الاثنين، 22 يونيو 2015

رأي الوطن: حرب إعلامية يراد بها كسر العزيمة السورية!


تحت عنوان "حرب إعلامية يراد بها كسر العزيمة السورية!" نشرت جريدة الوطن العمانية في زاويتها "رأي الوطن" يوم 22/6/2015 تعليقاً جاء فيه:


لم تبلغ مرحلة الحرب الإعلامية التي تشن على سوريا مثلما بلغت خلال هذه الايام، وهي حرب بكل معنى الكلمة يراد لها تحطيم النفوس، وايجاد شك بعقم ما يقوم به الجيش العربي السوري اضافة الى ايجاد شرخ داخل المجتمع السوري.
بعض المحطات الإعلامية العربية وغير العربية تضع رسمة للخريطة السورية ثم تقدم خطوطا وألوانا تقول بها إنها ما بقي للدولة السورية من مساحات أراض، فيما الالوان الأخرى المشبعة بالأسود أو بالاحمر وهي اكثر من نصف المساحة بيد الجماعات الارهابية. ثم يتبع ذلك بالقول بان الانظمة الفلانية تتخلى عن الرئيس الاسد، فيما يتفوه مسؤولون اميركيون بالقول انه لامكان للاسد في اية تسوية في مستقبل سوريا، هذا اذا تجاوزنا بعض الصحف الصفراء التي تعكس اخبارا همها الوحيد التأثير على نفوس السوريين والعرب عموما من ان الوضع في سوريا بات ميؤوسا منه.
خلاصة القول إن هنالك هجمة اعلامية كبرى يتزعمها غرفة عمليات موحدة، هدفها النيل من الرئيس السوري بالدرجة الاولى، ومن ثم بالجيش العربي السوري، وصولا الى التأثير المباشر وغير المباشر على الشعب السوري بكافة مكوناته، خصوصا في هذه المرحلة التي برزت فيها قضية محافظة السويداء والتي لعب فيها المناخ المذهبي دورا لم ترده في الأساس القيادة السورية ولا هو من رأيها باعتباره خارج تفكيرها ونظامها وعملها وتوجهها وافقها السياسي والوطني والقومي.
لاشك ان بعض نتائج الميدان العسكري والتراجعات العسكرية التي حصلت، كان لها الأثر في تلك الحرب الضروس، فالذين يقودون المعارك في سوريا ويخططون لها من بعض العرب والقوى الاقليمية والدولية، هم انفسهم من يقودون المعارك الاعلامية ويسعون للنيل من سوريا. لكن هؤلاء لايعرفون تماما، عمق العلاقة التي زادت اضعافا بين القيادة السورية وبين شعبها وجيشها وأمتها، وهم ايضا يجهلون اسرارها وتكوينها لأنها بعرفهم تقوم على خسائر معركة فتعني هزائم، اما هي بعرف السوريين فليست سوى مرحلة سوف تنقضي بعد ان يتمكن الجيش العربي السوري من اعادة قراءة ما حصل وصولا الى رسم الخطط الجديدة. واذا عرفنا ان عدد هذا الجيش يصل تقريبا الى 540 الفا وان المتحرك فيه اي المقاتل لايتجاوز الخمسين الفا، فهذا يعني ان المخزون منه اذا ما تحرك، وهي حركة باتت قريبة، فلسوف يقلب الطاولة، ولن يسمح ببقاء شبر واحد من الوطن السوري بيد الغوغاء والارهاب وقطاع الطرق. ومن السخرية بمكان، ان هؤلاء الذين يقودون العمليات الارهابية فوق الاراضي السورية لم يتعلموا بعد ان شعار القيادة في سوريا ان ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة، وان لذلك مداخيله التي ستحصل فور تحديد شروطه التي صارت قريبة جدا.
لقد قدم لنا الجيش العربي السوري دائما لوحات من القتال والانتصارات العسكرية في أصعب ظروف الوطن السوري وفي احلك ايام سوريا، فكيف عليه حين امتلك السلاح الجديد والخبرة القتالية العالية، اضافة الى عقيدته التي تتجلى اروع ما تكون دائما. ومثلما نجح في الماضي وغيّر مسار الواقع العسكري على الارض، ها هو مقبل على ترجمة المرحلة الجديدة الممهورة بذاك النفس الطويل الذي سيصل بسوريا الى شاطيء أمانها، وسنرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق