الأربعاء، 6 يوليو 2016

للفن الرفيع أهداف رفيعة


تحت عنوان "للفن الرفيع أهداف رفيعة" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 23/6/2016 نص مقابلة أجرتها مع أكمال وهاب جانوفيتش نور الدينوف رئيس أكاديمية الفنون الأوزبكستانية، وهذه ترجمتها بالكامل:


من خلال الفنون الجميلة، وإبداعات الفنانين، وتعبيرهم لآرائهم عن الحياة، وعن فهمهم للقيم الإنسانية المشتركة غدى المجتمع أكثر تقدمية، مع الأفكار المتقدمة والمبتكرة للجيل الجديد. وأوزبكستان تحتفل هذا العام بالذكرى الـ 25 لإستقلالها، وتقف على أعتاب إنجازات عظيمة جديدة، ووضعت أهدافاً ومهاماً أسمى بكثير، وتنفيذها يجب أن يخدمه الفن الرفيع. وكما أشار الرئيس إسلام كريموف، الثقافة والفنون قوة عظيمة، تدخل بسهولة إلى قلب الإنسان. وهناك مفاهيم مقدسة، توحد المبدعين وتلهمهم المآثر الخلاقة الجديدة، وكلها مرتبطة بمصالح الوطن والشعب، ومبادئ الطيبة والإنسانية. وإذا تقبلتها كل شخصية إبداعية كهدف رئيسي لإبداعاتها دائماً، إستطاعت إكتشافها بسطوع في إنتاجها الفني، والخيال الفني، من دون شك، لأن الآداب، والفنون، والثقافة ستخدم بالمعنى الكامل للكلمة، الكمال الروحي وأداء المهام الاجتماعية.
وعن الإنجازات والمساعي الإبداعية ووجهات النظر التربوية للفنون الجميلة في أوزبكستان، تحدث الفنان التشكيلي الشهير، رئيس أكاديمية الفنون في أوزبكستان أكمال نور الدينوف في مقابلة صحفية أجريت معه:


- استقلال أوزبكستان، والروحانية الرفيعة، حددت كأساس لبناء الدولة الديمقراطية، وتشكيل المجتمع المدني، فكيف أثرت على الملامح الفنية بشكل عام ؟
- إختيار أوزبكستان لطريق إحياء القيم الروحية، وإحترام التراث الثقافي، مع الدعم الحكومي الكامل للثقافة، اعتمد على مبادئ إنسجام القيم القومية والإنسانية العامة، وأعطى دفعة هائلة لتطور الفنون الوطنية.
وورد في المادة 42 من دستور جمهورية أوزبكستان: "يضمن للجميع حرية الإبداع التقني والعلمي، وحق التمتع  بالإنجازات الثقافية. وتعنى الدولة بتطور الثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، في المجتمع". وتحسين الأوضاع الإجتماعية للفنانين، والحرفيين الشعبيين، مع زيادة عدد صالات المعارض، التي تتفق مع المعايير العالمية، غيرت ملامح الفنون الجميلة، ورافقه إحداث نظام قيم للتعليم الفني بداً من المرحلة الإبتدائية وحتى المراحل العليا. وبدأت تظهر بنحو متزايد أسماء فنانينا التشكيليين الشباب الموهوبين في المعارض الدولية، بين الفائزين والحاصلين على الجوائز. ومعروف أنه على الساحة السوفييتية السابقة كانت أوزبكستان أول المبادرين لتنظيم بينالي دولي للفنون الحديثة، وأخذت على عاتقها تنظيم أعماله. وهذه فقط من الحقائق القليلة...

وخلال سنوات الإستقلال جرى تقدم هام جداً في فهم العلاقة بالفنون الجميلة، وأزيلت التضييقات الأيديولوجية والرقابية، وغيرت مفاهيمها. وأعطى الإستقلال للإبداع حرية النشاط في الثقافة والفنون، وتوسعت معها التصورات الإبداعية، ومساعي الفنانين للخروج من حدود المعايير المعروفة والتقاليد التكنولوجية، ومحدودية إطارات الواقعية الاشتراكية، وسمحت لهم ليس بدراسة منجزات العملية الفنية العالمية الحديثة بعمق فقط، بل وأسهمت بتقديم الثقافة القومية والفنون على الحلبة العالمية.
وفي يناير/كانون ثاني 1997 أحدثت أكاديمية الفنون كمؤسسة إبداعية، علمية، تعليمية، وإنتاجية، بقرار من الرئيس إسلام كريموف. وبإحداثها صعدت مسائل تطوير الفنون الجميلة إلى مستوى نوعي جديد. ويعمل في مجال التعليم الفني اليوم نظام متعدد المراحل، يضم 12 ليتسيه للفنون التشكيلية والتطبيقية، وثلاث كوليجات للفنون الجميلة، ومعهد كمال الدين بهزاد القومي للفنون والتصميم. وبالإضافة لذلك الليتسيهات الفنية ليست مؤسسات تعليمية فقط، بل هي مراكز ثقافية حقيقية، تجري فيها لقاءآت إبداعية للشباب مع الفنانين والحرفيين الشعبيين، وتنظم معارض وورش عمل. وتنظم أكاديمية الفنون سنوياً أكثر من 100 معرض، على المستوى الدولي، ومستوى الجمهورية، وعلى مستوى المواضيع، والمعارض الشخصية. ويظهر فيها الشباب بالذات مثال للإبداع الأكثر،  والمناهج المدروسة، لأفضل إنجازات الفنون العالمية.

- أكمال وهاب جانوفيتش، في مجال نشاطات أكاديمية الفنون الأوزبكستانية، التي تحتفل في عام 2017 بذكرى مرور 20 عاماً على تأسيسها، تعطى الأولوية ليس للأعمال الإبداعية، والعلمية، والتوعوية، فقط، بل وللعمل التعليمي. فما هو التقدم الذي تم تحقيقه في مسائل إعداد كوادر رفيعة المستوى المهني، ودعم الشباب الموهوبين، وتعزيز القاعدة المادية والتقنية للمؤسسات الفنية ؟
- المهمة الرئيسية، التي وضعتها أكاديمية الفنون الأوزبكستانية أمامها هي تشكيل جيل جديد من شخصيات الفنون الجميلة، يعكسون في أعمالهم الوئام بين القيم العالمية والقومية، والتغييرات الجارية في البلاد خلال سنوات الإستقلال، التي تمجد جمال الوطن، وتقاليده، وتمجد الناس الرائعون الذين يعيشون فيه.

وفي تكوين فنان شاب، يلعب الموجهون من دون شك دوراً كبيراً، وكذلك تلعب الأجواء بتطوير مواهبه. لأن الوعي يتشكل دائماً في كل طريق حياته ويتشكل من خلال المخبر الإبداعي بالضبط، الذي يعتبر للفنان الشاب المؤسسة التعليمية الفنية المتخصصة. واليوم، وبفضل دعم الدولة بين المباني الجديدة والمعاد إعمارها هناك كوليجات فنية، وليتسيهات، ومؤسسات للتعليم العالي في كل البلاد. وإنتقل معهد كمال الدين بيهزاد القومي للفنون والتصميم إلى مبنى جديداً. وبدأ بناء الجديد وإعادة بناء القائم من المؤسسات المتخصصة في مجال التعليم الفني بطشقند وفي كل مناطق البلاد. وهكذا، حصل الفنانون الصغار على مباني جديدة في أوتشكورغان بولاية نمنغان. وبعد إعادة البناء افتتحت مدرسة في منطقة إزباسكان بولاية أنديجان. وإلى جانب صالة المعارض تملك المدرسة اليوم ملعباً كبيراً، ويدرس الأطفال في صفوف منيرة وواسعة. وجرى إفتتاح مؤسسة تعليمية متخصصة في منطقة نوراتيه بولاية نوائي. وجرى الإحتفال بتسلم المباني الجديدة في غوليستان وشهريسابز. ويجري بناء مدرسة جديدة في مركز ترمذ. و أحدثت في حديقة ومتحف كمال الدين بيهزاد التذكاري بطشقند صالة معارض منفصلة لدعم المواهب الشابة. ونخطط في المستقبل لدعم الشباب الذين يقدمون أنفسهم من خلال إبداعاتهم الفنية.


- تعطى دفعة كبيرة للنمو الإبداعي للفنانين الشباب من خلال إطلاعهم على الثقافة العالمية، ورفع مستوى الإعداد المهني. فمالذي تستطيعون قوله عن الآفاق الجديدة للتعاون مع الدول الأجنبية في مجال التعليم الفني ؟
- في الوقت الراهن يتعاون معهد كمال الدين بيهزاد القومي للفنون والتصميم بنشاط مع خمس مؤسسات للتعليم العالي في كوريا الجنوبية، ويخطط في أقرب وقت تنظيم رحلة لطلابنا والنقاد الفنيين. وبالإضافة لذلك وصلت للمعهد مقترحات للتعاون في مجال التعليم من أكاديمية وارسو للفنون الجميلة، والأكاديمية الملكية البلجيكية. وتقام صلات مع غيرها من الدول. ويخطط لتنفيذ مشروع لتبادل طلبة النحت مع أكاديمية الفنون الأذربيجانية، لأن هذاالنوع من الفنون يعار له أهمية كبيرة.
ومهمتنا الرئيسية هي في دعم المواهب الشابة، وإكتشاف المواهب الواعدة، وأولئك الذين يسسعدون المشاهدين بإبداعاتهم في المستقبل، ويقدمون فنون بلادنا في المهرجانات العالمية الهامة، والمعارض والمسابقات بشكل لائق، ويخدمون الكمال الروحي القومي عن طريق تحقيق التقدم الإجتماعي وإزدهار الدولة.
وخلال سنوات الإستقلال جرت في البلاد تبدلات محددة في مجال سياسة الشباب، وكذلك في نظام المؤسسات التعليمية التابعة لأكاديمية الفنون. وبغض النظر عن أنه يعمل الكثير لتطوير المقدرات الفنية للشباب في بلادنا، فأمام مؤسسات التعليم المتخصصة لم تزل هناك مهام كثيرة، تحتاج لحلول. وبإهتمام كبير نحاول إعارة الإهتمام ليس للتخصصات الإبداعية، بل وقبل  كل شيء لمسائل التربية الروحية للشباب. لأنه وكما أشار قائد دولتنا، مصير التقدم يعتمد على أشخاص ناضجين روحياً. والمعارف التكنولوجية، والقدرة على التمكن من التكنولوجيا المعقدة تجري مع الخطى على طريق الكمال الروحي، والتفكير المستقل.

من أجل إستخدام المقدرات الإبداعية لشبابنا وفتياتنا الموهوبين، وتجسيد تطلعاتهم وخططهم وفرت الدولة كل الإمكانيات، وأكثر من مرة قال رئيسنا إسلام كريموف، علينا أن نسأل عن من كنا بالأمس ومن أصبحنا. وتقييم إمكانيات تنفيذ أفكارنا، وأحلامنا، وتطلعاتنا، وحرية ممارسة العمل الإبداعي. وأن نفتخر بوطننا العظيم، والشخصيه التي حققتها البلاد خلال سنوات الإستقلال، وتقييم والحفاظ على الحياة الهادئة السلمية.
- أي نشاطات ثقافية وتنويرية وإعلامية وتوعوية، تحتوي على الفكرة الرئيسية من "حياتي، قدري، عزيزتي، أوزبكستان الرائعة!"، تجريها أكاديمية الفنون الأوزبكستانية، من أجل الإحتفال بشكل لائق بالذكرى السنوية للبلاد ؟
- الذكرى الـ 25 لإستقلال دولة جمهورية أوزبكستان، مناسبة تاريخية عظيمة وهامة جداً لبلادنا. وأكاديمية الفنون الأوزبكستانية تشارك بنشاط في الإستعدادات الجارية للإحتفالات. وشكلت جماعة دعائية من الأساتذة والمدرسين والطلاب الشباب بمعهد كمال الدين بيهزاد القومي للفنون والتصميم، للقيام في أماكن تواجدهم، وجزئياً في مجالس المواطنين، والمؤسسات التعليمية التابعة لأكاديمية الفنون، بجملة من النشاطات الروحية والتنويرية بموضوع "من كنا بالأمس ومن أصبحنا اليوم، وأي مستويات جديدة علينا التوصل إليها غداً". وهكذا، خلال اللقاء الذي جرى في معهد كمال الدين بيهزاد القومي للفنون والتصميم، دعي فنانون مشهورون، وشعراء وكتاب، وعلماء وناقدين فنيين، واقتصاديين ممارسين. وجرى حديث الضيوف والشباب عن أية نجاحات حققها مجتمعنا خلال ربع قرن، وعن إجراءآت توفير مستقبل حركة التطور الإجتماعي والاقتصادي في الجمهورية، وتربية الشباب بروح الوطنية، وحب الإنسان، والتأهب، وعن الأهداف والمهام التي وضعناها أمامنا للسنوات القادمة. وساعد على تسليط الضوء على  الموضوع وبعمق كامل مسابقة البحث الإبداعي التي نظمت في أوساط الطلبة، وتناسب الموضوع، الذي يعكس الفكرة الرئيسية للعيد.


شاركت بنشاط الشخصيات الثقافية والفنية في البلاد، والحرفيين المشهورين، والفنانين، والنحاتين، والخزافين، والشباب الذين بدأوا شق طريقهم الإبداعي في مسابقة الجمهورية "الأعظم، والأغلى" المكرسة لإستقلال وطننا. وعكست إبداعاتها إنجازات الأعمال الإبداعية والنجاحات في الحياة الإجتماعية، وفي المجال الروحي والتنويري، وكشفت من كل الجوانب فكرة موضوع "حياتي، مصيري، وطني، أوزبكستان الرائعة!" وعن أن إستقلالنا هو من أغلى القيم.
والفنون الوطنية تخدم أعلى الأهداف وأنبلها، واليوم تتصدى لأهم وظيفة إجتماعية وثقافية في بناء الدولة، ومن بينها يجب التمييز بين الدور التضامني، والإبداعي في عملية تحقيق الإصلاحات الهامة على طريق التوصل للتقدم الإجتماعي والإزدهار القومي.
ويمكن القول وبثقة كاملة بأن مستقبلهم هو كمستقبل الوطن، وهو في أيادي مضمونة وموهوبة، وتفكر بطريقة جديدة، وشباب أوزبكستان ليسوا أقل شأناً من غيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق