الأربعاء، 28 يونيو 2017

كلمة الرئيس الأوزبكستاني للعاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية


طشقند 28/6/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "إلى العاملين في الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 27/6/2017 نص كلمة الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرزيوييف للعاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية، وجاء فيها:

أصدقائي الأعزاء!
بصدق، ومن كل قلبي أهنئكم، أنتم جميع الصحفيين في بلادنا، والعاملين في الصحف والمجلات، والقنوات التلفزيونية والإذاعية، ودور النشر ومنشآت الطباعة، والقدامى في هذا المجال بيوم العاملين في الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية، وأن أعبر لكم عن أعمق إحترامي وأطيب تمنياتي.
وعند الحديث عن وسائل الإعلام الجماهيرية، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نحن وقبل كل شيء نأخذ بعين الإعتبار المخلصون، والقائمون بالبحث الدائم من ممثلي المهنة النبيلة والمسؤولة، أولئك الذين بصورة إيجابية وعادلة، عندهم مصالح الوطن والشعب قبل كل شيء.
المواطنين الأعزاء!
خلال سنوات الإستقلال وسائل الإعلام الجماهيرية الأوزبكستانية، مثلها مثل كل بلادنا، قطعت طريقاً كبيرة من التطور، ونحن بحق نفخر بهذه النجاحات.
وفي الوقت الراهن تعمل في الجمهورية أكثر من 1500 وسيلة إعلام جماهيرية. ووقت البث اليومي للقنوات التلفزيونية في شركة التلفزيون والإذاعة القومية الأوزبكستانية فقط يبلغ 616 ساعة، في الوقت الذي كانت فيه قبل الإستقلال 48 ساعة فقط.
وما يستحق الإهتمام أنه تبدل وبشكل جذري هيكل وسائل الإعلام الجماهيرية. وهذا يؤكد أن نسبة نحو 53% من كل القنوات التلفزيونية في بلادنا ونسبة 85% من القنوات الإذاعية هي غير حكومية. وأنا على ثقة من أن القناة التلفزيونية “O`zbekiston-24”، التي ستبدأ العمل في الأيام القريبة ستوفر بث دون انقطاع على مدار اليوم، وستجد مشاهديها وتشغل مكانها اللائق في الفضاء الإعلامي القومي.
وعندما يدور الحديث عن هذا من الضروري الإشارة خاصة إلى أن الإنترنيت كأسرع وسيلة إعلامية ستدخل بعمق في حياتنا. وفي الوقت الراهن في نطاق شبكة Uz يعمل أكثر من 400 موقع على شبكة الإنترنيت وموقع إخباري، وأكثريتهم تعمل أيضاً بلغات أجنبية. وتشكل في هذا المجال جيل إبداعي جديد من صحفيي الإنترنيت.
وطبعاً، للتوصل لهذه النتائج كان دوراً هاماً لعبته مسائل تطور وسائل الإعلام الجماهيرية التي هي دائماً في مركز إهتمام دولتنا ومجتمعنا. وبفضل هذا خلال الفترة الماضية تحققت أعمال هامة من أجل توسيع حصة نشاطات الصحفيين، وتوفير حقوقهم ومصالحهم. وخاصة في إحداث قاعدة حقوقية قوية، حيث صدر نحو 10 نص قانوني يلبي معايير المطالب الديمقراطية، الموجهة نحو ليبرالية وتطور الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية، وتوفير حرية الكلمة.
كما وتعمل بنجاح منظمات مثل: الإتحاد الإبداعي لصحفيي أوزبكستان، والمركز الصحفي القومي، والرابطة القومية لوسائل الإعلام الجماهيرية الإلكترونية، والصندوق الإجتماعي لدعم وتطوير وسائل الإعلام الجماهيرية المطبوعة ووكالات الأنباء المستقلة. وفي الآونة الآخيرة بدأ عمله أيضاً نادي الصحافة الدولي.
وتوجه اليوم في بلادنا جهوداً هامة لفاعلية نظم إصدار وتوزيع منتجات الكتب، ورفع مستوى ثقافة القراءة. ولتنفيذ هذه المهمة الهامة تعمل 118 داراً للنشر، و1760 منشأة للطباعة، وآلاف العاملين الإبداعيين والتقنيين. وبفضل هذه الجهود والعمل يصدر يومياً أكثر من 60 مليون نسخة من منتجات الكتب بـ7 لغات.
ويمكن التحدث كثيراً عن هذا. ولكننا نعلم جيداً أن المهام العاجلة تبقى في تحويل هذه المؤشرات إلى نوعية كي تصبح وسائل الإعلام الجماهيرية سلطة رابعة واقعياً، ولتوفير تعددية الآراء ووجهات النظر في الفضاء الإعلامي القومي.
وكما هو معروف، لهذا تضمنت إستراتيجية العمل لمستقبل تطور جمهورية أوزبكستان خلال الأعوام 2017-2021 أهم الإتجاهات المتمتعة بالأفضلية.
وفي الوقت الراهن عندما يدور الحوار مع الشعب، يصب الإهتمام الدائم على قضايا وحاجات الناس ورفعها إلى مستوى سياسة الدولة، وتحويل كل وسيلة إعلام جماهيرية إلى ساحة حقيقة للحوار، ومنبر للتعبير الحر عن الرأي وهو ما يساعدنا على الوصول إلى الأهداف الموضوعة.
ومع الأسف، لا نجد في وسائل الإعلام الجماهيرية حالياً إنعكاساً كاملاً للقضايا القائمة في حياتنا، وتقوية روح النقد والنقد الذاتي في مجتمعنا، وبالدور الأول لا نجد المسائل الهامة والحادة، التي يتوجه بها المواطنون إلى مكاتب الإستقبال الشعبية في الأماكن ومكتب إستقبال الرئيس في الفضاء الإلكتروني.
واليوم يتغير الوقت بشكل سريع. والحياة نفسها تطالب الجميع بالأعمال الحاسمة، والمبادرة، والتوجه الصادق والعادل إلى أعمالنا في أي مجال. وصمودنا وصبرنا، وحبنا للعمل وشعبنا النبيل أيضاً ينتظرون نتائج محددة من التحولات الهامة الجارية حالياً.
وأود الإشارة إلى أني في الوقت الراهن أعتبر الصحفيين من ممثلي هذه المهنة، الذين بشجاعة يرفعون مسائل إزالة مختلف الحواجز من طريق تطورنا، وقبل كل شيء الظواهر السيئة، مثل: البيروقراطية، واللامبالاة، والإبتزاز، والفساد، من قبل من يعتبر  واجب وفكرة الحياة هي تشكيل الرأي العام، الذي لا يتوافق مع مثل هذه الرزائل.
وطبعاً كلنا نفهم جيداً أنه مع ذلك يحتاج من العاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية ليس فقط المعارف والمهارات المهنية، والخبرة الحياتية، والشعور بالمسؤولية حيال كل كلمة، بل وفي نفس الوقت الموقف المواطني القوي والشجاعة الروحية.
وتشكيل المدرسة الحديثة للصحافة الحديثة مرتبط مباشرة بتربية كوادر مؤهلة تلبي مطالب الوقت، وتمتلك مقدرات روحية وفكرية عالية. من أجل تحقيق هذه المهام الهامة، وقبل كل شيء من الضروري تعزيز القاعدة المادية والتكنولوجية لمؤسسات التعليم العالي المتخصصة، وتطوير المعايير التعليمية والبرامج التعليمية، ورفع المستوى المهني وتدريب المدرسين، وبشكل واسع تطبيق مجال تكنولوجيا المعلوماتية والإتصال، وزيادة التعاون مع أجهزة الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، ومجتمع الخبراء، والمنظمات الإبداعية الأجنبية والدولية.
واليوم بدأت أوزبكستان مرحلة جديدة من تطورها. وأنا مقتنع بأن وسائل الإعلام الجماهيرية ستوجه جهودها مستقبلاً لحل القضايا والمهام الهامة التي تقف أمامنا، وتعزيز في البلاد مستقبلاً السلام والهدوء، وأجواء التفاهم المتبادل والمصالحة في المجتمع، ورفع مستوى الثقة لدى مواطنينا بقواهم وبيوم الغد، وفي تحقيق سيادة القانون والعدالة، والقيام بالرقابة الإجتماعية على نشاطات الأجهزة الحكومية، وبكلمة واحدة ليكونوا حماة حقيقيين لمصالح الشعب.
وأنا أعرف جيداً أنكم أنتم العاملين في الصحافة المحترمين دائماً تسعون لأن تكونوا في الصفوف الأولى للأولئك الذين يتمنون لأنفسهم ولقواهم وطاقاتهم بإسم توفير حرية أكثر ، وحياة متطورة ومزدهرة لشعبنا، وأعتبركم في هذا من أنصاري. وأود أن أؤكد أنه من أجل التقييم اللائق لعملكم غير السهل والمسؤول، ومستقبل رفع مستوى فعاليته نحن سنعبئ كل إمكانيات دولتنا ومجتمعنا.
الأصدقاء الأعزاء!
مرة أخرى أهنئكم جميعاً من قلبي بالعيد المهني، وأتمنى لكم الصحة، والتوفيق والنجاح في نشاطاتكم النبيلة، والرفاه والرخاء لأسركم.
شوكت ميرزيوييف،
رئيس جمهورية أوزبكستان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق