الأحد، 27 مارس 2016

من يشوهون تاريخنا؟


تحت عنوان "من يشوهون تاريخنا؟" نشرت جريدة "البيان" مقالة كتبتها: د. فاطمة الصايغ، يوم 27/3/2016 أنقلها إليكم بحرفيتها لأني أرى رأيها ينطبق على جميع من كتب ويكتب عن الدول العربية دون إستثناء، وجاء في المقالة:

منذ أن ظهرت دولـــة الإمارات على المــسرح العالمي وهناك الكثير من الاهتمام بـــها من قبل المراقبين والباحثين والاكاديميين.
بعض من كتاباتهم تدعي العلم بمجريات الامور في الدولة وتدعي الانصاف والحيادية، والبعض الآخر يقر بأنه طارئ على المنطــقة وبأنه يكتب عنها حتى يستجلي بعض الامور، والبعــض الثالث يكتب عنها رغبة في منفعة، إما علمية، كطلاب العلم ومن في شاكلتهم، واما اعلامية. بعض من تلك الكتابات تقدم الحقائق العلمية والتاريخية للعالم، والبعض الآخر يقع في أخطاء كبيرة ويجر الآخرين الى تكرار اخطائهم.
فليس سهلا على الآخر الذي لم يعش في هذه المنطقة ولا يعرف تطورها التاريخي والاجتماعي أن يحلل الاوضاع الراهنة تحليلا منطقيا وأن يقدم الصورة الصحيحة عن الاوضاع في المنطقة. ومن هنا تأتي الاخطاء التي يرتكبها الآخرون في حق تاريخنا وتراثنا.
تختلف أهداف من يكتب عن تاريخنا وتراثنا من شخص الى آخر: البعض يكتب رغبة في منفعة علمية لتعريف الآخرين بتراثنا وتاريخنا، والبعض الآخر يكتب لإمتاع الآخرين أو رغبة في سبق صحفي، والبعض الثالث يكتب تجنيا وبهتانا رغبة في مصلحة مادية آنية وشهرة تأتيه من وراء اخبار مضللة وادعاءات زائفة.
ولم تقتصر الكتابة عن الإمارات على الكتاب والمؤرخين المحليين. فمثل أي حقل من حقول العلم والادب فدراسة المنطقة حق مشروع للجميع وليس مقتصرا على الاماراتيين فقط، وبالتالي ليس من حقنا ولا في مقدرتنا منع أحد من الكتابة عن الإمارات.
فيوميا هناك دراسة تظهر عن الإمارات إما على شكل أطروحة علمية أو دراسة اجتماعية أو اقتصادية او ثقافية أو اعلامية. بل إن اول من خاض وتبحر وتعمق في دراسات الإمارات كانوا في الواقع من غير الاماراتيين بحكم التعليم والدراسة التي كانت وسيلتهم للاطلاع على المنطقة.
ولكن ما يمكن أن يلحق الضرر بنا ليس فقط الكتابة السلبية عن الدولة وتطوراتها الآنية بل الكتــــابة التاريخية المغلوطة والتي يأتي فيـــها ذكر الاسماء والمواقع والاحداث بطريقة مشوهة وفي غير محلها ويكون التحليل بالتالي تحليلا غير مطابق للواقع وليس لـه علاقة بتاريخنا. ولكن من الذي يستطيع أن يكتشف تلك الاخـــطاء؟ وكيف يمكن معالجتها؟
في الواقع الكثير من الاخطاء تمر على الانسان العادي دون أن يلاحظها أو يدرك حجمها. فبعض الاخطاء التاريخية لا تلاحظها الا عين خبير ملم بأمور المنطقة ومتعمق في دراسة تاريخها وتراثها وحريص على مصداقية أي معلومة تصدر عن منطقتنا. كما أن مـــعالجة تلك الاخطاء التي ترتكب بحق تاريخنا وتراثنا وتشوه صورتهما ليست بالأمر الهين.
فليس هناك جهة رسمية مخولة بفحص أي انتاج علمي عن الدولة لكي تكون تلك الجهة بمثابة لجنة إشرافية وتدقيقية على العمل التاريخي حتى تضمن أن يكون ذاك العمل خاليا من أي أخطاء تشوه تاريخنا. فحجم الاعمال الادبية والعلمية التي تكتب عن الدولة كبير لا يمكن حصره أو تقييده.
فتقييد الاعمال الثقافية وحصرها لا يمكن أن يصبح حقيقة واقعة في وقتنا هذا والذي يتميز فضاؤه بالانفتاح وتلعب التقانة الحديثة ووسائل التواصل والاتصال دورا حيويا فيه.
وكما أننا لا نستطيع تقييد الفضـــاء العام فإننا في واقع الامر لا نستطيع التحكم فيمن يرتكب الاخطاء أو يتعمد نشر المعلومات المضللة. فبعض من هذه الاخطاء من الصعب تداركها أو معالجتها خاصة تلك التي تنشر في أدبيات خارج الدولة وحتى أيضا داخل نطاق الإمارات.
فبعض الاخطاء تصبح أخطاء كبرى خاصة عندما يرتكبها مؤرخ أو كاتب مشهور له متابعون وقراء يصدقون كل كلمة تصدر عنه. ولكن في مقــــدورنا التحكم في حجم الاخطاء لا في منعها. ففي امكاننا أن نعتمد لجنة علمية محايدة للنظر في أي منشور يخص الدولة، وخاصة المؤلفات التاريخية حتى تصبح هي المعتمدة كما يجري في الدول الاخرى.
إن أفضل الحلول وابسطها يكمن في إيلاء الثقة بالمؤرخ والكاتب المحلي أو العالمي، الذي عرف بالمصداقية والحياد والمعرفة العلمية الحقيقية بالمنطقة. ذلك الكاتب هو من يحق له أن يعرف نفسه بأنه خبير بأمور المنطقة أما ما عداه فلا يخرج عن نطاق من اتخذ من الكتابة وسيلة للاسترزاق.
د. فاطمة الصايغ
fatimaalsaayegh@hotmail.com
 استاذ مشارك – قسم التاريخ والآثار 
جامعة الامارات العربية المتحدة – العين
شغلت الدكتورة فاطمة المناصب الأدارية والشرفية التالية منها عضوية :  مجلس دبي الثقافي -  وهو المجلس المعين بقرار من سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم  في  مارس 2004  ومجلس أمناء مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية.
 حصلت د. فاطمة على جائزة الإمارات التقديرية في ديسمبر عام 2006 حيث تسلمت الجائزة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة, وجائزة سلطان بن علي العويس لافضل كتاب عن دولة الامارات العربية المتحدة لعام 1997 (الامارات العربية المتحدة من القبيلة إلى الدولة  والعديد من المنح البحثية من الولايات المتحدة وبريطانيا).
 تعمل الدكتورة فاطمة حاليا بقسم التاريخ والآثار – كلية العلوم الأنسانية والاجتماعية - جامعة الإمارات العربية المتحدة. للباحثة  حوالي 10 كتب علمية وأكثر من 30 مقالة علمية محكمة.  شاركت الباحثة في أكثر من 60 مؤتمرا علميا عالميا و30 مؤتمرا علميا عربيا ومحليا. كما قامت الباحثة بألقاء العديد من المحاضرات في جامعات ومراكز  عربية ودولية.    الباحثة لها خبرات أكاديمية متعددة حيث أستعانت بها وزارة التربية والتعليم في الإمارات في مراجعة مناهج الاجتماعيات وفي تأليف كتاب التاريخ للصف العاشر. كما أن للباحثة العديد من الأهتمامات الأدبية التي أهلتها لكي تكون مشاركة دائمة في العديد من الصحف والمجلات ومنها: جريدة الخليج والخليج الثقافي, جلف نيوز, مجلة بنت الخليج . الباحثة عضوة في العديد من الهيئات كجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون, جمعية دراسات الشرق الاوسط  Middle East Stuides Association (الولايات المتحدة الامريكية), أتحاد المؤرخين العرب (القاهرة), جمعية الاجتماعيين (الشارقة – دولة الامارات العربية المتحدة), العضوية الشرفية لاتحاد المؤرخين المغاربة ( المغرب). كما أنها تعمل حاليا كمديرة تحرير مجلة شئؤون اجتماعية والتي تصدر بالتعاون المشترك بين جمعية الاجتماعيين في دولة الإمارات والجامعة الامريكية في الشارقة في الشارقة – (دولة الامارات العربية المتحدة), عضوة في الهيئة الاستشارية لمجلة الفن والتراث الشعبي, جمعية النخيل, راس الخيمة, جمعية دراسات الخليج   Society for Arab Gulf Studies  (الولايات المتحدة الامريكية ). والباحثة لها الأهتمامات الأتية:  تاريخ دولة الإمارات والخليج, دراسات المرأة, وتاريخ الإرساليات التنصيرية في دول الخليج العربي. ,حصلت الباحثة على درجة الدكتوراه من  University of Essex, United Kingdom  وموضوع الاطروحة (Imperial Air Communications and British Policy Changes in the Trucial States), 1929-1952) ), تاريخ الحصول على الدرجة العلمية, 6 ديسمبر 1989, درجة الماجستير University of Wisconsin, Miluakee, United States of America,   في اغسطس عام 1984, درجة الليسانس في التاريخ الحديث – جامعة الكويت
  وللأمانة التوثيقية بقي أن أذكر أن د. فاطمة الصايغ رئيسة قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات العربية المتحدة، زارت أوزبكستان بدعوة من معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية في نيسان/أبريل 2000، حيث استمعت هيئة التدريس وطلاب المعهد باهتمام كبير لسلسلة المحاضرات التي ألقتها عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان من بينهم الطالب الإماراتي محمد أحمد سلطان عيسى الجابر الذي درس آنذاك اختصاص العلاقات الدولية، وعين لاحقاً رئيساً لممثلية وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في طشقند.
وأصدر محمد أحمد سلطان عيسى الجابر لاحقاً في طشقند باللغتين الأوزبكية والعربية كتاب "أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة روح واحدة وتعاون".
وتضمن الكتاب ما نشرته وسائل الإعلام الجماهيرية عن زيارة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى الإمارات العربية المتحدة يومي 17 و18/3/2008، والتعاون القائم بين البلدين، وتاريخ وحاضر الإمارات.
ولمحة عن حياة وأعمال قيادة البلاد، ولمحة عن حياة أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيسها الحالي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الداخلية في الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وغيرهم.
كما تضمن الكتاب مقالات مختارة عن تاريخ وحاضر الإمارات العربية المتحدة، ومن بينها مقالات تحدثت عن: أهم مراحل تطور البلاد والشخصيات البارزة فيها الذين لعبوا دوراً هاماً في تطوير البنية السياسية والاقتصادية ونظام التعليم والصحة والضمان الاجتماعي والرياضة والشباب (أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة روح واحدة وتعاون. // طشقند: صحيفة نارودنويه صلوفا 16/9/2008).
وحصل محمد أحمد سلطان عيسى الجابر لاحقاً على درجة "دكتور فلسفة PhD في العلوم الإقتصادية" تخصص 08.00.01 – "النظريات الإقتصادية"، عن أطروحته "الإتجاهات النظرية لجذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة في ظروف ترشيد الإقتصاد" من جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية في طشقند.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق