السبت، 17 يناير 2015

تهنئة حماة الوطن بذكرى إنشاء القوات المسلحة الأوزبكستانية


تحت عنوان "تهنئة حماة الوطن بمناسبة مرور 23 عاماً على إنشاء القوات المسلحة بجمهورية أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 13/1/2015 نص الكلمة التي وجهها إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان، القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذه المناسبة، وهذه ترجمة كاملة لها:


الجنود، وضباط الصف، والضباط، والضباط القادة، والمحاربون القدماء في القوات المسلحة، المحترمون، أعزائي المواطنين !
لمن دواعي إرتياحي الكبير وبصدق ومن القلب أن أهنئكم بالمناسبة الهامة في حياة بلادنا، يوم حماة الوطن، وذكرى مرور 23 عاماً على تأسيس القوات المسلحة في جمهورية أوزبكستان !
وعندنا اليوم كل الأسس لإعلان أن طريق بناء وإقامة أوزبكستان المعاصرة الديمقراطية كان دائماً مرتبط بوثوق بتشكيل القوات المسلحة في البلاد، التي مرت في ظروف غير عادية بسبب ما يحيط بنا وأثبتوا أكثر من مرة أنهم دائماً الضمانة الأكيدة لتحقيق الإستقلال، والسيادة، ووحدة الأراضي، والحياة السلمية والهادئة لوطننا. وليس عبثاً أن هذا كله يعتبر مبني على الأسس الواقعية، هي أن قدرة وإمكانيات كل دولة يحكم عليها من خلال قدراتها القتالية والإستعداد القتالي لجيشها.
وخلال عملية تأسيس القوات المسلحة في أوزبكستان التي تتمتع بالسيادة نحن رفضنا النسخ المباشر الذي بقي لنا بالوراثة وخبرات بناء القوات التي عفى عنها الزمن، وأخذنا بعين الإعتبار الظروف الجيواستراتيجية، والجيوسياسية، وطبيعة الحروب الحديثة والصراعات المسلحة، وانطلقنا من تحليل خصائص وإمكانيات مسرح العمليات العسكرية في منطقة آسيا المركزية، واعتمدنا ايضاً على خصائص تقاليدنا القومية القديمة الخاصة.
وفي الكثير من الظروف القاهرة أثناء أعمالنا لإنشاء جيشنا كان تنفيذ على مراحل وبشكل مشترك برامج الإصلاحات بفاعلية وإستمرارية، يعتمد على الدراسة العميقة واستخدام الخبرات الأجنبية المتقدمة في بناء القوات، وتنظيم الخدمات والنشاطات القتالية للقوات والوصول إلى الفنون الحربية الحديثة.
ومن خلال هذا كانت الأفضلية الهامة لنا، هي تعميق العمل المشترك مع إدارات الدفاع في الدول الأجنبية، وأقيمت مع الكثيرين منهم وتتوسع علاقات شراكة المنافع المتبادلة، وتنفذ الخطط السنوية للتعاون الثنائي العسكري، والتكنولوجي العسكري.
ووفقاً لخطط بناء القوات المسلحة قمنا بتحقيق إجراءآت مستمرة لترشيد وتجهيز القوات بأحدث الأسلحة والتقنيات، ومن ضمنها وسائط الدفاع الجوي والحوامات، والمعدات العسكرية المدرعة، ونظم المدفعية، ووسائط الإتصال، ووسائط الحماية الشخصية والجماعية.
ومن دون شك المهام الهامة تحتاج لأعمال غير محدودة لتطوير نظم إعداد الكوادر العسكرية بأكاديمية القوات المسلحة، والمعاهد المتوسطة العسكرية، ومدارس إعداد ضباط الصف، من خلال الطرق الحديثة، وإستخدام الأشكال والطرق الحديثة في التعليم في عملية التعليم باستخدام أحدث المنجزات في مجال تكنوجيات المعلوماتية والإتصال المتطورة.
وفي هذا الإتجاه من الضروري الإشارة إلى أن الدور الإيجابي الكبير في رفع الكفاءة المهنية للضباط وضباط الصف تلعبه الدراسة العميقة والتأقلم مع ظروف نظم إعداد وتنظيم نشاطات الخدمة العسكرية في الجيش لأبرز الدول الأجنبية. وبفضل تنفيذ إجراءآت عملية في صفوف الضباط في هذا المجال لأبعد مدى توسعت آفاق معارفهم، وأصبحوا يتمتعون بمهنية ونوعيات روحية وأخلاقية عالية، تمكنهم من التفكير المنطقي، والإستخدام النشيط للمداخل غير المعتادة  لحل المهام التي تعترض طريقهم. ومن دون أي تضخيم زيادة عدد ضباط الصف هو ليس بالكلمات، بل عملياً أصبحوا القوة الأمينة التي لا بديل لها والتي يعتمد عليها الضباط، وهم المربين الذين يهتمون بجنودنا.
ومن المهام الأساسية لبناء الدفاع يبقى مستقبل تطوير وترشيد نظم الإعداد العملي والقتالي لأجهزة الإدارة والقوات. والتعليم الحديث بشكل جذري يختلف عن ذلك الذي إتبعناه في أولى سنوات إستقلالنا. وسنة بعد سنة يجري التعليم بظروف قريبة جداً من الواقع القتالي، ويسمح لنا بالقيام بتحليل نقدي لكل نظم إعداد القوات، وتقييم إمكانيات كل فصيلة وكل كتيبة، وكذلك جدوي ومناسبة الطرق المختارة لتنفيذ المهام القتالية من وجهة نظر تبادل القطعات وإكتساب الأفراد لتخصصات مشتركة.
والمهمة الهامة تتمتع بالإستخدام الواسع لما تراكم لدينا من خبرات أثناء تشكيل وإصلاح الجيش القومي وفي تنظيم الأعمال الشاملة والموجهة على كل مستويات العسكريين وحتى المستدعين للخدمة العسكرية من الشباب. لأن الخدمة في الجيش عند الجيل الشاب أخذت فكرة خاصة، وأصبحت واعدة أكثر. وتتمثل جاذبيتها في أنها ليست فقط في تقديم التسهيلات وتوفير المستوى الإجتماعي والمادي الأعلى للعسكريين، بل وقبل كل شيء في أن الجيش بالواقع أصبح مدرسة حياتية لشبابنا، تربيهم على الشجاعة، والثبات، والأحاسيس الوطنية العالية والحب والإخلاص للوطن.
ونحن وبفخر يمكننا الإعلان بأنه خلال سنوات الإستقلال نمى في أوزبكستان ووقف على قدميه بقوة جيل كامل من الشباب الذين تلقوا الإعداد العسكري الشامل، وهم مستعدون في أي وقت للوقوف من أجل حماية الوطن.
وتنفيذ البرنامج الحكومي الموجه نحو توفير السكن للعسكريين، وتحسين الظروف الإجتماعية والمعيشية لحياتهم وأدائهم للخدمة احتفظ بأهمية خاصة. وكل عسكري خصص حياته للمهنة البطولية هذه، عليه أن يثق بشدة بأن مشاكله لن تبقى دون إهتمام، ورفاهية اسرته مضمونة بشكل آمن.
وإعلان عام 2015 عام الإهتمام بالجيل الأكبر سناً يحتاج منا دون شروط تنفيذ القرارات والبرامج الحكومية التي اتخذتها الحكومة، والموجهة نحو تعزيز الدعم المادي والإجتماعي للمشاركين في الحرب، والمحاربين القدماء في القوات المسلحة، وتقديم لهم الرعاية الشاملة، والإهتمام الإنساني العادي.
واليوم الكثيرين من المحاربين القدماء والمربين المحترمين مستمرون بنشاط بالمشاركة في تنمية الدولة، ويقتسمون خبراتهم الفريدة ويعطون معارفهم للجيل الجديد من حماة الوطن.
وعلينا دائماً أن نفهم أن نجاحات العسكريين، هو أسطع مؤشر يثبت المستوى العالي للخدمة العسكرية في بلادنا.
المواطنين المحترمين !
من تقييم الأوضاع المتفاقمة اليوم في محيطنا القريب والبعيد، لا يمكننا عدم الإعترف بوجود جملة واسعة من تهديدات الأمن والإستقرار العالمي، تسود فيه مداخل استخدام القوة لحل الصراعات الناشئة، مع تزايد المنافسات الجيوسياسية للرقابة على موارد الخامات والمواصلات، وإنتشار التكنولوجيا النووية واسلحة الدمار الشامل، ونشاط قوى الإرهاب العالمية و"التوسع الزاحف" للتطرف، وتفاقم الصراعات بين القوميات والأديان.
ومع الأسف الشديد يجب الإعتراف بأن كل التهديدات المتنامية، والتوترات والمواجهات في مختلف مناطق العالم لا تجد تسوية سلمية، بل على العكس مستمرة بالتفاقم.
والتجرية الجادة لكل دول منطقة آسيا المركزية تبقي بخروج قوات حفظ السلام أيساف من أفغانستان. ومثال واضح ما تشهده الخبرة العراقية، لأن تشكل أي فراغ في أفغانستان يمكن أن يملأه تدفق مختلف المجموعات الإرهابية، القادرة خلال فترة قصيرة على نشر تأثيرها المدمر على أراض واسعة في المنطقة.
وتتغير بشكل جذري ملامح الصرعات الدولية والتحديات غير التقليدية، ويبقى التهديد الهام في الوقت الراهن التأثير المعلوماتي السيكيولوجي، الموجه نحو تقويض أسس جيشنا، وبشكل رئيسي، بواسطة محاولات التأثير على روابطه المعنوية والأخلاقية، واستخدام تكنولوجيا الإنترنيت الحديثة أيضاً لنشر الأفكار والمفاهيم الهدامة في وعي شبابنا، والتي تتناقض تماماً مع وعينا وثقافتنا وقيمنا الروحية وتقاليدنا الغنية.
ولهذا بالضبط في ظروف الأوضاع الصعبة وغير المتوقعة في المنطقة والعالم بالكامل يعتبر هام جداً الحفاظ على اليقظة والحذر، وعدم الإستسلام للزهو بما حققناه، والإستمرار بحزم بزيادة إصلاحات القوات المسلحة مستقبلاً، وزيادة استعدادها لمواجهة أية محاولات لإثارة التوتر على حدودنا، وإعطاء الرد الحاسم فوراً على أية تصرفات عدوانية، موجهة ضد طريق التنمية الذي إخترناه.
لهذا من الضروري مرة أخرى الإشارة إلى أن جمهورية أوزبكستان كانت وستبقى متمسكة بمبادئ السياسة المحبة للسلام. وعقيدتنا العسكرية تحمل طابعاً دفاعياً، وتعزيز القوات المسلحة في البلاد، وبالدور الأول، موجهة نحو حماية سيادة الدولة، ووحدة أراضيها، وسلام وهدوء الناس لدينا. وعقيدتنا الدفاعية لا تسمح بمشاركة جيشنا في العمليات العسكرية خارج حدود جمهورية أوزبكستان.
الأصدقاء الأعزاء !
في يوم العيد هذا من كل قلبي أهنئكم بذكرى مرور 23 عاماً على تاسيس القوات المسلحة بجمهورية أوزبكستان وأعبر بكلمات صادقة عن الشكر على الخدمة المخلصة لكل العسكريين، الأفراد، وضباط الصف، والضباط، والضباط القادة، وأيضاً للمحاربين القدماء في القوات المسلحة، والمتخصصين المدنيين، وكل من ربط مصيره بتنفيذ الواجب الطيب والمسؤؤل لحماية الوطن !
مع تمنيات للجميع بالصحة والسعادة والتوفيق بالعام الجديد 2015 !
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق