الأحد، 1 فبراير 2015

سوريا ستغير المعادلة وستهزم المؤامرة


تحت عنوان "رأي الوطن .. سوريا ستغير المعادلة وستهزم المؤامرة" نشرت صحيفة الوطن العمانية يوم 2/2/2015 خاطرة تستحق الوقوف عندها بتأمل وتعمق، وجاء فيها:


إذا ما تسنى كتابة تاريخ الإرهاب في المنطقة، فلسوف يقال بكل بساطة إن سوريا التي كانت في طليعة من تعرض له، لم يصبها الأذى من الغربي فقط، أو من الإسرائيلي، فهذان روح الإرهاب وصانعه، بل من بعض أبناء العروبة أنفسهم، ومن أولئك الذين رسموا الإسلام على وجوههم لكنهم أغلقوا قلوبهم وعقولهم.
فسوريا منذ أن اندلعت الأزمة في جغرافيتها، عرفت من صاحب اليد الطولى فيها، من أشعل النار ومن رمى النفط فوقها، فكانت لديها حصيلة حزن فيها الخاطر من تورط ” الأهل ” في قتل أبنائها وفي تخريبها وفي السعي لإسقاط دولتها ونظامها. لقد فهمت سوريا أن المناداة بالإصلاح منذ البداية كان بمثابة الكلمة السرية لعملية التآمر الواسع بكل تفاصيله المرة.
تعبت الأزمة لكن المتآمرين لم يتعبوا بكل أسف، وكيف يتعب ممول اذا كان يحرك بالمال ويدعم بكل مشتقات الحاجة للتخريب والقتل. كان اليقين السوري يطل على الامكانيات التآمرية التي فتحت عليه، من اكثر من ثمانين دولة، ومن شتى بقاع الأرض، خليط من العرب والسوريين والآخرين الذين تسموا باسم الاسلام، كلهم جاؤوا بناء على رغبة، ومن خلال مخطط وممول وداعم ولوجستي، حققت لهم تركيا الحراك، وحقق الباقي المفترض منه وهو كثير. لكن الذي لايتعب بالمال لايحسب حسابه، فطالما أنه يأتي لأن الطبيعة أنتجت، لا بأس أن يكون فرصة للفعل.
تعبت الأزمة اذن ولم يتعب المتآمرون، ظلوا يحيكون تفاصيل القتل والتخريب بشكل لم يسبق له مثيل، تعاظمت المؤامرة على سوريا فأخرجت منها اسماء لاحصر لها من تنظيمات وقوى. لكن الجيش العربي السوري غيّر دائما المعادلات، قدم قافلة من شهدائه، لكن صنع أملا باجتثاث المؤامرة والمتآمرين الذين لم يرتدعوا حتى الآن، ظلوا على غيهم، ولم يتراجعوا، راحوا يقلبون اشكال التآمر بحثا عن متنفس يصلون به الى أهدافهم، لكن القوات المسلحة السورية سدت عليهم كل المنافذ، ومع انهم اكتشفوا قصورهم لم يرتدعوا، أسقطوهم في الميدان فظنوا ان هنالك احتمالات للربح مجددا.
فهاهم يطلقون الصراخ في تجميع جيش جديد قوامه ستون ألفا لمحاربة جيشهم الأصيل، الجيش العربي السوري البطل، تعويضا عن خسائر، ومحاولة لإعادة ترتيب أوراق التآمر الذي سقط عند اقدام الجنود البواسل، وعند وحدة الشعب السوري، وتحت ظل قوة النظام والدولة والراية الخفاقة لسوريا العروبة.
اذا كان العجب العجاب صورة لعدم تراجع المتآمرين، وأمام خسائرهم ومعاركهم الفاشلة، فلماذا يظل هؤلاء يشعلون الحريق السوري، وينتقلون بأشكالها من صورة إلى أخرى، بل يحاولون هندسة واقع عسكري جديد سيلقى هو الآخر مصير ما سبق، وإلى الجحيم نهايته. فسوريا اليوم تجاوزت مصاعب الماضي، ولم تعد تحفل به وبمستجداته لأنها قاب قوسين أو أدنى من تغيير المعادلة القائمة، لكن يهمها ان تنقل للاعبين الكبار الذين يمولون ويدعمون ويخططون أن هزيمتهم هي أساس الهزيمة في الميدان، ومن المؤسف أن جامعة الدول العربية باتت جزءا منهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق