السبت، 11 يوليو 2015

إسرق من سورية، وبيع في لندن


تحت عنوان "إسرق من سورية، وبيع في لندن" نشرت الصفحة الإلكترونية مركز آسيا نقلاً عن inosmi.ru، يوم 10/7/2015 ترجمة لمقالة كتبها: إكرام باغجي (İkram Bağcı)، ونشرتها صحيفة "Star gazete"، تركيا، تحت عنوان: " DEAŞ’ın oyunu; Suriye’de yağmala, Londra’da sat!" يوم 9/7/2015 ولأهميتها أضع ترجمة كاملة لها بمتناول الأصدقاء المهتمين بما يجري على الساحتين السورية والعراقية، دون اي تعليق. أ.د. محمد البخاري، طشقند 12/7/2015. وجاء فيها:
إسرق من سورية، وبيع في لندن!

على الصفحة الأولى للصحيفة نشرت يوم 26/2/2015 صور لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام الذين "اشتهروا" بتدمير الآثار التاريخية والثقافية الهامة، وهم يدمرون تمثال في متحف نينوى في الموصل. وطبعاً لم تكن هذه المرة الأولى حيث يتم تدمير التراث الثقافي في الموصل. وقبلها شملت قائمة اجتياحات هذه المنظمة تدمير المكتبة الإسلامية في الموصل، التي حتوت على عشرات آلاف الأجزاء وأكثر، وكحد أدنى 700 مخطوطة نادرة والعديد من المؤلفات، التي تعود لعهد الإمبراطورية العثمانية، ومراحل حكم العباسيين، والأيوبيين أيضاً.
ولو أن المكتبة التي أحرقت لا يمكن إعادتها، فقد جاء خبر سعيد من عالم التكنولوجيا. فقد أعلن مندوبو Initial Training Network for Digital Cultural Heritage أن التماثيل المدمرة يمكن إعادتها بتقنية طابعة - 3D.
وفي شرح ميول تدمير الآثار القديمة، فالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام تريد من ذلك تقديم تصريحاً متطرفاً يشبه "أنها بقيت من أيام الجاهلية وتتناقض مع الشريعة". ومع ذلك فهذا لا يفسر أبداً إحراق مخطوطات المرحلة العثمانية. ومن الممكن أن الإسلاميون ببساطة لا يرون أية ضرورة لشرح هذا الجزء من أعمالهم.
وتعمل اليوم في الشرق الأوسط تركيبة ترى أن التهديد يأتي ليس فقط من الأحياء، بل ومن الأموات. وحصلت على حصتها من ضربات المطارق مقبرة أنبياء الإنجيل شيت وداوود. وفي أوقات الإمبراطورية العثمانية رممت مقبرة النبي داوود بالكامل، إلى جانب المكتبة الإسلامية. وبعد قبر دواوود في حلب دمر مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ضريح عويسه الكاراني وقبر البني يوحنا. ومقبرة من يتوقع أنها كانت زوجة النبي يحيى، حيث تم تفجيرها بالقنابل.
في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الفرنسية، قال أحد أفراد الشرطة العراقية: أن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام فجروا مسجد "الأربعين"، حيث دفن 40 من أصحاب البني محمد. وطبعاً إنتظار أن تتوقف الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، التي يدمر أعضاؤها مقابر الأنبياء، عن التدمير سيكون أمراً ساذجاً.
وبالإضافة لذلك امتدت بربرية الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام إلى المدن القديمة التي يمتد تاريخها لقرون عديدة (هوطرا، وهورس آباد، ونمرود، وأبيم، وماري)، وإلى تماثيل الأسود التي تعود للعصر الآشوري. وأية أهداف من الهجمات على الآثار التاريخية ؟ وهل تقوي التصور حول أن الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام هي عدو كل الأديان، وهذا يمتد أيضاً إلى الأماكن التي يعتبرونها مقدسة ؟ وهذا مثير للجدل بشكل كاف.
وذات مرة صرح الموظف السابق في إدارة الإستخبارات المركزية إدوارد سنودين (Edward Snowden)، الذي هرب إلى روسيا مع معلومات سرية بأن الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام هي وكالة أسستها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا العظمى، وإسرائيل (ونشرت شائعات في وسائل الإعلام الجماهيرية في الشرق الأوسط، تشير إلى أنها أسست في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحتى الآن الوثائق التي نشرها سنودين، لا تتضمن مثل هذه الأنباء – إضافة من المحرر). وسبب تأسيس مثل هذه المنظمة كما هو واضح هو: توفير الأمن لإسرائيل وجمع كل الإرهابيين في العالم في إطار استراتيجية تحمل اسم "عش الدبابير". ووجهة النظر هذه طبعاً تعطي تصوراً محدداً عن المصالح السياسية وأهداف هذه المنظمة، ومع ذلك فهي لا تجيب على سؤال لماذا تدمر الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المقابر، والمكتبات، والمواقع التاريخية.
ولنمعن النظر في خبر نشر بتاريخ 1/3/2015. صرح محافظ الموصل أسيل نجيفي (Asil Nuceyfi) في حوار مع الصفحة الإخبارية الكردية Rudaw، بأن أكثرية ما دمرته الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام هي نسخ طبق الأصل، وأن النسخ الأصلية نقلت إلى بغداد بعد الحرب في العراق عام 2003. وأشار نجيفي إلى أن الأعمال الفنية المسروقة نقلت عبر سورية ولبنان.
وهذه معلومة أخرى نشرت بتاريخ 6/7/2015 وتحدثت عن أن مارك الطويل (Mark Altaweel)، الذي يمثل معهد UCL للآثار. وأشار العالم بثقة كبيرة إلى أن الأثار التارخية التي يمكن مشاهدتها الآن في محلات بيع التحف في لندن، يمكن أن تكون قد جلبت من المناطق التي هي تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في سورية والعراق. ومن بين التحف المعروضة للبيع، مصنوعات زجاجية قديمة، وتماثيل، وأجزاء من مصنوعات، وعظام مطعمة، وبعض الأشياء الفريدة، التي تعود إلى عهود ما قبل التاريخ.
ولكن ما العمل مع المقابر، والمساجد، والمكتبات، ومع المخطوطات والكتب المحروقة ؟ وما هو الدرس من تدمير الأماكن المقدسة ومواقع التراث الثقافي والديني المنهوبة بالكامل ؟ ولماذا تدمر التحف المتعلقة بالحضارة الإنسانية والدينية، والأشياء التي تمثل القيم المادية، ولماذا لا يحافظ عليها ؟ أو أن المشكلة بالأموال فقط ؟ وإلى أين تذهب في هذه الحالة كل الدخول التي تم الحصول عليها ؟ ومن حيث الجوهر تكتشف آثار بريطانية لها ! وعلى ما يبدو لعبة يتم إمرارها أمام أعين كل العالم وتجري لعبة ما. ولا يجب أن يهمل اهتمام العالم في هذا الشعار: "إسرق في سورية، وبيع في لندن!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق