الأربعاء، 25 يناير 2017

كلمة الرئيس شوكت ميرزيوييف خلال اللقاء المكرس للذكرى الـ 25 لتأسيس المركز الثقافي الأممي في الجمهورية


طشقند: 25/1/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "كلمة الرئيس شوكت ميرزيوييف خلال اللقاء المكرس للذكرى الـ 25 لتأسيس المركز الثقافي الأممي في الجمهورية" نشرت الخدمة الصحفية لوزارة الشؤون الأجنبية بجمهورية أوزبكستان يوم 24/1/2017 نص الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية بهذه المناسبة وهذه ترجمة كاملة لها:

أصدقائي الأعزاء!
بإخلاص، ومن كل قلبي أهنئكم ومن خلالكم كل شعب أوزبكستان المتعدد القوميات بالمناسبة الهامة ذكرى مرور 25 عاماً على تأسيس المركز الثقافي الأممي في الجمهورية.
ومن المعروف أنه خلال قرون عديدة عاش على أرضنا العريقة الخيرة بسلام وتفاهم ممثلي مختلف الأعراق، والثقافات والأديان. وحسن الضيافة، والطيبة، والروح السخية والتسامح الحقيقي كانت دائماً جوهر شعبنا وغدت أساساً لأسلوب تفكيره.
وسنوات الإستقلال فتحت مرحلة جديدة في العلاقات متعددة القوميات ببلادنا. وحددت تطوير الثقافات والتسامح والإنسانية، وتعزيز التفاهم المدني المتبادل بين القوميات، وتربية الجيل الشاب على هذه الأسس، بروح حب والإخلاص للوطن، من أهم أفضليات السياسة الحكومية في أوزبكستان. وكل هذا وجد تجسيداً كاملاً في الحياة.
وأجواء الصداقة والتلاحم السائدة في جمهوريتنا هي عامل هام للسلام والإستقرار، ورفع مستوى فاعلية الإصلاحات الجارية، ونمو شخصية أوزبكستان على الساحة الدولية. ونحن نعلم جيداً  ونقيم عالياً خدمات أول رئيس لأوزبكستان إسلام عبد الغنييفيتش كريموف في إحداث ومضاعفة ثروتنا القيمة هذه.
واليوم يعيش في البلاد في أسرة واحدة ممثلي أكثر من 130 قومية وشعب. وهدفهم الواحد هو إزدهار البيت المشترك، أوزبكستان، ومن دون أنانية يعملون في جميع المجالات والقطاعات ويقدمون إسهاماً قيماً في بناء دولة الحقوق والديمقراطية مع اقتصاد السوق المتطور والمجتمع المدني القوي.
ودستورنا وقوانينا تضمنت، أن جميع مواطني جمهورية أوزبكستان بغض النظر عن قوميتهم، ولغتهم ودينهم يتمتعون بحقوق وحريات متساوية. ووفرت لهم كل الإمكانيات للحفاظ وإحياء وتطوير ثقافاتهم العرقية، وتقاليدهم وعاداتهم. وفي الجمهورية تقوم بنشاطاتها بحرية 16 منظمة دينية. وتجري الدراسة في مؤسسات التعليم الحكومية بـ 7 لغات، وتبث برامج شركة الإذاعة التلفزيون القومية بـ 12 لغة، وتصدر صحف ومجلات بأكثر من 10 لغات.
والدور الرائد في تطوير الخصائص العرقية ومستقبل تناغم العلاقات القومية المتبادلة في البلاد يلعبه 137 مركز ثقافي قومي. يطورون الثقافات المميزة، واللغات، والحرف الشعبية، ويقدمون إسهاماً للإغناء المتبادل بين الثقافات، وتعزيز أحاسيس الأسرة متعددة القوميات الواحدة في كل واحد منا.
ويستحق إهتماماً خاصاً أن تنسيق عملها يقوم به عملياً ويقدم المساعدة المنهجية المركز الثقافي الأممي في الجمهورية.
وفي نشاطاته المشرقة الجارية في كل مناطق البلاد، يملأ الحياة الثقافية والإجتماعية في الجمهورية بمضامين عميقة، ويعزز علاقات التسامح وحسن الجوار بين مختلف القوميات والشعوب التي تعيش في أوزبكستان. والرائع أنه بين دول رابطة الدول المستقلة أحدث مثل هذا الهيكل في أوزبكستان فقط.
وكل هذا يتحدث عن أنه في بلادنا تشكل نظام فريد من المنظمات غير الحكومية في مجال العلاقات بين القوميات. ونشاطاتهم المتعددة تساعد على توفير الهدوء وإزدهار الحياة في الجمهورية، وإقرار المهام الثقافية والتنويرية، وتطوير التعاون مع الدول الأجنبية أيضاً.
المشاركون في اللقاء المحترمون !
كما تعلمون في الوقت الراهن وفي مختلف مناطق العالم يزداد التوتر بين الأعراق والأديان، ورفع التعصب القومي والديني رأسه. ويدمر الدول ويجزئ المجتمع، ليتحولوا إلى قاعدة للجماعات والإتجاهات المتطرفة.
وفي مثل هذه الظروف غير السهلة يتمتع بأهمية هامة بالنسبة لنا مستقبل تعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين الناس من مختلف القوميات والأديان في البلاد. ومن دون شك يعتبر هذا ضمانة قوية للسلام والهدوء على أرضنا، وأساس لرفع مستوى المقدرات الإبداعية لشعبنا، وثقته بيوم الغد.
ولهذا أقترح على وزارة الشؤون الثقافية والرياضية، ووزارتي التعليم الشعبي، والتعليم العالي والمتوسط التخصصي، وأكاديمية الفنون بجمهورية أوزبكستان، والرابطة الإبداعية "تصويري أوينا"، ولجنة النساء، وصناديق "محلة"، و"نوراني"، والحركة الإجتماعية للشباب "كامولوت"، والكثير غيرها  من المنظمات، زيادة العمل في المجالات المعنوية والثقافية، والتربوية، وبالدور الأول بين الشباب، على أساس القيم القومية والإنسانية المشتركة. واليوم هذه مهمة حياتية هامة جداً لنا جميعاً.
والواجب المقدس لكل من يعتبر أوزبكستان وطنه، أن يكون أكثر يقظة، وأن يحافظ بعناية ويضاعف ثروتنا الرئيسية، التي لنا الحق أن نفخر بها، وهي وحدة وتلاحم شعبنا متعدد القوميات الفريدة من نوعها.
وهكذا فقط يمكننا مواجهة كل التحديات والتهديدات الحديثة بفعالية، وخلق مناعة قوية في مجتمعنا ضد مختلف الأفكار الهدامة، وتحقيق نتائج ملموسة أكثر على طريق التقدم والديمقراطية الذي اخترناه.
ونحن في المستقبل سنعطي أهمية من الدرجة الأولى لهذه المسألة الهامة جداً بالنسبة لنا، ومن ضمنها القيام بكل ما هو ضروري للدعم العملي لنشاطات المراكز الثقافية القومية.
وهكذا، ومنذ مدة قريبة تسلمت طلب مجموعة من نشطاء جملة من المراكز، الواقعة في مباني مجهزة، يطلبون فيها المساهمة في تحسين ظروف عملهم.
ولهذا أنوي إعطاء المبنى الفريد الذي يزين عاصمتنا في شارع بابور، والذي سبق وكان ملكاً للشركة المساهمة "أوزبيكينغيلسانوات"، لإدارة المركز الثقافي الأممي في الجمهورية وتسميته قصر الصداقة. وسنتخذ القرار الحكومي اللازم، والذي جزئياً سيراعي تخصيص الموارد لترميم المبنى وتحسين الأراضي المجاورة له.
وأقترح كذلك إعادة تسمية الحديقة المجاورة "حديقة الصداقة"، حيث أجرى المركز الثقافي الأممي في الجمهورية تقليدياً مناسباته الكثيرة خلال سنوات الإستقلال.
ولهذا على الوزير الأول أ.ن. أريبوف بالتعاون مع الإدارات المختصة خلال فترة شهر إعداد مشروع إنشاء على أراضي هذه الحديقة جناح لعرض الثقافات الأصيلة، والعادات، والتقاليد الثقافية لكل القوميات والشعوب التي يعيش ممثلوها في أوزبكستان.
والآن اسم جدنا العظيم بابور ستحمله حديقة جديدة، ستفتتح في منطقة ميرزه ألوغ بيك بطشقند حتى عيد الربيع النوروز.
وأعتبر مهمة هامة أخرى للمركز الثقافي الأممي في الجمهورية تنظيم بالتعاون مع معاهد أكاديمية العلوم الأوزبكستانية وإجراء ابحاث علمية، مكرسة لمستقبل تطوير وتوافق العلاقات بين القوميات في بلادنا.
وأعتقد سيكون من المستحسن لو أن كل نشطاء المراكز الثقافية القومية العاملة في أوزبكستان سيكونوا أكثر نشاطاً في تطوير العلاقات في المجالات الثقافية والإنسانية مع أوطانهم التاريخية. والمركز الثقافي الأممي في الجمهورية مدعو للعب دوراً كبيراً في هذه المسألة الهامة لنا.
وإقتراح آخر، وأنا على ثقة من أنكم جميعاً ستدعمونه.
فمع الأسف تشكلت حالياً مثل هذه الممارسة، في أن أكثرية سكان البلاد يحظون بإمكانية التعرف على خصائص مختلف الثقافات العرقية مرتين أو ثلاث مرات فقط في السنة، وقبل كل شيء في أيام الإحتفالات بالنوروز، وهذا طبعاً غير كاف.
وإنطلاقاً من هذا على المركز الثقافي الأممي في الجمهورية بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والرياضية، والمنظمات الإبداعية في الجمهورية إعداد خلال كل عام وتنفيذ برنامج لتعريف الأوساط الإجتماعية الواسعة على أسس منظمة، ودائمة، على الثقافة الفريدة، والحرف الشعبية، والتقاليد وعادات ممثلي مختلف القوميات والشعوب التي تعيش في أوزبكستان. ومن أجل ذلك يجب تقديم أفضل ساحات الحفلات الموسيقية، ومنصات المسارح، وصالات المعارض، في البلاد.
ومن دون شك كل هذا سيخدم الإغناء المتبادل لثقافات مختلف الشعوب، ورسم لوحة أكثر سطوعاً للحياة المعنوية والثقافية لأوزبكستاننا متعددة القوميات.
أصدقائي الأعزاء !
ورمز عميق يمثله أننا نستقبل معكم بداية العام الذي أعلن في بلادنا عاماً للحوار مع الشعب ومصالح الإنسان.
 ونحن حددنا لأنفسنا الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في السياسة الحكومية وهي العيش مع حاجات ومخاوف، ومصالح الناس، وتوفير الظروف اللائقة للسكان، والدخول في عداد الدول المتطورة والديمقراطية في العالم.
وأنا على ثقة من أنكم ستكونون من أنشط المرشدين لمهام برامج الحياة هذه. وشعبنا قيم عالياً نشاطاتكم الهامة جداً واللازمة لنا. ولم تزل تحصل على تقييم قيم.
وخلال سنوات الإستقلال أكثر من 100 ناشط بالمركز الثقافي الأممي في الجمهورية والمراكز الثقافية القومية استحقوا ألقاب الشرف، وقلدوا الأوسمة والميداليات.
وتجدر الإشارة خاصة إلى أن 14 مندوب عن مختلف القوميات من مواطنينا استحقوا اللقب العالي "بطل أوزبكستان".
وأنا شخصياً أعرف الكثير منكم، والكثيرون معروفون من خلال كلماتهم في التلفزيون، والصحافة، وأنا سعيد اليوم أن أقلد الجوائز الوطن الرفيعة لأكثر من 20 مبادر، وناكر للذات، ومن الذين يستحقون أن يكونوا مثالاً للأخرين من أبناء الوطن، الذين قدموا إسهاماً قيماً لتعزيز وحدة وتلاحم شعبنا.
ومن بينهم: الناشطة في المركز الثقافي القومي القره قلباقي من منطقة كانيميخ بولاية نوائي نوركول بازارباييفا، ونائب مدير المركز الثقافي الأممي في الجمهورية سيرغيه ميرونوف، ورؤساء المراكز الثقافية القومية: التتري من منطقة ينغي يول بولاية طشقند أنيسة غتاولينا، والروسي من ولاية سرداريا فاينا غولوبتسوفا، والقازاقي من ولاية خوارزم بولاتبيك إزيوموف، والكوري من ولاية جيزاخ أوليغ كيم، واليهودي من ولاية فرغانه سيميون عبد الرحمانوف، والليتواني من طشقند ليديا دوفيدايتيس، والألماني من ولاية سمرقند ناتاليا كايزير، والأوكراني "سلافوتيتش" من نوقوس أولغا ميرونينتس، والطاجيكي من ولاية قشقاداريا عبد الرسول إرغاشوف.
وكذلك نواب رؤساء المراكز الثقافية القومية: البيلاروسي "سفيتاناك" من طشقند نينا شوبنيكوفا، والعربي من ولاية قشقاداريا نيوزمحمد بانجييف، والتركي من ولاية بخارى جمعة شوكوروف، والمسؤولة الفنية في فرقة "أوزرابايجون كيزلاري" بالمركز الأذربيجاني في الجمهورية كايكيب ألييفا، ونشطاء المراكز: التركماني من جمهورية قره قلباقستان أرازموخاميت آباييف، والقرغيزي من ولاية أنديجان أوموتخون ماماتألييفا، والمركز الأرمني في الجمهورية غيورغي ساآكوف، وغيرهم. الذين بجهودهم المشتركة يؤدون مهمة هامة وهي إحداث قاعدة راسخة لتطوير البلاد، وتعزيز أسسه المعنوية والإنسانية.
والآن إسمحوا لي للإنتقال إلى الجزء الأكثر إثارة في لقائنا، وهو قليد الجوائز الوطن الرفيعة.
أصدقائي المحترمين !
إسمحو لي مرة أخرى أن أهنئكم جميعاً بمناسبة يوبيليه الذكرى الـ 25 للمركز الثقافي الأممي في الجمهورية وأن أعبر عن شكري العميق لعملكم غير الأناني باسم التنمية المستديمة ورفاهية وطننا أوزبكستان.
ومعكم ومع شعبنا محب العمل ومتعدد القوميات حتماً سنبني دولة حرة ديمقراطية ومزدهرة وسنحقق الأهداف العالية التي حددناها.
أتمنى للجميع الصحة الجيدة والنجاح، والسعادة الأسرية، والتوفيق والكفاية في بيوتكم.
وليوفقنا سبحانه وتعالى دائماً في كل مساعينا الطيبة!
وليعم دائماً في بلادنا الرائعة السلام والهدوء، ولتبقى السماء صافية فوق وطننا والسعادة لشعبنا !
وشكراً لإصغائكم.
المصدر:
Пресс-служба Министерство иностранных дел Республики Узбекистан  24 января 2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق