الاثنين، 14 ديسمبر 2015

تقرير صحفي عن زيارة الرئيس الأوزبكستاني لتركمانستان


تحت عنوان "التعاون باسم السلام والأمن والتنمية" كتب أنور صامادوف، ونشرت وكالة أنباء UzA، يوم 13/12/2015 تقريراً صحفياً جاء فيه:


تصوير سرفار أوماروف
كما أعلن مسبقاً، رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، بدعوة من رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، زار هذه الدولة يومي 11 و12/12/2015 للمشاركة في اللقاء المكرس للذكرى الـ20 لحياد تركمانستان.
والحدث الرئيسي للزيارة جرى يوم 12/12/2015.
حيث زار الرئيس الأوزبكستاني مع قادة الدول الأجنبية ساحة تركمانستان المحايدة. ووضع الزهور عند رمز الحياد في هذه الدولة، نصب الحياد.
بتاريخ 12/12/1995 صدر قرار عن الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة يعترف بصفة الحياد الدائم لتركمانستان.
وبمناسبة الذكرى السنوية الـ20 لهذه المناسبة جرى في عشق آباد مؤتمر دولي "سياسة الحياد: تعاون دولي باسم السلام، والأمن، والتنمية". وتحدث خلال المؤتمر رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف.
- وقال إسلام كريموف: قبل كل شيء أود أن أهنئ بصدق رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، وكل الشعب التركمانستاني بالعيد القومي الذكرى السنوية الـ20 ليوم إعلان حياد تركمانستان.
والإعتراف الدولي بصفة حياد تركمانستان أصبح حدثاً يمثل نقاط التحول في التاريخ المعاصر، والذي حدد في الكثير، المرحلة الأساسية لبناء الدولة وأفضليات السياسة الخارجية في البلاد.
وقرار الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة "حياد تركمانستان الدائم"، الذي صدر بتاريخ 12/12/1995، يمثل وثيقة فريدة تعتبر متميزة في تاريخ مجتمع الأمم. وتركمانستان هي الدولة الوحيدة التي أدخلت رسمياً قرار منظمة الأمم المتحدة هذا في قانون البلاد الأساسي، وعززت دستورياً صفتها المحايدة.
وأشار الرئيس الأوزبكستاني إلى أني أود الإشارة إلى أن أساس هذه الصفة القانونية الدولية هي صفة تاريخية، وجغرافية، وثقافية عرقية، لتركمانستان، وقبل كل شيء في طريقة تفكير الشعب التركمانستاني، الذي منذ القدم يحمل مثل هذه القيم المعنوية والتقاليد، مثل: حب السلام، والإنفتاح، وحب العمل، والصبر، والتسامح، وحسن الجوار.
و يعرف الشعب التركمانستاني في هذه الصفات العالية، ويقيِّم هذا عالياً الشعب الأوزبكستاني، وهو أقرب جيران تركمانستان. وعلاقاتنا خلال قرون عديدة إختبرها الوقت، عندما تجاوزنا معاً التجارب القاسية والصعوبات، وإقتسمنا السعادة معاً.
وأشار إسلام كريموف خاصة إلى أن التاريخ المشترك يوحدنا، التاريخ، واللغة، والدين والتقاليد المشتركة، وكذلك أهدافنا المشتركة.
والمؤتمر الحالي يوفر إمكانية التفكير بالطريق الذي قطعته تركمانستان خلال هذه السنوات، وويساعد على استخلاص النتائج، وتقييم المرحلة الراهنة من حدود تنمية البلاد.
وقال قائد الدولة الأوزبكستانية، أعتقد، أنه ليست هناك أية ضرورة لإثبات أي دور تلعبه صفة الحياد ليس على المصالح طويلة المدى للشعب التركمانستاني فقط، بل وفي تعزيز السلام والإستقرار في الإقليم بالكامل.
وقرار إعلان تركمانستان دولة محايدة صدر في مرحلة كانت فيها كل جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق عملياً تقوم ببحث نشيط عن نموذها القومي الخاص لبناء مستقبل بلادها بعد إنهيار إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية.
ويجب القول، أن كل الجمهوريات الإتحادية السابقة اختارت طريقها الخاص للتنمية المستقلة آخذة بعين الإعتبار الخصائص الخاصة بها.
وبالنسبة لتركمانستان المستقلة الفتية كان الحياد أساساً وشكلاً لتنفيذ جملة من الأهداف طويلة المدى، حيث وجدت تناغم للجمع بين السياستين الداخلية والخارجية للبلاد.
وقال الرئيس الأوزبكستاني: المرحلة الراهنة من تطور تركمانستان كدولة تتمتع بصفة الحياد الإيجابي الدائم مرتبطة مباشرة بغوربانغولي بيرديمحميدوف. ومن بداية نشاطاته في منصب رئيس تركمانيا المحايدة أضاف مضامين جديدة.
وفي عام 2007 أعلن من على منصة منظمة الأمم المتحدة عن إنفتاح تركمانستان على المجتمع الدولي، واستعداد البلاد للتعاون الواسع بين الدول، وقائد البلاد بالكامل بدد تصور العالم عن الحياد كخطوة نحو العزلة، والإقلال من الصلات الدولية وعلاقات الشراكة. وأنها كانت نقطة تشير إلى إستراتيجية جديدة للسياسة الخارجية التركمانستانية.
 وخلال الفترة الماضية قدمت تركمانستان جملة من الأفكار العملية والمقترحات حول المسائل الهامة لدعم السلام والأمن العالمي، والتعاون في مجال النقل والمواصلات، وقطاع الطاقة، والبيئة وحماية الوسط المحيط، وإنقاذ بحر الأورال. ومنها كانت مبادرة تأسيس في عشق آباد مركز دولي لمنظمة الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية في آسيا المركزية.
وأشار الرئيس الأوزبكستاني إلى أن اهتمام خاص ودعم تستحقه أيضاً مقترحات غوربانغولي بيرديمحميدوف حول إعداد إتفاقية للتعاون في مجال النقل في بحر قزوين، وإقرار منظمة الأمم المتحدة لبرنامج دولي خاص لتطوير النقل، والدعوة إلى لقاء دولي في تركمانستان على أعلى المستويات، حول التنفيذ العملي لقرار الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة حول ممرات النقل.
وتركمانستان التي تملك مقدرات نقل وترانزيت ضخمة في الوقت الراهن وبالتعاون مع الدول المجاورة تشكل شبكة واسعة للبنية التحتية متعددة الوسائط، تتضمن النقل: بالسكك الحديدية، وبالسيارات، وبالبحر، والجو. وشريانات النقل في بلداننا مدعوة لتكون فقرة متكاملة لنظام واحد، يوفر لجميع دول المنطقة مخرج فعال نحو موانئ إيران، ودول الخليج الفارسي، وشواطئ البحر الأسود، ونحو أسواق جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا أيضاً.
ولقاءنا اليوم يجري في ظروف المتغيرات السريعة وغير المتشابهة في الأوضاع الدولية، مع تصاعد التوتر الجيوسياسي والمواجهات، واستمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وعدم الإستقرار في الأسواق العالمية.
ومما يستدعي يزيد القلق تصاعد واتساع الإرهاب الدولي، والإنفصالية، والتطرف. حيث يواجه العالم تفاعلات التحول النشيطة والعميقة، التي تبدل كل بنية الأمن الدولي.
وأشار قائد الدولة إلى أني أعتقد أنه لا توجد ضرورة لإعادة الحقيقة المعروفة، بأنه لا يوجد فراغ في الطبيعة. وهناك حيث يظهر فراغ تملأه قبل كل شيء مختلف النظم الإرهابية المدمرة والعدوانية، التي لا تعرف أية موانع أو حدود.
والأوضاع الدولية اليوم في الجارة أفغانستان يمكن وصفها بأنها عبارة عن تباطئ في المواجهة بين القوى المتصارعة، وأساساً بين القوات الحكومية و"طاليبان". ومما يدهور الأوضاع هو السحب القسري لقوات أيساف، وبالتالي تخفيض التمويل الخارجي لدعم أفغانستان.
والنتيجة الطبيعية التي نراها هي ما تشكل نتيجة لسحب القوات الأجنبية من فراغ في هذه البلد، والذي ستملأه تلك القوى المعادية والجماعات الإرهابية، التي تطرد من منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إسلام كريموف إلى أني مقتنع من أنه مهما تشكلت الأوضاع في أفغانستان، لا يوجد حل آخر للقضية الأفغانية، غير المحادثات السياسية السلمية بين الأطراف المتصارعة الأساسية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة. والمهم تجديد عملية المحادثات بين الحكومة وحركة "طاليبان". وخلالها لا يجب إلزام الأطراف بحقيقة بدء عملية المحادثات دون أية شروط مسبقة. وأية أوضاع لا يجب أن تكون حاجزاً أو مادة للمحادثات. ومن الضروري كذلك إمتلاك رغبة سياسية ثابتة واستعداد للتنازلات المتبادلة والحلول الوسطية.
وحلول الوسط، ومرة أخرى حلول الوسط، والتنازلات المتبادلة من الأطراف المتصارعة، وهذا ما يمكن من إخراج القضية الأفغانستانية من الطريق المسدودة.
وأشار إسلام كريموف إلى أن موقف أوزبكستان من التسوية الأفغانستانية واضح ومنفتح. ونحن كجار لأفغانستان، نبني وسنبني معها الإستقرار وعلاقات الصداقة على أسس ثنائية، إنطلاقاً من المصالح القومية للجانبين، ومبادئ سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ولهذا أوزبكستان كدولة لا تتبع لأحلاف، وتوجهت نحو تنفيذ خطوة واعية بالكامل ومدروسة من كل الجوانب، وقامت بإختيار مبدئي لنفسها، وهو إتباع سياسة محبة للسلام وعدم الإنضمام لأي اتحاد عسكري وسياسي، أو تحالف، وعدم السماح بتمركز اية قواعد أو مواقع عسكرية أجنبية على أراضيها، وعدم المشاركة بعمليات السلام في الخارج.
وقال رئيس أوزبكستان: لنا مع تركمانستان مداخل متقاربة ومتشابهة لتقييم وفهم المتغيرات في أوضاع القوى العالمية والإقليمية غير المتشابهة والصعبة، ومستعدين لبحث هذه القضايا المعاصرة الرئيسية وغيرها بانفتاح.
وأوزبكستان بشكل دائم تدعم استراتيجية السياسة الخارجية المتوازنة بالكامل، وحياد تركمانستان الإيجابي، والمبادرات الموجهة نحو تعزيز الأمن الدولي والإقليمي، والتكامل الاقتصادي والتنمية القوية لدول منطقتنا الواسعة.
وفي الختام قال إسلام كريموف: أنا مقتنع بأن مبادئ حياد تركمانستان، والتي التي أعلنت عن إنفتاح دولة تركمانستان مع كل أشكال التعاون الدولي المثمر، ستخدم مستقبلاً أيضاً تعزيز إستقلال وسيادة البلاد، وأولوية مصالحها القومية على الحلبة الدولية.
وفي إطار الزيارة جرى لقاء بين رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف والرئيس التركمانستاني غوربانغولي بيرديمحميدوف.
والعلاقات بين أوزبكستان وتركمانستان تتطور باستمرار في جميع المجالات. والصداقة والثقة والإحترام بين قادة البلدين تتمتع قبل كل شيء بأهمية خاصة.
وخلال اللقاء أعطي تقييماً عالياً للعلاقات الأوزبكية التركمانية. وجرى تبادل للاراء حول آفاق مستقبل تطور التعاون الثنائي، ومسائل تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
وأشار القائد الأوزبكستاني إلى أن الأوضاع تتفاقم في مختلف أقاليم العالم، وتتصاعد تهديدات الإرهاب، والتطرف، وتهريب المخدرات.  والإرهاب اليوم متنوع ومتعدد الجوانب، ومن الضروري محاربة أسبابه العميقة ومصادره.
وعبر غوربانغولي بيرديمحميدوف عن إمتنانه للرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف لمشاركته في الإحتفالات التي جرت والمؤتمر الدولي، وأشار خاصة إلى إستمرار نمو التعاون المثمر بين البلدين في جميع المجالات.
وعند هذا إنتهت زيارة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لتركمانستان.


الجمعة، 11 ديسمبر 2015

حوار الأجيال والثقافات في أوزبكستان متعددة القوميات


تحت عنوان "في اسرة واحدة" نشرت وكالة أنباء UzA يوم 10/12/2015 خبراً كتبته إيرينا دولينكو، وجاء فيه:


تصوير عطا بيك ميرسوآتوف
نظم في المركز الثقافي الأممي بالجمهورية، مؤتمراً علمياً تطبيقياً بعنوان "أوزبكستان متعددة القوميات: حوار الأجيال والثقافات"، بمناسبة الذكرى السنوية الـ23 لصدور الدستور الأوزبكستاني.
نظم المؤتمر بالتعاون مع لجنة الشؤون الدينية في ديوان الوزراء بجمهورية أوزبكستان، ولجنة النساء، وحركة الشباب الإجتماعية "كامولوت"، والرابطة الإبداعية "تصويري أوينا"، وشارك فيه مندوبين عن المنظمات الحكومية والإجتماعية، ونشطاء المراكز الثقافية القومية في أوزبكستان.
وأشار رئيس لجنة المجلس التشريعي في عالي مجلس (برلمان) جمهورية أوزبكستان لشؤون المؤسسات الديمقراطية، والمنظمات غير الحكومية، وأجهزة الإدارة الذاتية للمواطنين، أ. سعيدوف، ومدير المركز الثقافي الأممي بالجمهورية نصرت محمدييف، وغيرهم، إلى أن أجواء التفاهم والصداقة والطيبة السائدة في البلاد بين أبناء مختلف القوميات والأديان، هي عامل هام من عوامل توفير حقوق ومصالح الإنسان، وتربية جيل شاب متعلم ومتطور على روح إحترام القيم القومية والإنسانية.
وفي أوزبكستان يعيش اليوم مواطنين من أبناء أكثر من 130 قومية وشعب، وستة عشر دين ومذهب ديني، في اسرة واحدة متحابة، ويعملون جميعاً بفعالية من أجل تطوير بلدهم أوزبكستان.
وأشير خلال المؤتمر إلى أن المجتمع الدولي يقيم عالياً السياسة الحكيمة، المتبعة في البلاد بقيادة الرئيس إسلام كريموف، والموجهة نحو تعزيز الصداقة، والتفاهم والتسامح الديني بين أبناء مختلف القوميات والأديان، وتوفير السلام والإستقرار. وأن المركز الثقافي الأممي بالجمهورية الذي أسس عام 1992 بمبادرة من قائد الدولة، يسهم في هذا العمل إلى جانب نحو 140 مركز ثقافي قومي ناشطة في كل أنحاء البلاد.
وأثناء تنفيذ البرنامج الحكومي "عام الإهتمام ورعاية جيل كبار السن" نظمت مختلف المعارض، والحفلات الموسيقية والغنائية، والمشاريع الإبداعية، والأعمال التنويرية، التي تمكن من الحفاظ على، وتطوير عادات وتقاليد مختلف القوميات والشعوب من خلال المبادئ التي تضمنها دستور البلاد.
 وفي إطار المؤتمر جرى عرض الفيلم الوثائقي "في اسرة واحدة"، المكرس لأوزبكستان المعاصرة والشعب الأوزبكستاني، ونظم معرض "الإنسان غالي، والوطن مقدس" للصور الفوتوغرافية.
وخلال المؤتمر تحدثت إ. باسيتخانوفا نائبة الوزير الأول بجمهورية أوزبكستان، رئيسة لجنة النساء في البلاد.

ترجمه إلى اللغة العربية أ.د. محمد البخاري. طشقند: 11/12/2015

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

مجلس الشيوخ يصادق على موازنة الدولة بجمهورية أوزبكستان لعام 2016


تحت عنوان "مجلس الشيوخ يصادق على موازنة الدولة بجمهورية أوزبكستان لعام 2016" نشرت "UzReport"، يوم 4/12/2015 خبراً جاء فيه:

بمدينة طشقند يوم 3/12/2015 افتتحت الجلسة الأولى للدورة الرابعة لمجلس الشيوخ بعالي مجلس جمهورية أوزبكستان. حضر الجلسة المدعويين من أعضاء ديوان الوزراء ، والمسؤولين في الوزارات والإدارات، ومندوبي المنظمات الأخرى، ووسائل الإعلام الجماهيرية.
أدار الجلسة رئيس مجلس الشيوخ بعالي مجلس ن. يولدوشيف.
وبدأ أعضاء مجلس الشيوخ عملهم بالنظر في مسألة "عن العفو العام بمناسبة الذكرى 23 لصدور دستور جمهورية أوزبكستان". وتم إصدار القرار اللازم بهذه المسألة.
وبعدها نظر أعضاء مجلس الشيوخ بموازنة الدولة في جمهورية أوزبكستان، وموازنات الصناديق الحكومية الموجهة لأهداف معينة، والأسس الرئيسية للضرائب وسياسة الموازنة لعام 2016.
وأشار أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن الوثيقة المالية للبلاد، موازنة الدولة بجمهورية أوزبكستان، وميزانيات صناديق الدولة الموجهة، وكذلك إتجاهات الضرائب الرئيسية والسياسة الضريبية لعام 2006 المعدة على أسس الأفضليات المحددة التي اقترحها رئيس جمهورية أوزبكستان، وأهداف ومهام الإستمرار بإصلاح وترشيد الاقتصاد، والحفاظ على موازنة أسس المؤشرات الماكرواقتصادية، والزيادة الجذرية لدور الملكية الخاصة، وتوفير الحماية المضمونة للعمل الخاص، وتطوير حركة المزارعين من أجل توفير ثبات النمو الاقتصادي والإستقرار في البلاد.
والاتجاهات الرئيسية لسياسة الموازنة، والمؤشرات الأساسية الماكرواقتصادية للعام القادم تراعي نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7,8%.
والمؤشرات العالية للنمو الاقتصادي لعام 2016 ستكون أيضاً من خلال إتباع سياسة استثمارية نشيطة. تراعي جزئياً في عام 2016 توفير نمو حجم جميع التوظيفات الرأسمالية بنسبة 9,6%، و مراعات تقديم الموارد من ميزانية الدولة بمبلغ 4,5 تريليون صوم، أو بنسبة 2,1% من الناتج المحلي الإجمالي من أجل تقديم الدعم المالي للقطاعات الاقتصادية الهامة.
ووجهت السياسة الضريبية للميزانية خلال عام 2016 نحو مستقبل الترشيد، والتجديد التقني والتكنولوجي للإنتاج، وكذلك تسريع نمو الطرق والمواصلات، والبنية التحتية الهندسية للمواصلات، وتنمية مجمع التصنيع الزراعي، وتوفير نمو التصدير وزيادة قدرة اقتصاد البلاد على المنافسة.
والأفضليات الأساسية في مجال السياسة الضريبية تبقى مستقبلاً بتخفيض العبء الضريبي على الأطراف الاقتصادية والسكان، وتسهيل نظم العبء الضريبي، وتشجيع النمو الثابت للاقتصاد، وتوفير التوازن في نظم الموازنة عن طريق تعزيز قسم دخل الموازنات المحلية.
و يراعى تخفيض العبء الضريبي على دخل الأشخاص الطبيعيين بالمؤشر الثاني للعبء الضريبي من 8,5% إلى 7,5% من أجل تخفيض العبء الضريبي على دخل السكان، وهو ما يسمح بزيادة دخل السكان بمبلغ 235 مليار صوم إضافي .
وفي عام 2016 يراعى تخفيض عبء الضريبة الموحدة للمشاريع الصغيرة ومجالات المنشآت الصغيرة في مجال الخدمات من 6% إلى 5%، وهو ما يسمح بزيادة حصة الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي من 54,5% حتى 55,5%، وهو ما تراعيه برامج التطوير في مجال الخدمات في جمهورية أوزبكستان للأعوام 2012 – 2016.
وأثناء مناقشة الوثيقة المالية الرئيسية في البلاد أشار أعضاء مجلس الشيوخ إلى استمرار الحفاظ على مراحل الاتجاه الإجتماعي لموازنة الدولة. وبقاء حصة المصاريف الإجتماعية في موازنة الدولة بنسبة 59,2%. ومؤشرات موازنة الدولة تراعي زيادة المصاريف على الدعم الإجتماعي للسكان، وتمويل البناء، وإعادة البناء، والصيانة الشاملة، وتزويد مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز القاعدة المادية والتقنية لمدارس التعليم العام، مؤسسات ما قبل التعليم المدرسي.
وفي ظروف إستمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، التي خفضت النشاطات الإستثمارية، وخفضت حركة النمو في أكثر بلدان العالم، تراعي موازنة الدولة بجمهورية أوزبكستان لعام 2016 توفير نمو مستمر للدخل الواقعي والإدخار، ومستوى حياة السكان. ويراعي في هذا مستقبل زيادة حجم الأجور والرواتب، والمنح، والإعانات الإجتماعية، والرواتب التقاعدية، في الحجوم التي تراعي حركة التضخم، وتزيد من الدعم الإجتماعي الموجه للأسر المحتاجة، وكذلك زيادة فعالية استخدام موارد الميزانية.
وصادق أعضاء مجلس الشيوخ موازنة الدولة بجمهورية أوزبكستان، وميزانيات الصناديق الحكومية الموجهة والإتجاهات الرئيسية للسياسة الضريبية لعام 2016.

السبت، 5 ديسمبر 2015

الفنان التشكيلي السوري المبدع نذير اسماعيل


* الفنان المبدع الأستاذ "نذير إسماعيل "...ثلاثُ نجماتٍ، وقمر، وشمس واحدة ... يقفلُ بهنَّ أدراجَ الليلِ، والهوى، ويكتبُ أحلامهُ الداشرة على حيطانِ دمشق القديمة "وجوهاً" مبتلّةً برذاذ الغيمِ، والياسمين ! *

يالهُ من نهارٍ جميلٍ حين أقفلنا راجعين إلى "مرسمكَ" نسمعُ همسَ الحكايا على الدربِ، ونشمُّ الياسمينَ الذي فاحَ عبقاً على خطواتنا وهو يحبو على الحيطان القديمةِ، ويبوحُ لها بأسرار النهارِ الذي تركَ خيالهُ على البابِ، لحظتها أدركتُ بُعد العلاقة بين الطين الذي كحّلَ الحيطان الفخارية، وبين الوجوه التي ترسمُها، ووقع خطواتنا البطيء وهو يلملمُ حنيناً داشرَ الروحِ على نوافذ البيوتِ العتيقةِ .. البيوتُ التي سافرتْ في البعيدِ وهي تخبّئُ لمعانَ التاريخِ .. لابَلْ ما باحتْ به دمشقُ ذات ليلةٍ حين نامَ القمرُ بين أحضانها... " نذير إسماعيل" يهاجم الضوءَ بالضوءِ .. والطينَ بالطينِ .. والهدوءَ بالهدوءِ، والخطوة بالخطوة حين يتلمّس ُ وجوهَ لوحاتهِ، ويغيبُ في تفاصيلها التعبيريّةِ الجميلةِ، ويفتحُ روحهُ إلى ربيعٍ داشر العشبِ .. أخضر الحُلمِ .. إنّهُ يكتبُ قصائدَ حُلمهِ، وعشقهِ لها على وقْع خطواتهِ التي وَأَدها تحت نخلةٍ في صحراءٍ بعيدةٍ وها هو الآن يعيدُ صحوه إليها مع آخر كأسٍ، وآخر رنين ! .. ياااااااااااااه  !كيف تسكرُ الكأسُ الأخيرةُ من صحوكَ أيها الفنان ؟ لا بلْ كيف يصيرُ رنينها موسيقا تعبيريّة لتلك الوجوه التي رسمتَها على جدران المعابد، والكهوف..؟!


إنّها تخومُ الدهشةِ الأولى التي طالما أخذتنا إليها، حين وبكلِّ هدوءٍ تدوّرُ مفتاحَ باب مرسمكَ وكأنّكَ تفتحُ الغيابَ..تفتحُ البابَ إلى كنوز "ألف ليلةٍ وليلة"..! لكنكَ ماتلبثُ أن تصيحَ بنا :

أهلاً وسهلاً بكم .. دخلتم حنايا روحي، وتركتم إشراقةَ النهارِ الطويلِ على أهداب عيني، وبلّلتم حيطان قلبي، ثمَّ تلهثُ بصدركَ الفيّاض حنان .. هذا الصدرُ الذي لملمَ أوجاعنا، والليالي التي عشتَها وحيداً ترنو إلى سماءٍ بعيدةٍ علَّ الغيمَ يدنو من وجنتيكَ ليها مسَكَ عنها، وعن حبكَ الداشر ذاك..عن الوردةِ البريّةِ التى تركتَها ذات يومٍ تتمايلُ في براري الله الخضراء...! الوردةُ التي أزهرتْ روحها على نوافذ دمشق القديمة .. باب توما .. باب شرقي.. ! الوردةُ التي لاتنام في أصيصٍ، وتصرُّ أن تنامَ في محجريكَ ..
الوردةُ التي تفترشُ أهدابكَ، وتلتحفُ بالغيمِ الذي وعدتَها بهِ .. !
الصدرُ الحبيسُ الصمتِ، المليء بالضوء، واللونِ، والأحلام المؤجّلة .. !
هل هجَّ الحمامُ عالياً في سماء الجامع الأموي مُودِعاً هديلهُ لوحات الفنان المبدع "نذير إسماعيل" ... ؟ أم نامَ الهديلُ وباتَ ليلهُ الطويل على نافذةِ مرسمهِ وهو يقصُّ الحكايا للوجوهِ المتعبةِ، والمطحونةِ، والمعذّبةِ في لوحاتهِ الجميلة ... ؟! كلُّ هذا الوجع... ! كلُّ هذا الجمال يا أبا المهند...؟! /  أسمع همساً من الحيطان ومن صدر اللوحةِ: بل وأكثر يا أبا حيدر.. ! / نذير إسماعيل، وعيناها، وجدائل الياسمين، والله الحاضر دوماً على سدّةِ الأفق .. سماءٌ واحدة كافية لأن تأخذَ بقلبكَ ، وروحكَ إلى بساتين الدهشةِ ، والجمال حين تسرحُ عيناكَ في تفاصيل"وجوههِ"/ الرواية .. ! غيمةٌ واحدةٌ كافية لأن تظلّلكَ بعطرِ رذاذها، وتفتحُ لكَ أبوابَ الدهشةِ الأولى ... حين تتناثرُ روحكَ على تخومِ، وحافّةِ الحُلمِ ... ! حين تفتِّشُ عن أحلامكِ المؤجّلة لتجدها في غيومِ لوحاتهِ ووجوهها المتعبة بالترحال، والحبِّ، والحنين .. الفنان المبدعُ، والمدهشُ الأستاذ "نذير اسماعيل" يأخذُ بيدينا ليدخلنا إلى قاعِ المدينة .. إلى عالمهِ الساحرِ المليء باللونِ، والتعبيرِ، والدهشةِ .. وأيّة دهشة .. ! إنهّا الفضاءُ غير الملموسِ..الفضاءُ الذي لامسَ الروحَ وأخذها إلى ملكوتِ سمواتهِ العشر وأبعدْ .. ! ما أنْ تقتربَ من لوحاتهِ حتى تشتعلَ باللونِ، والتعبير وما جاش في صدرهِ  ...الوجوهُ تهمسُ لكَ، وتسافرُ معكَ على جدران المعابدِ، والكهوفِ قافلةً التاريخَ بقبلةٍ وحيدةٍ ظلَّ ينتظرها الفنان وهو ينهى كأسهُ الأخيرة على تخومِ الخيالِ ليفتحَ دهشةَ حُلمكَ، وحُلمها معاً في مخيّلةٍ لم يستطع النهارُ الإمساكَ بها ..
فكيف بكَ ؟ إنّها اللحظةُ / الومضة التي لمعتْ، وتلامعتْ في عينيهِ وهو يكتبُ أسرارَ الليلِ، والنهارِ على لوحتهِ التي سافرتْ في حنايا روحهِ وأبعد ... !
يالهُ من فيضِ خاطرٍ .. ! يالها من صلاةٍ تعيدُ وضوءها بماءِ الكوثر، حين ترفرفُ الروحُ كاليمامِ عالياً .. عالياً، وتعيدُ دورانها في صحن الجامع الأموي الذي ساكنهُ، وأحبّهُ .. !
ريشُ حمامٍ تطاير من دهشةِ الرؤية الأولى، والقلبُ يصفِّقُ بجناحيهِ آخذاً سرَّ الوجوهِ المتعبة .. ! يالها من صلاةٍ دون فاتحاتٍ .. صلاةٌ تأخذنا بآياتها البيّناتِ إلى بساتين الجمالِ .. إلى أسرارِ اللونِ، واشتعالهِ ... إلى وادي عبقر وجنّياتهِ .. إلى جنّةٍ أخرى في سماءٍ أخرى، وزرقة حالمةٍ أخرى ... ! يااااه كلُّ هذا يا أبا المهند ... ؟!
الكأسُ لمّا يزلْ في يدي وأنتَ تطاردُ نجومكَ في سماءٍ مختلفةٍ عن الآخر ... ! سماءٌ كنتَ ترسمها، وتبنيها بيديكَ المتعبتين المضمّختين بالحبِّ، والجمالِ، والجلالِ ... ! أنتَ تفتحُ هذا الدمار، والخراب الطويل بالوجوه الصامتة التي خبّأتْ صمت النهارِ، وحكايا الليلِ، وهمسهِ .. الوجوه التي أوحتْ لنا بالكثير من الحبِّ .. الكثير من الوجعِ .. الكثير من المعاناة .. ! أيُّ جنونٍ، وأيُّ جمالٍ هذا ... ؟!


تتركُ سحركَ في الكأسِ لتمضي بنا إلى كأسٍ أخرى نعيدُ فيها صحونا ظلالاً على حواف الكأس، وسلاماً على أبواب دمشق التي نحبُّ، ونشتهي.. 
إنّها تراتيلنا التي تركناها في الكأسِ الأخيرة حين يودّعنا النهارُ العالي على خدودِ "وجوهكَ" الجميلة الحافلة بالحكايا ... !
الفنانُ المبدعُ الأستاذ "نذير اسماعيل" .. التألّقُ كلّهُ .. قد لامستْ أرواحنا مارسمتَ، وما كتبتَ على ظهرِ النهارِ وهو يحبو إلينا بيدين من عشبٍ داشر الروحِ .. داشر الخيالِ .. !

دمشق - روحي تسابقُ ظلَّها الداشرِ في حنايا القلب وهي تلامسُ أرضها .. روحي تسابقُ حفيفَ أوراق الكبّاد الدمشقي وهو ينحني على راحتيها .. روحي تسابقُ بياض ياسمينها وهويفتّحُ مقلتيهِ صباحاً أجملَ من ذاكَ الصباحِ .. ! طوبى للوجوهِ الساكنة في سماءٍ عاشرة .. وبعيدة. ! -2015- نقلاً عن الصفحة الإلكترونية للفنانة التشكيلية السورية المبدعة عناية البخاري‏، نقلاً عن الصفحة الإلكترونية للأستاذ Yousef Bozo.
5/12/2015
 

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

الطغيان اللغوي والترجمة الآلية


تحت عنوان "الطغيان اللغوي والترجمة الآلية"  نشرت صحيفة تشرين الدمشقية بتاريخ 12/4/1998 مقالة كتبها المفكر السوري برهان بخاري، أعيد وانشرها لكن نقلاً عن صفحة ابن ‏المفكر السوري برهان بخاري‏ ‏Orfan Boukhari. آملاً أن تعجبكم:


تبقى اللغة هي الوسيلة الوحيدة للتعبير والاتصال حتى لو كانت لغة العيون أو الشفاه أو الأصابع أو أي شكل من أشكال اللغات، ومن هنا يأتي جبروت اللغة وطغيانها واستبدادها وسطوتها وسحرها. 
ثمة فرق كبير بين جبروت اللغة وبين طغيانها، فالجبروت هو نوع من القوة الفائقة التي تدل عليها صفة «جبار»، والتي قد تحمل جانباً إيجابياً، أما الطغيان فهو صفة تحمل حكماً معنى سلبياً تؤكده صفة «طاغية»، ثم تأتي صفة الاستبداد، التي تقتصر في اعتقادي على العلوم اللغوية فقط، وعلى علم «النحو» بشكل خاص.
والنحو، كما هو معروف، من العلوم القابلة للتطور إلى حد أنه لا شيء يمنع إطلاقاً من نسف أساساته وإعادة بنائها من جديد وفق متطلبات عصرنا ومتطلبات جميع العصور.
وفي الوقت الذي يمكن أن تحمل فيه اللغة العربية شيئاً من القداسة فإن النحو العربي لا يحمل أي نوع من أنواع القداسة، لأن النحو العربي ولد - كما هو معروف - بشكل بدائي ومتواضع في أربعينات القرن الأول الهجري على يد «أبو الأسود الدؤلي»، ثم شهد نقلته النوعية الأولى على يد سيبويه، التلميذ النجيب للعالم الفذ الخليل بن أحمد الفراهيدي، في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري.
وبمنتهى البساطة يمكن القول إنه كما أننا لا نخضع الآن لنظريات القرن الثاني الهجري في علوم الفلك والطب والكيمياء وغيرها من العلوم فإننا لسنا مجبرين على الخضوع لهذا النحو المتخلف الذي بين أيدينا، والذي أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب أبنائنا، ومهزلة لمعظم الذين يستخدمون «الفصحى» في خطاباتهم.
وعليه فمن غير المعقول أن نستمر بجلد الأجيال من المرحلة الابتدائية حتى التخرج من الجامعة، ولا بد من وضع حد لهذا الهدر في الطاقة، ومن هنا يأتي إصراري على أن النحو العربي هو إشكال سياسي وليس إشكالاً فنياً محصوراً بيد مجموعة محدودة من الاختصاصيين.
كان لا بد من هذه المقدمة للدخول في ما نواجهه من تحديات حضارية تجاه مسألة الطغيان اللغوي الذي يتجلى يوماً بعد يوم بالهيمنة المتزايدة للغة الإنكليزية على الثقافة العالمية، وما تخلفه مثل هذه الهيمنة من آثار مرعبة على مسارات الثقافات العالمية والتعايش بينها بشكل إنساني وحضاري، بعيدٍ عن مفهوم الطغيان.
المعنى الأساسي للمصطلح الإنكليزي « Overflow» هو «الفيض» وأوضح مثال له هو فيض مياه النهر على جوانبه حين تزيد كمية الماء عن طاقة مسار النهر، لكن هذا المصطلح قد يأخذ معنى «الطغيان» في حالة تشبه حالة الفيض الذي باتت تمر به اللغة الإنكليزية نتيجة انصباب جميع المسارات الثقافية فيها.
وإذا كانت الفرانكوفونية قد خسرت العديد من المواقع الهامة تجاه الآنجلوفونية فإنه يصعب جداً تحديد حجم المواقع التي خسرتها ويمكن أن تخسرها الآراب فونية تجاه الآنجلو فونية، وعلى الأخص أن الآراب فونية لم تتبلور كمفهوم دقيق بعد. 
ولقد بدأ طغيان اللغة الإنكليزية من مفهوم اللغة العالمية الذي يحدده المصطلح الإنكليزي « Linguafranca »، والذي يعني استخدام مجموعة من الأفراد لغة وسيطة غير لغاتهم الوطنية للتفاهم عبرها، ومع التوسع الاستعماري تحولت العديد من اللغات الأوروبية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والهولندية والألمانية والإيطالية إلى لغات عالمية في المناطق التي استعمرتها، الأمر الذي أدى إلى نشوء مصطلح «الفونية»، الذي يعني مجموعة الشعوب التي تستخدم لغة عالمية معينة.
ومع تزايد الثقل الاستثنائي للإمبريالية الأمريكية حسمت الأمور لصالح الآنجلو فونية، وبدأ بعدها طغيان اللغة الإنكليزية على ثقافات العالم أجمع، والذي تمثل بضرورة نقل جميع الفعاليات الفكرية والثقافية العالمية إلى اللغة الإنكليزية أولاً، قبل تبادلها بين شعوب العالم، الأمر الذي سمح بعملية الانتقاء والاختيار من قبل المسيطرين على فعاليات الآنجلوفونية، وعلى الأخص في مجالات الإعلام المختلفة، والذي ظهرت آثاره المرعبة بهيمنة الصهيونية على مفاصل وسائل الإعلام الآنجلوفونية الرئيسية.
إن نظرة نلقيها على حجم التبادل بين ثقافات العالم تظهر لنا بشكل مرعب مدى البؤس الذي يحيط بمجمل هذا التبادل، وقد لا يصدق العربي أن ما يتاح له من اطلاع على ثقافات العالم لا تتجاوز نسبته واحد من مليون على أعلى تقدير، ويأتي هذا الرقم من افتراض بسيط هو أن ما يترجم إلى الإنكليزية من مختلف لغات العالم يمكن أن يصل إلى حدود واحد بالألف، وأن ما يترجم إلى العربية من الإنكليزية هو بحدود واحد بالألف أيضاً، فتكون النتيجة واحد من مليون.
وكمثال بسيط فإن الراحل عدنان بغجاتي ترجم بعض نتاج الشاعر الإسباني لوركا وأشعار الهايكو اليابانية عن طريق اللغة الإنكليزية، ولو أن تلك الأشعار لم تترجم إلى الإنكليزية، لما كان بمقدوره أن يترجمها إلى العربية، وعليه يمكن من هذا المثال البسيط تصور البؤس الذي تعيشه حالة المثاقفة العالمية، فالعديد من الثقافات التي أنتجتها لغات محدودة الانتشار لم نطلع نحن العرب ولو على جزء يسير منها.
لعل الجانب المرعب في الموضوع كله هو تضاؤل النسبة بشكل مضطرد، فإذا كانت نسبة التبادل الثقافي العالمي هي بحدود واحد بالمليون حالياً، فإنها قد تصل إلى واحد بالعشرة ملايين بعد فترة معينة، نظراً للتنامي العالمي الهائل للإنتاج الفكري والثقافي والأدبي والعلمي، وفي جميع الميادين الأخرى.
ثمة نقطة خطيرة أخرى تتلخص بالتشوه الذي يحدث في الترجمة غير المباشرة عبر لغة وسيطة، فالنص يتعرض أصلاً لتشوهات حين يترجم من لغة إلى أخرى، وحين يترجم النص المترجم إلى لغة ثانية فإن مقدار التشوهات يتضاعف وفق سلسلة هندسية، وخلال تجربتي مع الأكاديميات الأوزبكية، وفي أول محاولة أجريتها للترجمة من الأوزبكية إلى العربية مباشرة، طلب مني الأكاديميون الأوزبك أن أعيد ترجمة ما سبقت ترجمته من أعمال أوزبكية إلى العربية عن طريق اللغة الروسية، وذلك لرد الاعتبار إلى تلك الأعمال التي أصيبت بتشوهات فظيعة عبر ترجمتها مرتين، من الأوزبكية إلى الروسية ثم من الروسية إلى العربية.
حين شرحت مشروعي الخاص بالترجمة الآلية عام 1985 لم أكن أفكر بالأبعاد السياسية له، لذا اكتفيت بمناقشته من الناحية الأكاديمية والعلمية والتقنية فقط، أما الآن فأرى من واجبي أن أعيد شرحه واضعاً الجانب السياسي في الاعتبار الأول.
وقبل أن أقدم عرضاً موجزاً لمشروعي ونظريتي أرى من المفيد أن أقول إن هذا المشروع قد نوقش على أعلى المستويات في أوروبا وأنني قد عرضته في عدد من المعارض والمؤتمرات الأوروبية، وأن شركة «مونوتايب» البريطانية قد قامت بصنع النموذج الأول له على حسابها، وأن جملة من الظروف التي لا داعي للتعرض لها قد أجبرتني على العودة إلى الوطن، وإيقاف جميع الأنشطة في أوروبا.
يقوم مشروعي الخاص بالترجمة الآلية على نظرية جديدة أطلقت عليها اسماً علمياً هو «اللغة العليا -Supralingua »، تتلخص بأن تجري الترجمة بواسطة الحاسب من أي لغة إلى أي لغة أخرى في العالم عن طريق لغة رياضية تعمل كوسيط بينهما.
وتختزن هذه اللغة العليا جميع التراث اللغوي البشري في العالم عن طريق تحويله إلى رموز رياضية ذات دلالات ثابتة، ولقد اقتنع العلماء الغربيون بنظريتي عبر مثال نظري بسيط أوردته لهم وهو:
لنفترض وجود ستة أشخاص لا يعرف أي منهم إلا لغته الوطنية، وأن ثمة مترجماً بينهم يعرف لغاتهم الست، فكيف تتم عملية الترجمة؟ 
لنفترض أن أحدهم قال «مساء الخير» فقام المترجم بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، والسؤال هو هل يحتاج المترجم إلى إعادة سماع الجملة نفسها إذا أراد أن يترجمها مرة أخرى إلى الفرنسية والإسبانية وبقية اللغات؟ الجواب المنطقي هو لا طبعاً.
وعند تحليل هذه العملية نرى أن المترجم قد تلقى الجملة باللغة العربية واستوعبها ثم اختزنها على شكل رموز مجردة في دماغه، ثم قام بتحويلها إلى جملة مكافئة في كل لغة على حدى.
هذا باختصار هو جوهر النظرية التي يقوم عليها مشروعي الخاص بالترجمة الآلية، ولا يتسع المجال طبعاً للاستفاضة في الشرح، لكن المهم أننا أجرينا تجارب عملية أثبتت مصداقية شبه كاملة.
أنا لا أدعو الآن إلى أنصار لي من أجل المضي في تطوير مشروعي، لكنني رأيت من واجبي أن ألقي أضواء مكثفة على الجانب السياسي للترجمة الآلية، فـ«اللغة العليا» هي الوسيلة الوحيد القادرة على مجابهة طغيان الآنجلو فونية، لذا فإن خطابي يمتد ليشمل كل من له علاقة بهذا الشأن الخطير، من أي بلد كان ومهما كانت لغته الوطنية.
ومن خلال خبراتي وتجاربي فإن معظم المؤسسات العلمية في طول العالمين العربي والإسلامي وعرضه تعاني نوعاً من «التشرنق» نتيجة وجود إحساس عميق بـ«الإقطاع» يجعل كل مسؤول يشعر أن مؤسستة هي «ملكه الخاص» الأمر الذي ينفي المفهوم المؤسساتي، وهذا هو أحد أخطر أسباب التخلف الذي يعيشه هذان العالمان، الأمر الذي يؤكد دور المبادرات الفردية على مختلف الصعد.
وآن أوان القول في ما أعتقد إن أمور اللغة بدءاً من النحو وانتهاءً بالترجمة الآلية بحاجة إلى قرارت سياسية مباشرة لا تمر عبر دهاليز المؤسسات وكواليسها، كي لا تختنق بالبيروقراطية والروتين.