الاثنين، 27 يونيو 2016

إدارة مجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون تعقد إجتماعاُ في طشقند


تحت عنوان "إجتماع إدارة مجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 23/6/2016 خبراً جاء فيه:

في طشقند يوم 23/6/2016 برئاسة أوزبكستان جرى إجتماع إدارة مجلس الأعمال  بمنظمة شنغهاي للتعاون.
شارك فيه الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون ر. عليموف، والسكرتير التنفيذي لمجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون س. كانافسكي، وكذلك رؤساء الأجزاء القومية لمجلس الأعمال  بمنظمة شنغهاي للتعاون عن جمهورية أوزبكستان ع. شايخوف، وجمهورية قازاقستان ر. باتالوف، والجمهورية القرغيزية م. شارشيكييف، وجمهورية الصين الشعبية خ. ميتسين، والفيدرالية الروسية س. كاتيرين، وجمهورية طاجكستان س. شريف.
ومجلس الأعمال  بمنظمة شنغهاي للتعاون أسس بتاريخ 14/6/2006 ويعتبر جهازاً غير حكومي، ويضم مندوبين عن مجتمعات الأعمال في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بهدف توسيع التعاون الاقتصادي، وإقامة صلات مباشرة بين الأوساط العملية والمالية، والإسهام العملي في دفع المشاريع متعددة الأطراف.
وخلال إجتماع مجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون أشير إلى أنه خلال فترة رئاسة أوزبكستان جرى التمسك الصارم بمبادئ الإستمرارية والتوافق في تعزيز تعاون المنافع المتبادلة، التي تلبي مصالح الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك الإستمرار بالأعمال المنظمة لتوفير النمو المتصاعد لشخصية المنظمة على الحلبة الدولية.
وأوزبكستان تساند مستقبل تطور الصلات التجارية والاقتصادية، وتوسيع التوريد المتبادل للمنتجات الصناعية، التي تتمتع بالطلب في أسواق دول منظمة شنغهاي للتعاون، وتشكيل الظروف المناسبة لتشجيع التجارة المتبادلة، وتنفيذ غيرها من الإجراءآت في هذا المجال، وكذلك الإعتماد على التطوير الجذري للتعاون الإستثماري بين دول منظمة شنغهاي للتعاون، وتنفبذ مشاريع فوائد متبادلة وبرامج في الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية.
وأشار المشاركون في الإجتماع خاصة إلى أنه يعار إهتمام خاص خلال السنوات الأخيرة في أوزبكستان لمسائل جذب الإستثمارات الأجنبية، وتطوير الأساليب الحديثة للإدارة التعاونية، والإستخدام الواسع للنظم المتقدمة للإدارة النوعية، وكذلك تتخذ إجراءآت موجهة نحو رفع مستوى قدرات المنشآت الوطنية على المنافسة، وتشجيع إنتاج منتجات موجه للتصدير، وجذب الشركات الوطنية إلى السلسلة العالمية للتصدير.
وخلال الإجتماع بحثت آفاق تطوير نشاطات إجتماع مجلس الأعمال  بمنظمة شنغهاي للتعاون، ومن ضمنها الأفضليات والإتجاهات الرئيسية لتوسيع العمل المشترك على الآفاق القريبة عن طريق تنفيذ مشاريع مشتركة، موجهة نحو رفع مستوى المقدرات الاقتصادية لدول المنطقة. وجرى النظر بمختلف جوانب التعاون في مجال دعم المشاريع الصغيرة، والعمل الحر، والنقل والملاحة، والإبتكار، وتكنولوجيا المعلوماتية والإتصال، ونشاطات المعارض والأسواق، والزراعة، والسياحة، وجذب الإستثمارات الأجنبية، وغيرها من المجالات.
ومن أجل الإسهام بمستقبل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي والإستثماري أشار المشاركون في الإجتماع إلى أهمية تنظيم نشاطات مشتركة وتوفير مشاركة مندوبي الأعمال والمنتديات الدولية الضخمة، والمعارض، والأسواق، الجارية في دول منظمة شنغهاي للتعاون بشكل دائم.

مجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون يعقد جلسة في طشقند


تحت عنوان "جلسة مجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 23/6/2016 خبراً جاء فيه:


في طشقند يومي 22 و23/6/2016 عقد مجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون جلسته الدورية برئاسة أوزبكستان.
وشارك في الجلسة الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون ر. عليموف، ورؤساء: بنك التنمية القازاقستاني، و"RSK بنك" الجمهورية القرغستانية، وبنك الدولة للتنمية الصيني، وكوربوراتسيا الدولة "بنك التنمية والنشاطات الاقتصادية الخارجية" روسيا، وبنك الدولة للتوفير بجمهورية طاجكستان "أموناتبونك"، والبنك القومي للنشاطات الاقتصادية الخارجية بجمهورية أوزبكستان، وبصفة بنوك شريكة كذلك: بنك التوفير "بيلوروسبانك"، و"حبيب بانك ليميتيد" باكستان، وبنك التنمية المنغولي.
وخلال الجلسة جرى الإستماع لكلمات: مندوب بنك رئيس مجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون عن ما تم تحقيقه حتى الآن من أعمال برئاسة البنك القومي للنشاطات الاقتصادية الخارجية بجمهورية أوزبكستان، وغيره من أعضاء المجلس ومندوبي البنوك الشريكة لإتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون، حول مسائل النشاطات الحالية وآفاقها. وأشار الأطراف إلى أهمية تفعيل التعاون في مجال التمويل المشترك للمشاريع الإستثمارية، والعمل المشترك مع المؤسسات المالية العالمية، العاملة في فضاء منظمة شنغهاي للتعاون والمنطقة الآسيوية. وبحثت كذلك مسائل إعداد إستراتيجية للتنمية المستقبلية لإتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون للآفاق المتوسطة.
وخلال جلسة مجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون عبر الأطراف عن إرتياحهم لأن العمل المشترك تطور خلال السنوات الأخيرة مع المؤسسات المالية للدول المراقبة والشريكة في الحوار مع منظمة شنغهاي للتعاون. وأثناء الجلسة جرى التوقيع على قرار بمنح بنك التنمية المنغولي صفة بنك شريك لإتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون.

السبت، 25 يونيو 2016

بيان إعلامي عن نتائج جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون


تحت عنوان "بيان إعلامي عن نتائج جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 24/6/2016 النص الكامل للبيان وهذه ترجمة كاملة له:
يومي 23 و24/6/2016 في عاصمة جمهورية أوزبكستان مدينة طشقند عقدت الجلسة السادسة عشرة لمجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون التي تصادف الذكرى السنوية الـ 15 لتأسيس منظمة شنغهاي للتعاون.


شارك في جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، رئيس جمهورية قازاقستان ن.أ. نازارباييف؛ ورئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسزينبين؛ ورئيس الجمهورية القرغيزية أ.ش. أتامباييف؛ ورئيس الفيدرالية الروسية ف.ف. بوتين؛ ورئيس جمهورية طاجكستان إ. رحمون؛ ورئيس جمهورية أوزبكستان إ.ع. كريموف.
ترأس الجلسة رئيس جمهورية أوزبكستان إ.ع. كريموف.
وشارك في الجلسة الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون ر.ك. عليموف؛ ومدير اللجنة التنفيذية للجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب إ.س. سيسوييف.

وحضر الجلسة وتحدث رؤساء وفود الدول المراقبة بمنظمة شنغهاي للتعاون: رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية أ. غاني؛ ورئيس جمهورية بيلاروسيا أ.غ. لوكاشينكو؛ والوزير الأول بجمهورية الهند ن. مودي؛ والرئيس المنغولي تس. إلبيغدورج؛ ورئيس جمهورية باكستان الإسلامية م. حسين؛ ووزير الشؤون الأجنبية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ج.ظريف؛ وبصفة ضيف الدولة رئيسة المنظمة، الرئيس التركمانستاني غ.م. بيرديمحميدوف.
وحضر الجلسة نائب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ج. فيلتمان؛ ورئيس اللجنة التنفيذية، أمين السر التنفيذي لرابطة الدول المستقلة س.ن. ليبيديف؛ والأمين العام  لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ن.ن. بورديوجا؛ والأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا أزيي لي ليونغ مين؛ والمدير التنفيذي لسكرتارية لقاء العمل المشترك وإجراءآت الثقة في آسيا غون تسزيانوي.
ونظر قادة الدول في أجواء عملية وصداقة بالنتائج الأساسية لـ 15 عاماً من نشاطات منظمة شنغهاي للتعاون، وتبادلوا الآراء كذلك حول جملة واسعة من مسائل الأوضاع في العالم والمنطقة.
وأشار قادة الدول إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تتعزز بصفة لاعب هام ومؤثر على الحلبة الدولية. وإلى أن المهام العملية الرئيسية لنشاطات المنظمة، وكذلك التوجهات العامة لقادة الدول نحو المسائل الإقليمية والدولية يعكسها بيان طشقند عن مرور 15 عاماً على تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون، الذي وقع في ختام القمة.
وأشار قادة الدول مرة أخرى إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منفتحة لإنضمام الدول المهتمة، والتي تلبي المعايير والشروط الواردة في وثائق والأنظمة الحقوقية للمنظمة. والمرحلة الهامة في عملية توسيع منظمة شنغهاي للتعاون كانت بالتوقيع على مذكرات قمة طشقند حول إلتزامات جمهورية الهند، والجمهورية الإسلامية الباكستانية من أجل الحصول على صفة دولة عضو بمنظمة شنغهاي للتعاون.
وأشار قادة الدول إلى أن حصول الهند وباكستان على صفة عضو كامل الأهلية بمنظمة شنغهاي للتعاون يزيد من مقدرات المنظمة ويوفر الظروف لمستقبل رفع مستوى دورها على الحلبة الدولية كآلية متعددة الأطراف لحل القضايا المعاصرة الهامة، وتوفير الأمن والإستقرار والنمو الثابت في المنطقة وفي العالم بأسره.
وحيا قادة الدول التوقيع على مذكرات تقديم صفة شريك في الحوار مع منظمة شنغهاي للتعاون مع جمهورية أذربيجان؛ وجمهورية أرمينيا؛ ومملكة كمبوديا؛ ونيبال.
وأكد قادة الدول على أن نشاطات منظمة شنغهاي للتعاون ليست موجهة ضد الدول الأخرى أو المنظمات الدولية. وأن الدول الأعضاء مستعدة لتطوير الصلات والتعاون مع الدول الأخرى، والمنظمات الدولية والإقليمية، التي تقتسم معها الأهداف والمهام، الواردة في ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من الوثائق الأساسية للمنظمة.
وحيا قادة الدول بداية التطبيق العملي لخطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، والذي سيوفر توسيع التعاون الدولي من أجل السلام، والأمن، والإستقرار، في المنطقة وخارجها.
وعبر قادة الدول عن تأييدهم لإستمرار تطوير آليات المشاورات الدائمة مع الدول المراقبة والشريكة في الحوار من أجل رفع مستوى العطاء العملي للعمل المشترك في مختلف المجالات.
وأشار قادة الدول إلى أهمية مستقبل توسيع الصلات الدولية لمنظمة شنغهاي للتعاون، وتطوير العمل المشترك مع المنظمات الدولية والإقليمية، وخاصة منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها. وأن الدول الأعضاء مستمرة بتطوير الصلات الخارجية لمنظمة شنغهاي للتعاون، ومن ضمنها ترى من المستحسن إقامة صلات مع غيرها من الإتحادات متعددة الأطراف المهتمة.
وأشير إلى أنه حتى الآن تشكلت كل الشروط من أجل نقل منظمة شنغهاي للتعاون إلى مستوى نوعي جديد للتعاون، يتميز بزيادة فاعلية العمل المشترك في المجالات: السياسية، والأمن، والاقتصاد، وتطوير الثقافة، والصلات الإنسانية. وفي هذا المجال أشير خاصة إلى أهمية إمتلاك خطة عمل للأعوام 2016-2020 لتنفيذ إستراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون.
وذكر قادة الدول أهمية تطوير آليات الإدارة العالمية على أساس أهداف ومبادئ نظام منظمة المم المتحدة، وإحلال نظام عالمي عادل ومتساوي من أجل تعزيز الإستقرار السياسي والاقتصادي.
وأكد قادة الدول على إلتزام الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بمستقبل تعزيز الدور التنسيقي المركزي لمنظمة الأمم المتحدة في العلاقات الدولية، والتي يجب  أت تؤسس على أهداف ومبادئ نظام منظمة الأمم المتحدة والحقوق الدولية. وأيدوا الإستمرار بالمشاورات الواسعة في إطار البحث عن "صفقة شاملة" في مسائل إصلاح مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة من أجل رفع مستوى شفافية وفاعليةنشاطات هذا الجهاز، الموجهة نحو مصالح وتوفير تماسك الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة، دون إقامة إطارات مصطنعة مؤقتة وخلق بدائل لا تحصل على دعم واسع من الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة.
وأشار قادة الدول خاصة إلى أن الإرهاب الدولي والتطرف، ومن ضمنه الديني وغيره هو من الظواهر، التي تشكل اليوم تهديدات متشابهة ومتصاعدة لجميع دول العالم والحضارة الإنسانية بالكامل. وأنهم مقتنعون بأن مواجهة هذه التحديات ممكنة فقط عن طريق زيادة الكفاح المشترك وتكثيف جهود المجتمع الدولي لتنفيذ مجموعة من الإجراءآت من أجل القضاء على أسبابها جذرياً.
وأكد قادة الدول على أنه بموجب مواد نظام منظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من وثائق منظمة شنغهاي للتعاون، إعداد وتطبيق إجراءآت مشتركة لمكافحة الإرهاب، والإنفصالية، والتطرف، بجميع مظاهره، والإنتاج غير الشرعي والإتجار بالمخدرات، والتجارة غير المشروعة بالأسلحة، والذخائر والمواد المتفجرة، ونشر أسلحة الدمار الشامل ووسائط إيصالها ستبقى واحدة من المهام التي تتمتع بالأفضلية للعمل المشترك في إطار المنظمة.
وأيد قادة الدول الإسراع بإصدار إتفاقية شاملة لمنظمة الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب الدولي وأشاروا إلى أهمية إقامة ساحة فعالة للتعاون الواسع ومواجهة تحديات وتهديدات الأمن الإقليمي.
وأشار قادة الدول إلى أهمية الإتفاقيات التي تم التوصل إليها في ختام قمة طشقند حول تطوير التعاون في مجال الأمن.
وأيد قادة الدول مستقبل العمل المشترك الوثيق لمحاربة الإرهاب، والإنفصالية، والتطرف، ونشر أيديولوجية التطرف، وقبل كل شيء في أوساط الشباب، وكذلك الوقاية من التعصب العرقي والعنصري والديني وكراهية الأجانب. وفي هذا المجال ووفقاً لقرار مجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون الصادر بتاريخ 10/7/2015 سيستمر العمل لإعداد إجراءآت لمواجهة التطرف، والتي ستسهم في تعزيز القاعدة الحقوقية للتعاون في هذا المجال إلى جانب تنفيذ اتفاقية شنغهاي لمحاربة الإرهاب، والإنفصالية، والتطرف، وبرنامج تعاون الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بمكافحة الإرهاب، والإنفصالية، والتطرف للأعوام 2016-2018.
ويبقى اتجاه هام لنشاطات منظمة شنغهاي للتعاون، مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والجرائم بإستخدام تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة، وتعزيز أمن الحدود، والمحاربة المشتركة للهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، وغسل الأموال، والجرائم الاقتصادية. وفي هذا الخط أشير إلى أهمية التنفيذ العملي لمضمون الإتفاقية بين حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، عن التعاون لمكافحة الجريمة الموقعة بتاريخ 11/6/2010.
وأعطى قادة الدول تقييماً عالياً لعمل الجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب بمنظمة شنغهاي للتعاون في توفير تنسيق العمل المشترك للأجهزة المختصة في الدول الأعضاء لتنفيذ إتفاقيات محاربة الإرهاب، والإنفصالية، والتطرف، وأيدوا مستقبل تطوير التعاون في هذا الإتجاه.
وأشار قادة الدول إلى ضرورة تفعيل الجهود المشتركة لإحداث فضاء معلوماتي سلمي، وآمن، وعادل، ومنفتح، مبني على مبادئ التعاون، وإحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأشير إلى أهمية تعميق العمل المشترك العملي في إطار تنفيذ الإتفاقيات المعقودة بين حكومات منظمة شنغهاي للتعاون حول التعاون في مجال توفير الأمن الإعلامي الدولي الموقعة بتاريخ 16/6/2009.
وأشار قادة الدول إلى أن الاقتصاد العالمي كالسابق يعاني من آثار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، التي أدت إلى تخفيض الطلب الإجمالي، والتقلب الحاد في الأسواق على أسعار السلع الأساسية والخامات، وأبطأت النمو الاقتصادي في العالم وغيرها من الآثار السلبية. وأشير إلى أنه من أجل مواجهة التهديدات والتحديات الباقية على جميع الدول السعي نحو تعميق تكامل الاقتصاد العالمي عن طريق تحولات هيكلية واسعة، وتنويع وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد  وتنمية الإستثمار على المدى الطويل.
واشار قادة الدول إلى المقدرات الهامة للصلات التجارية والاقتصادية والتعاون الإستثماري في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وأن نشاطات المنظمة التي تشكلت خلال 15 عاماً، توفر اتجاهات إيجابية لتطوير العمل الاقتصادي الإقليمي المشترك والإسهام في تطوير آليات التعاون. وإعتبروا أن التنمية المتناغمة في فضاء منظمة شنغهاي للتعاون تلبي المصالح والنمو الاقتصادي المتوازن في كل المنطقة. ولهذا ستتخذ إجراءآت متفق عليها، موجهة نحو مستقبل توسيع العمل التجاري والاقتصادي المشترك والمنافع المتبادلة في إطار المنظمة، ومن ضمنها عن طريق تهيئة الظروف المناسبة للتجارة، والتعاون الإستثماري المتبادل  بين أوساط رجال الأعمال.
وأكد قادة الدول على أهمية التنفيذ العملي للإتفاقيات الواردة في بيان قادة الحكومات (الوزراء الأولون) في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون عن العمل الاقتصادي الإقليمي المشترك، التي أتخذت بمدينة تشجينتشجو بتاريخ 15/1/2015.
وفي هذه الظروف ستضيف الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون تحقيق استراتيجيات الاقتران القومي  وتقوية جهود تنسيق برامجها التجارية والاقتصادية. وإعتبر قادة الدول من المهم إتخاذ إجراءآت لتوفير النمو الإجتماعي والإقتصادي القوي، ورفع رفاهية ومستوى حياة السكان، ومستقبل تعزيز التعاون التجاري والإنتاجي والمالي والإستثماري والزراعي والجمركي والإتصالات، ومن ضمنها إستخدام نظم الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وغيرها من المجالات التي تتمتع بإهتمام مشترك. وخاصة سيعار إهتمام خاص لتبادل خبرات المواجهة الفعالة لما يبطئ الاقتصاد، وإستخدام التكنولوجيا المبتكرة،  وخلق الأجواء المناسبة للإستثمار والعمل، وتنفيذ مشاريع منافع متبادلة طويلة المدى في الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في التعاون وتطوير البنية التحتية.
وأكد قادة الدول على دعم مبادرة جمهورية الصين الشعبية لإنشاء حزام طريق الحرير الاقتصادي. ومن أجل هذه الأهداف سيستمر العمل لتنفيذ هذا المشروع كأحد أدوات خلق الظروف المناسبة من أجل تطوير التعاون الاقتصادي الإقليمي.
وأشار قادة الدول إلى أهمية إستمرار تعاون المنافع المتبادلة والمتنوع في مجال الطاقة، ومن ضمنه في مجال إستخدام الطاقة المتجددة والمصادر البديلة للطاقة.
وأشار قادة الدول إلى ضرورة مستقبل دفع حركة التعاون متعدد الأطراف في مجال النقل وإنشاء ممرات نقل دولية، والتي يجب أن تصبح حلقة وصل بين آسيا وأوروبا، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة، تساعد على توسيع الأسس الاقتصادية لإمكانيات النقل والمواصلات وإستخدام مقدرات الترانزيت في الإقليم. وأشير في هذا المجال إلى أهمية دخول حيز التنفيذ، وتنفيذ الإتفاقية بين حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون حول توفير الظروف الملائمة للحمولات الدولية بالسيارات (مدينة دوشنبة، 12/9/2014).
 وعبر قادة الدول عن دعمهم للتنفيذ العملي لمشاريع معينة، تتمتع بإهتمام مشترك، والمعبر عنها في خطة إجراءآت تنفيذ برامج التعاون التجاري والاقتصادي متعددة الجوانب للدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك دعم إعداد قائمة بالإجراءآت حول مستقبل تطوير نشاطات المشاريع في إطار منظمة شنغهاي للتعاون للأعوام 2017-2021.
وأيد قادة الدول مستقبل توسيع تعاون المنافع المتبادلة مع الدول المراقبة والشركاء في الحوار من أجل رفع مستوى مقدرات الأعمال المشتركة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون. وفي هذا المجال إعطاء أهمية لإستخدام إمكانيات مجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون وإتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون بحجمه الكامل.
ومن أجل توفير المرافقة المالية لنشاطات مشاريع الدول الأعضاء والإستمرار بالنظر في مسائل إحداث بنك التنمية بمنظمة شنغهاي للتعاون، وصندوق التنمية (الحساب الخاص) بمنظمة شنغهاي للتعاون.
ويعتبر قادة الدول أنه من الضروري إعارة إهتمام خاص لتطوير التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف  في المجالات: الثقافة، والعلمية، والتكنولوجية، والتعليم، وحماية الوسط البيئي، والرياضة، والسياحة، ودراسة والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي بمنطقة منظمة شنغهاي للتعاون، بما فيه على طول "طريق الحرير العظيم".
ومن أجل توسيع التعاون في مجال السياحة، وتشكيل فضاء سياحي مشترك، وتكثيف التبادل السياحي وقع الممثلون المفوضون للدول الأعضاء على برنامج لتطوير تعاون  الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون في مجال السياحة.
وجرى الإستماع والتصديق على تقرير الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون عن نشاطات المنظمة خلال العام الماضي، ومجلس اللجنة التنفيذية للجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب عن عمل الجهاز في عام 2015.
وخلال الفترة الماضية منذ جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون (مدينة أوفا، 9 و10/7/2015)، جرت جلسة لمجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون (مدينة تشجينتشجوي، 14 و15/12/ 2015)، ولقاء أمناء سر مجالس الأمن (مدينة طشقند، 13 و14/4/2016)، وجلسة مجلس وزراء الشؤون الأجنبية (مدينة طشقند، 23 و24/5/2016)، ومجلس المنسقين القوميين (مدينة بكين، ومدينة طشقند، أكتوبر 2015، ويونيه 2016)، ومجلس الجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب (مدينة طشقند، 18/9/2015 و8/4/2016)، وإجتماع وزراء العدل (مدينة دوشنبة، 18/8/2015)، والنائب العام في الدول الأعضاء (مدينة أستانا، 27/8/2015)، ورؤساء المحاكم العليا (مدينة بشكيك، من 3 وحتى 6/9/2015)، والوزراء المسؤولين عن النشاطات الاقتصادية الخارجية والتجارة الخارجية (مدينة سيان، 16/9/2015)، والمسؤولين في الوزارات والإدارات، العاملة في مسائل منع وتصفية آثار الحالات الطارئة (مدينة تشيندو، 11 و12/11/2015)، والجلسة الـ 11 لمنتدى منظمة شنغهاي للتعاون (مدينة دوشنبة، 28 و29/4/2016)، ولقاء المسؤولين في الأجهزة العليا للرقابة المالية (مدينة أستانا، 27/5/2016)، وإجتماع وزراء الدفاع (مدينة أستانا، 8/6/2016)، ووزراء الثقافة (مدينة طشقند، 21 و22/6/2016)، وجلسة إدارة مجلس الأعمال بمنظمة شنغهاي للتعاون ومجلس إتحاد البنوك بمنظمة شنغهاي للتعاون (مدينة طشقند، 22 و23/6/2016).
***
وأعطت الدول الأعضاء تقييماً عالياً لرئاسة جمهورية أوزبكستان لمنظمة شنغهاي للتعاون وعبروا عن الشكر للجانب الأوزبكي على حسن الضيافة التقليدية، المقدمة أثناء قمة طشقند.
والجلسة الدورية القادمة لمجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون ستعقد في يونيه عام 2017 بمدينة أستانا. وهكذا تنتقل رئاسة المنظمة للفترة القادمة إلى جمهورية قازاقستان.
الصور أ. إلياسوف (وكالة أنباء "Jahon")

الخميس، 23 يونيو 2016

بيان صحفي عن نتائج الإجتماع الثالث عشر لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون


تحت عنوان "بيان صحفي عن نتائج الإجتماع الثالث عشر لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء "Jahon"، يوم 22/6/2016 خبراً جاء فيه:


يوم 22/6/2016 بمدينة طشقند عقد الإجتماع الثالث عشر لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون. بمشاركة نائب وزير الثقافة والرياضة بجمهورية قازاقستان غ. أ. أحمدياروف، ووزير الثقافة بجمهورية الصين الشعبية لو شوغان، ووزير الثقافة والإعلام والسياحة في الجمهورية القرغيزية أ. أ. ماكسوتوف، والنائب الأول لوزير الثقافة في الفيدرالية الروسية ف. ف. أريستارخوف، ووزير الثقافة بجمهورية طاجكستان ش. ش. أورومبيكزودا، ووزير شؤون الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان ب. م. أحميدوف، والأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون ر. ك. عليموف.
وعقد الإجتماع برئاسة وزير شؤون الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان ب. م. أحميدوف.
وبحث وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بأجواء من الصداقة وفي أوضاع تفاهم متبادلة كاملة ومن كل الجوانب تطور العلاقات في مجالات الثقافة والفنون خلال الفترة الماضية، وتبادلوا الآراء حول سير تنفيذ الإتفاقية بين حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون حول التعاون في مجال الثقافة (مدينة بشكيك 16/8/2007) والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار الإجتماع السابق لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون.
وعبر الأطراف عن سعيهم المشترك نحو مستقبل تطوير الصلات الثقافية في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وتعزيز التفاهم المتبادل والإحترام، والتعايش المتناغم لمختلف الشعوب والأديان، والنشر النشيط للمعرفة عن التقاليد والعادات متعددة القرون لشعوب الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون.
ودع الأطراف إلى مزيد من تطوير التعاون المستقبلي مع الدول المراقبة والشريكة في الحوار مع منظمة شنغهاي للتعاون في مجالات الثقافة والفنون، على المستوى الثنائي، وعلى المستوى متعدد الأطراف.
وأن الأطراف ستعير إهتماماً خاصاً لتطوير التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مجال دراسة والحفاظ على التراث الثقافي بمنطقة منظمة شنغهاي للتعاون، ومن ضمنه على طول "طريق الحرير العظيم".
وأكدت الأطراف إستعدادها لتفعيل التعاون في إتجاهات مثل: دراسة والحفاظ على التراث الثقافي في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون، والتصدي لسرقة والإخراج والإدخال غير القانوني للقيم الثقافية، وإحداث قاعدة معلومات وقيد الآثار المعمارية، وإعداد المتخصصين في مجالات حماية التراث الحضاري والثقافي  وترميم الأعمال الفنية وغيرها من الإتجاهات التي تتمتع بإهتمام متبادل.
وأشار الأطراف إلى أن تنظيم نشاطات مشتركة في مجالات الثقافة والفنون يساعد على تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، والحفاظ على التنوع الثقافي ونشر المعرفة عن ثقافة شعوب العالم. وفي هذا المجال أعطى المشاركون في الإجتماع تقييماً عالياً للمهرجان الدولي الإحتفالي الـ 10 "شرق تارونالاري – موسيقى الشرق" الذي جرى بأوزبكستان عام 2015، والذي خدم الحفاظ على وتطوير تقاليد الفنون الموسيقية والغنائية لشعوب العالم، وتوحد القوميات والشعوب على طريق الأهداف النبيلة بواسطة الفنون.
واتفق الأطراف كذلك على أن التنظيم الناجح للنشاطات على أراضي الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، مثل: مهرجان الفنون الدولي "طريق الحرير" في جمهورية الصين الشعبية، والمهرجان الدولي للفنون المسرحية "أرت-أوردو" في الجمهورية القرغيزية، ومهرجان الفنون "بيرديمليك – الرابطة" في الفيدرالية الروسية، والمهرجان الدولي لمسارح العرائس "تشوداري خايول" في جمهورية طاجكستان، توفر إمكانية توسيع التبادل الثقافي بين الشعوب وتسهم في تعزيز الصداقة وحسن الجوار. وأن نشاطات على هذا الشكل تعتبر إمكانية منقطعة النظير لتوحيد الجماعات الإبداعية لكل دول منظمة شنغهاي للتعاون على ساحة واحدة، وتعرض المنجزات، وتعكس الطيف القومي الفريد لكل دولة من الدول.
وعبر الأطراف عن شكرهم لوزارة الشؤون الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان على دفئ حسن الإستقبال والتنظيم الرائع لإجتماع وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون.
وقبل الأطراف إقتراح الجانب القازاقستاني حول تنظيم الإجتماع القادم لإجتماع وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بتاريخ 22/6/2017 بمدينة أستانا (جمهورية قازاقستان) للنظر فيه.
وعبر وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون عن قناعتهم بأن تنظيم كل مجموعة النشاطات الثقافية سيوفر توسيع التفاهم المتبادل، ومستقبل تطوير علاقات الصداقة، وحسن الجوار وتعاون المنافع المتبادلة للدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون.

الأربعاء، 22 يونيو 2016

تدشين أطول وأعلى نفق جبلي في أوزبكستان


تحت عنوان "تحقق الحلم" نشرت وكالة أنباء "Jahon"، يوم 22/6/2016 خبراً جاء فيه:


كما سبق إعلانه بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، وصل إلى أوزبكستان يوم 21/6/2016 بزيارة دولةرئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسزينبين.
ويوم 22/6/2016 جرى في طشقند الحدث الذي تم إنتظاره طويلاً، مراسم تشغيل خط السكك الحديدية "أنغرين- باب" عبر جبل كامتشيك من خلال النفق الذي شيد بإسهام الشركاء الصينيون.
وخلال الإحتفال وضع الطريق الجديدة قيد الإستثمار قائدي أوزبكستان وجمهورية الصين الشعبية، إسلام كريموف، وسي تسزينبين.

والجدير بالذكر أن شركات صينية شاركت في تنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي الهام، مشروع بناء نفق للسكك الحديدية يبلغ طوله أكثر من 19 كيلو متراً عبر جبل "كامتشيك"، على إرتفاع أكثر من 2,2 ألف متر فوق سطح البحر.

الخميس، 16 يونيو 2016

تدشين جسر تاريخي في قارشي بأوزبكستان


تحت عنوان "ملامح حديثة لجسر تاريخي" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 6/6/2016 خبراً كتبه: أولماس باروتوف، وجاء فيه:
بمدينة قارشي (جنوب أوزبكستان) جرت مراسم إدخال جسر الأمير تيمور قيد الإستثمار بعد أعمال الصيانة الشاملة، وإقامة منطقة خضراء في المنطقة المحيطة به. وصادفت المراسم الذكرى الـ 25 لإستقلال أوزبكستان، وشارك في المراسم مندوبين عن الهيئآت الحكومية والمنظمات الإجتماعية، وأصحاب المشاريع الصغيرة، والقطاع الخاص، وأوساط شبابية واسعة.


وأشار حاكم ولاية قشقاداريا ز. روزييف وغيره من المتحدثين إلى أن أعمال التشييد الواسعة والتحسين الجارية بقيادة الرئيس إسلام كريموف تعطي نتائج عالية. وأن البنية التحتية الإجتماعية والاقتصادية تتطور في جميع مناطق أوزبكستان، وتعطي ملامح حديثة للمدن والقرى. وأن قارشي أيضاً أصبحت أكثر جمالاً، وأحدثت فيها كل الظروف الضرورية للسكان. وأن قرار قائد الدولة حول خطة آفاق التشييد في قارشي وبرنامج تطوير طرق المواصلات والنقل الحديثة الصادر بتاريخ 25/7/2013 كان خطة عمل هامة في هذا الإتجاه.
وأنه هناك فكرة رمزية عميقة في أن هذا الجسر الذي شيد في عصر الأمير تيمور العظيم، تم ترميمه بالكامل ووضع قيد الإستثمار على أعتاب الذكرى الـ 25 لإستقلال أوزبكستان.
وهذا الجسر التاريخي ربط في القدم بين شاطئ نهر قشقاداريا، وكان وسيلة من وسائل الصلات الاجتماعية والاقتصادية الدولية. و مرت عليه في القرون الوسطى طرق القوافل الهامة التي ربطت بين إيران، والهند، عبر نسف (الإسم القديم لمدينة قارشي) مع أوروبا. ولهذا إزدهرت الواحة هنا على مر مئآت السنين. وكما كتب العالم والرحالة الألماني غيرمان فامبيري، في عام 1860 كان في قارشي 10 كرفانات ساراي (فنادق ذلك الزمن)، وسوق كبيرة، وحديقة إجتماعية مزدهرة للراحة، لم أرى مثلها في بلد آخر. واليوم أعيدت الحديقة التاريخية إلى مكانها.
وترميم جسر الأمير تيمور وإنشاء حديقة جميلة في المناطق المحيطة به كان حدثاً سعيداً، وهدية كبيرة في العيد لسكان قشقاداريا. وأن إعطاء ملامح عصرية لهذه المشيدة الأثرية التي لها تاريخ 700 سنة، وشيدت على أساس حسابات هندسية دقيقة، يعتبر نتيجة للإهتمام الخاص الذي يعار بقيادة رئيس البلاد لدراسة وإحياء والحفاظ على التاريخ.
- وقال بطل العالم بالمصارعة القومية "قوراش"، والمدرب الرياضي الدولي جلال الدين شير نازاروف: لا يكون تضخيماً إن قلت أن التجديد يأتي في كل يوم منذ الإستقلال، وتم وضع هذا الجسر التاريخي قيد الإستثمار، الذي شيده جدنا العظيم الأمير تيمور، وأعطي ملامح جديدة ليصبح هدية رائعة بمناسبة الذكرى الـ 25 لإستقلال بلادنا. واليوم وفي أي منطقة تزورها في بلادنا تصبح شاهداً على التبدلات الهائلة. والتشييد، وهي من الصفاة العريقة لشعبنا. وعلى الشباب أن يكونوا أفضل خلف لأجدادنا الكبار العظماء، وأن يستخداموا بفاعلية كل ما هيء من ظروف وإمكانيات في البلاد بقيادة رئيس بلادنا.
والرئيس إسلام كريموف أثناء جولته في الولاية بتاريخ 30/6/2015 اعطى التوجيهات اللازمة لتحويل هذا الجسر إلى منطقة راحة حديثة للسكان. وخلال فترة قصيرة مضت تمت أعمال تشييد وتحسين واسعة، وتم إقامة منطقة خضراء.

واعيد بناء جسر الأمير تيمور على أسس حديثة. كما شيد على نهر قشقاداريا ثلاثة سدود. وشيدت مع المباني القديمة على الشاطئ حديقة رائعة، وشيد أيضاً أربع مراسي للقوارب، و14 بيتاً، و4 مقاهي، وساحات للأطفال، و4 ملاعب رياضية مغطاة بعشب صناعي، وركبت إجهزة إنارة وألعاب. وبالإضافة لذلك مد خط أنابيب للمياه بطول 4 كيلو متر، ومجاري مياه بطول 4,2 كيلومتر، وشبكة كهربائية بطول 29,3 كيلو متر. وركبت معدات للري على مساحة 144,8 ألف متر مربع. وتم زرع أكثر من 4 آلاف شجرة زينة وشجيرة، ورصفت بالحجارة مساحة 68 ألف متر مربع تقريباً.

وأخذ الجسر والمنطقة المحيطة به ملامح منطقة حديثة للراحة ستكون المكان المحبب ليس للمواطنين فقط، بل وللسياح الأجانب ايضاً.
- وقال لين خاي سائح من الصين: المدن العريقة قارشي، وشهريسابز، أبقت عندي إنطباعات لا تنسى، وانا زرت الكثير من دول العالم، ولكن صدقني دولة جميلة مثل أوزبكستان لم أشاهد أبداً. وأوزبكستان بطبيعتها الفريدة، وطيبة القلب، وحسن ضيافة الناس، حيث يعيش بسلام وتفاهم ابناء مختلف القوميات والشعوب، من دون شك، ينتظرها مستقبل عظيم. وفي وسائل الإعلام الجماهيرية الصينية قرأت وسمعت الكثير عن أوزبكستان، وعن الرئيس إسلام كريموف الحكيم وبعيد النظر . واليوم جئت إلى أوزبكستان لأشاهد بنفسي الأعمال الجارية هنا، واقتنعت بكل ذلك. وفقط أمثال هؤلاء الناس الذين يدفعهم حب العمل، قادرون على هذه الأعمال الطيبة الكبيرة.
- وقال عصام الدين أحمد عبد الرحمن سائح من السودان: أوزبكستان تعتبر من الدول القليلة التي تملك تاريخاً قديماً عظيماً. وهذه البلاد أثارت إعجابي بآثارها التاريخية، وقيمها القومية، وجمال طبيعتها وسعة صدر شعبها، والكلمات لا تكفي للتعبير عن إعجابي بالاثار التاريخية المعمارية الفريدة تماماً. والمنارات التي شيدت منذ آلاف السنين ولم تزل تنتصب فوقنا، والروايات التي لاتنتهي عن التاريخ الغني. والشعب يحافظ باهتمام على هذا التراث التاريخي. وأوزبكستان تبني مستقبلها بايديها. وهذا الجسر التاريخي والمنطقة الخضراء الرائعة التي شيدت حوله ترمز للماضي العظيم، والحاضر ومستقبل شعبكم العظيم.
والأغاني والموسيقى التي أداها فنانون مشهورون أعطت المراسم بهجة العيد.
وخلال المراسم تحدث نائب الوزير الأول بجمهورية أوزبكستان أ. إكراموف.

السبت، 11 يونيو 2016

مصبح الظاهري مؤسس «النخي» أول صحيفة إماراتية كُتبت بخط اليد على قطعة من الورق المقوى


تحت عنوان "رحيل مصبح الظاهري مؤسس أطلق صحيفة «النخي» في 1934 على قطعة من الورق المقوى" نشرت جريدة "البيان" يوم 11/6/2016 مقالة كتبها من مدينة "العين" داوود محمد، وجاء فيها:


بعد رحلة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت أكثر من 120 عاماً، شكّل خلالها ظاهرة رائدة تستحق التقدير والدراسة والتوثيق، بصفته واحداً من الرواد الأوائل، ترجل اليوم مصبح عبيد الظاهري، أول رائد من رواد الصحافة، صاحب أول مشروع صحفي في الدولة منذ أكثر من 80 عاماً، بالتحديد في عام 1934، عندما علّق على واجهة المقهى الوحيد في سوق مدينة العين القديم قطعة من الورق المقوى من بقايا الكرتون الذي تخزن به المواد الغذائية، اسمها «النخي»، استقاها من الحمص المسلوق الذي كان يبيعه في المقهى لرواده من الفقراء والعمال والمغتربين.
كتب فيها حينذاك مقتطفات من الأخبار القصيرة، ولم يَدُرْ في ذهنه أن قطعة الكرتون هذه أدخلته ذاكرة المكان والزمان، ليصبح أول من أصدر صحيفة بالمعنى العام والفطرة كُتبت بخط اليد، باتت شغل الناس، مستفيداً من قدرته على الكتابة، حيث كان هدفه الأول من تلك الصحيفة الترويج لبضاعته من النخي وفوائده، وكانت أشبه بالإعلان، وبذلك يكون أول صاحب إعلان صحفي أيضاً، كما أنه كان أول من بنى بناية من الطين وسعف النخيل، وأول من افتتح مغسلة للثياب، ليكون من أوائل التجار، حيث جمع، رحمه الله، ثروة وعدداً من المشاريع التجارية داخل الدولة وخارجها، وكان أول من أدخل آلة «البشتخة» (أسطوانة الموسيقى)، وأول من أدخل الراديو، حيث كان الناس يتجمعون حول الراديو وهم يتوجسون خيفة منه، ظناً منهم أن بداخله جنّياً.
عاش مصبح عمره أعزب، من دون زوجة أو أبناء، تزوج مرة واحدة منذ 80 عاماً أياماً عدة فقط، ولم يُعدْ التجربة، وتعرض في آخر أيامه لعملية نصب واحتيال من أحد الأشخاص المقربين، كانت حديث الناس والمحاكم.
بالعودة إلى السيرة الذاتية للراحل، فهو من مواليد 1896، وقد عايش تطورات كثيرة شاهدتها المنطقة، حيث عاش في زمن الشيخ خليفة بن زايد الأول، الذي يعود إليه الفضل في رعايته وتعليمه مبادئ القراءة والحساب اللذين كانا سلاحه في ولوج عالم الثراء والشهرة بين أقرانه، حيث كان يفك طلاسم خطوط رسائل العشاق والمحبين والمغتربين ويقرؤها عليهم.
كتب عنه الإعلامي اللبناني علي عبود مقالاً في إحدى الصحف اللبنانية منذ أكثر من 60 عاماً، حيث زاره في منزله بمدينة العين، مستعرضاً تجربته الإعلامية البسيطة بصفته أول إعلامي بالفطرة، فهو لا يمتلك آية فكرة عن تقنيات الصحافة والإعلام، إلا أنه كان مستمعاً جيداً لإذاعة لندن وصوت العرب من القاهرة، وكان مولعاً بتعليقات أحمد سعيد زمن الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
كتب في جريدته الخاصة «النخي» مقالاً وحيداً في السياسة، وكانت هي المرة الوحيدة، ولم يكررها تارة أخرى، حيث غضب منه الإنجليز حينذاك، عندها توقفت الجريدة الوحيدة والفريدة بالشكل والمضمون ليتفرغ للتجارة، فكان بعدها تاجراً بارعاً جمع من خلاها ثروة كبيرة.
وعن عزوفة عن الزواج، قال لي ذات مرة خلال زيارة خاصة له في منزله في منطقة المعترض بالعين: «تصدّق، لو أنني تزوجت لفقدت حياتي من زمان ولم أعش لهذه الأيام». لقد جرب الزواج مرة واحدة في حياته منذ أكثر من 80 عاماً، ولم يستمر الزواج سوى أشهر قليلة، فالمرأة، كما قال، لا تشكّل في حياته هاجساً أو حاجة، وقضى حياته في رعاية الأيتام والمعوزين من أقاربه.
يروي، رحمه الله، في ذكرياته أن مقهى «النخي» كان مكان التجمع الوحيد لأبناء مدينة العين الذين كانوا يأتون لشرب الشاي والسهر تحت ضوء القمر من الجاهلي والمويحعي والمعترض ومنطقة البريمي، إضافة إلى عدد من العسكر الإنجليز، وكانوا أيام البرد يلتحفون أكياس الرز الخالية، ويفترشون بقايا علب الكرتون، حيث كانوا يتبادلون القصص والحكايات والأشعار حتى أذان العشاء.
وقد خطر بباله كتابة بعض الأخبار التي كانت ترد من دول الجوار ومن المسافرين وبعض الأشعار والحكم على قطع الكرتون ويعلّقها أمام المقهى، حيث يقرؤها الزبائن، وقد لاقت روجاً بينهم، فكلما سمع بخبر أو قصة كتبها في الجريدة التي تشبه جريدة الحائط المدرسية. ولم تصل إلى مرحلة الطباعة، لكنها كانت اللبنة الأولى في تاريخ الصحافة الإماراتية، لقد اجتهد، رحمه الله، في إدارة مشاريعه التجارية التي كانت أيضاً بالفطرة، وامتاز بذكاء فطري حادّ.
عاش أيامه الأخير وحيداً برعاية بعض الأقارب الذين نقلوه إلى منازلهم للعناية، حيث تدهورت صحته بسبب التقدم بالعمر، إلا أنه ظل سنوات قريبة مضت يمتلك ذاكرة جيدة وروحاً مرحة وعلاقات متعددة بين التجار وأصحاب المشاريع، ويحنّ دائماً إلى سوق العين القديم، وأيام كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد حاكماً لمدينة العين، ويتفقد السوق، ويشجع التجار ويقدم الرعاية لهم.

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

شهر رمضان المبارك في دمشق أيام زمان


اخترت لكم المقال الذي كتبه المفكر السوري برهان بخاري (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) تحت عنوان "شهر المجاهدة" وسبق ونشرته بتاريخ 28/1/1996 صحيفة "تشرين" الدمشقية، آملاً أن تعجبكم:


«لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسمي به»، هذا ماجاء في المعاجم عن سبب إطلاق هذا الاسم على شهر رمضان، وأنا أوافق على هذه المقولة ليس لدليل علمي وقعت عليه بل لأن رمضان ارتبط في ذاكرتي بأشهر الصيف.

من بين صنوف الأطعمة والأشربة المطلوبة خلال شهر رمضان في «الأربعينات» كان الثلج ( البوظ ) شيئاً لا يمكن الاستغناء عنه إطلاقاً، لذا كان «أبو رياض» الحمصاني وبائع العرقسوس والثلج أهم شخص في «سوق ساروجا»، حيث كان يتجمهر الناس حلقات حول دكانه الصغير، ويعجز هو ومجموعة من أصدقائه، منهم أخي أبو عصام - الذي كنت أستغل وجوده كواحد من فريق العمل لتجاوز الدور - عن تلبية حاجات الزبائن، وكان مشهداً عادياً أن ترى الناس يهرعون وألسنتهم ممدودة كمقدمة السفينة تسبقهم بخطوة، وهم ينقّلون الثلج من يد إلى أخرى - لتخفيف الألم الذي تسببه البرودة الشديدة - إلى أن حدث الاكتشاف الرائع، وهو ربط الثلج بخيط مصيص وحمله من طرف الخيط بلا عناء. 
وكان مشهداً مألوفاً أيضاً أن يتجمع الناس الذين «ضرب المدفع» وهم في طريقهم إلى بيوتهم حول «الفيجة - صنبور المياه العام» وهم يتتابعون بالانحناء على الصنبور يشربون ثم يرفعون رؤوسهم بالطريقة التي يشرب بها الدجاج تماماً، ذلك لأنك حين تدعو «اللهم لك صمت ...» يجب أن تتوجه إلى السماء مباشرة، أما ماء الصنبور فكان عذباً بارداً سلسبيلا.
كان «المدفع» هو التوقيت المعتمد بالنسبة للجميع، وبالمناسبة فإن «نابليون» هو أول من أحدث هذه «البدعة»، وذلك حين أعلن إسلامه في مصر، حيث أمر بإطلاق المدفع عند المغرب ليعلم أن وقت الإفطار قد حان. وبمناسبة «البدعة» أذكر إحدى النقاشات التي دارت بيني وبين بعض المتشنجين، فقلت له: إن تسعين بالمائة أو أكثر من حياتنا العصرية هي بدعة ( السيارة - الطائرة - النظارة - البتوغاز - مدفع رمضان...)، فاعترض على فكرة كون مدفع رمضان بدعة اعتراضاً شديداً، فقلت له: يا رجل خاف الله! هل كان في أيام الرسول (ص) مدافع؟ 
المهم أن «المدفع» فقد مصداقيته الكلية كوسيلة للتوقيت حين أخطأ «المدفعجي» مرة وأطلقه قبل الوقت ببضع دقائق، فكان أن صدرت فتوى بوجوب إعادة صيام هذا اليوم بعد رمضان، وأذكر أن والدي رحمه الله، رغم ورعه الشديد المعروف، رفض هذه الفتوى، لأن مثل هذا الأمر كان عادياً في قريته السحيقة في أوزبكستان، فكثيراً ما كان يفطر الناس ثم تسطع الشمس، فالغيوم المتلبدة الكثيفة قد توهم المؤذن بأن الوقت قد حان، فلا «ساعة» هناك ولا يحزنون، فيؤذن المؤذن ثم تحدث فرجة بين الغيوم تطل منها الشمس.

ثمة نقطة أخرى لها علاقة بتاريخ المدفع، وهو أنه كان يحدث في رمضان عام 1948 أن تختلط أصوات المدافع المضادة للطائرات مع مدفع رمضان، لأن الصهاينة كان يحلو لهم أن يداعبونا فيوقتوا غاراتهم الجوية عند موعد الإفطار تماماً، فيحدث أن تنتقل نصف مائدة الإفطار إلى الملاجىء.
بدهي أن يمضي التطور في لعب دوره المستمر على كافة الصعد، لكن من المفيد جداً رصد هذا التطور بين فينة وأخرى، ولو حدث وتأسس عندنا بنك معلومات وطني يغطي كل صغيرة وكبيرة لاكتشفنا مثلاً أننا نستهلك من المواد الغذائية في شهر رمضان المبارك ما يفوق ضعف ما نستهلكه في أي شهر آخر، ومن هنا تأتي المفارقة الغريبة في أن يكون شهر الامتناع عن الطعام هو الشهر الذي نستهلك فيه من المواد الغذائية أكثر من أي شهر آخر، ومعروف طبعاً أن كثيراً من الأطعمة والأشربة لا نتناولها إلا في هذا الشهر الفضيل.
ولابد من الإشارة إلى أن رمضان هو طقس اجتماعي إضافة إلى كونه شهر عبادة، فمائدة الإفطار مثلاً تختلف اختلافاً كبيراً من قطر إلى آخر، فـ «الفول» والذي يشكل المادة الأساسية على مائدتنا قد ينعدم تماماً من الموائد في بعض الأقطار الأخرى، وبالمناسبة فإن الفول نفسه هو إشكال كبير إذ لم يكن معروفاً في الجاهلية أو أيام الرسول (ص) يدل على ذلك مثلاً ما ورد في اللسان «وفي حديث عمر: أنه سأل المفقود ما كان طعام الجن؟ قال: الفول»، وأعتقد أن هذا من أحد الأسباب التي تعطي الفول هذه القدرة الكبيرة على «الطرمخة والانسطال»، التي تعبر عنها بدقة جملة «أصله واكل فول»، ومن الوقت الذي عرفت فيه أن كلمة فول هي «زقوم» في السريانية - هذه الكلمة التي وردت ثلاث مرات في القرآن الكريم منها الآية الكريمة «ثم إنكم أيها الضالون المكذبون. لآكلون من شجر من زقوم» - وأنا أنظر إلى الفول بتوجس كبير، رغم عدم قدرتي على مقاومة التهامه، وبالأصابع العشر، خاصة إذا كان إلى جانبه تل من البصل والفجل والمخلل وغابة من الحشائش المتنوعة ودبجانة من زيت عفرين.
المهم في الموضوع أن بعض الطقوس الطعامية يمكن تطويرها وتعديلها، إذ يمكن أن تختفي بعض الأصناف أو يندر وجودها كـ ( كعب الغزال - الناطف - ليلة الله ... )، أو يدرج بعضها الآخر كـ ( الكافيار - القريدس ... ) في الفنادق التي يصعب عد نجومها.
وبالمناسبة فلقد أعجبتني العادات الخليجية والتي تتلخص بتناول بعض تمرات مع القهوة المرة، حيث يتم بعدها أداء صلاة المغرب ومن ثم يبدأ تناول الطعام، لكن الظاهرة الخطيرة التي لفتت انتباهي في الخليج هي تحول الليل إلى نهار وتحول النهار إلى ليل، الأمر الذي يصيب جوهر «المجاهدة» التي يتسم بها شهر رمضان المبارك بعطب كبير، فمن المعروف أن شهر رمضان قد تحول هناك إلى «مهادنة» دائمة مع «المجاهدة»، من عدم التوقف عن تناول الأطعمة المختلفة طوال الليل «وعلى كل ضرس لون» إلى متابعة ما تقدمه المحطات الفضائية من مسلسلات وفوازير «شريهان» وغيرها، والتي تحولت أيضاً إلى «على كل قناة لون».
صحيح أن الحياة المعاصرة قد خففت كثيراً من «المجاهدة» لكن لا بد من إعادة النظر في كثير من الأمور، فـ «التكنولوجيا» والتي هي «أم البدع» قد خففت مثلاً ما لا يقاس على «الحجاج» من استبدال الجمل بالطائرة، والذي جعل السفر نزهة بالقياس بما كان يعانيه الأجداد، فوالدي رحمه الله استغرقت حجته الأولى من أوزبكستان ثلاث سنوات ذهاباً وإياباً، لكن المهم هنا أن العدالة متوفرة للجميع فليس هناك «خيار وفقوس» أي ناس تحج بالجمل وآخرون يحجون بالطائرة.
أما في قضية قلب الليل نهاراً في رمضان فيتمايز الخيار عن الفقوس تماماً، ويظهر من هو «ابن الست» ومن هو «ابن الجارية» في أرتال العمال الذين لا يتوقفون عن تقديم الخدمات في كافة المرافق ولا يكفون عن الجهاد و«المجاهدة».
ولعل الأمر الأكثر إيلاماً هو أن جوهر الصيام - والذي من أهم مقوماته الفقهية الإحساس بما يعانيه الفقراء من جوع وحرمان - قد انحصر بالتفكير في الجوع الشخصي فقط وما يعنيه من انتظار للمكافأة في الموائد العامرة التي لا يكف الصائم عن الحلم بها طوال النهار، دون أن يفكر بإخوانه الفقراء.
وربما أن من أهم ما فقدناه الآن هو التواصل الاجتماعي بين طبقات الشعب المختلفة، ولا أعني تبادل الزيارات للمباركة والإفطار فقط، بل التواصل بأشكاله المختلفة، فـ «المسحر» مثلاً كان شيئاً مهماً في حياتنا، ونحن نراقب ترتيبه للأطعمة في «سلته»، مع عدم شعورنا بالملل من سماع حكاياته، وإصرارنا على سماع قصة «البرغوث» كل مساء، في حين أنه أصبح الآن شبحاً خافتاً لا يتوضح إلا حين يطالب بالعيدية.
وأذكر أنه لم تكن في حارتنا أية عائلة فقيرة، لذا كان والدي رحمه الله يرسلني مع ما يمنحه بعض الناس من صدقات إلى مدرسة «عبد الله باشا» في البزورية - التي تحولت الآن إلى معرض للصناعات اليدوية - حيث كنت أوزع المال وفق القائمة المعدة بدقة وأمانة، وكثيراً ما كنت ألتقي هناك بالصديق العزيز الفنان رفيق السبيعي أبو عامر - وكنا لا نعرف بعضنا وقتها، وذلك في أوائل الخمسينات - وهو يوزع بدوره ما قدمه فاعلو الخير من أرزاق ( سمن - سكر - أرز ... )، الأمر الذي لا يعني طبعاً عدم وجود مبادرات متفرقة الآن، لكنها لم تعد كافية، ناهيك عما يتصف به بعضها من برود وفوقية. ومع ذلك فمازلت أراهن على الدور الكبيـر الذي يمكن أن يلعبه الوازع الديني في تطوير وتنمية الوازع الأخلاقي، إذا ما أُحسن التعامل معه.
وبما أننا في أوائل شهر رمضان المبارك - أعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركة - وبما أنه آن للقاصي والداني أن يعرف أن شهر رمضان قد أنزل فيه القرآن، لذا أتمنى أن يركز الإخوة رجال الدين على فكرة التكافل الاجتماعي، والتي هي من مفاخر الإسلام، بشتى الطرق بما في ذلك استخدام اللهجة العامية، لأن الغالبية العظمى من المثقفين - عشاق الفصحى - هم فقراء و«معترون»، أما الأغنياء فمعظمهم يميل إلى العامية ويفضلها، يبرهن على ذلك نوع المسلسلات التي يتابعونها في شهر المجاهدة وفي غيره من الشهور.