلاحين والمزارعين المحترمين، ومرة أخرى أتذكر الكلمات الحكيمة التي قالها المفكر العظيم علي شير نوائي، عن أن وفرة المائدة هي السعادة والرخاء للشعب، لقاء تفاني الناس في العمل، الذين زرعوا بذور الكفاية والنجاح وأنبتوا هدايا الأرض التي لا تقدر بثمن.
وفي هذا المجال أعتقد أنه سيكون صحيحاً القول أن بيدر محصول القمح الذي صنعتوه أنتم الفلاحون الشرفاء ومحبي العمل، هو الأساس القوي لحياتنا السلمية، والسماء الصافية، والأفكار والمساعي الطيبة.
وأنتهز الفرصة لأعانقكم جميعاً معنوياً، ومرة أخرى وبصدق أهنئ فلاحينا ومزارعينا المهرة، والميكانيكيين، والعاملين على الحصادات، والمتخصصين في القطاعات الزراعية، وكل مواطنينا الذي قدموا إسهامهاً قيماً في المحصول الغني الحالي.
وباسمي، وباسم كل شعبنا أعبر لكم جميعاً عن الشكر العظيم، وأنحني أمامكم جميعاً.
وليحمي الله سبحانه وتعالى شعبنا وبلادنا، وأسرنا وبيوتنا من مختلف الويلات والمحن!
ولتجلب ثمار عملكم الشريف دائماً لكم الكفاية والشرف والإحترام، يا أعزائي!
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق