الاثنين، 11 سبتمبر 2017

كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف أمام القمة الأولى للعلوم والتكنولوجيا بمنظمة التعاون الإسلامي


طشقند 11/9/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف أمام القمة الأولى للعلوم والتكنولوجيا بمنظمة التعاون الإسلامي" نشرت وكالة أنباء "UzA" ووكالة أنباء "Jahon" يوم 10/9/2017 نص الكلمة وهذه ترجمة كاملة لها:


االسيد رئيس جمهورية قازاقستان نور سلطان نازارباييف المحترم!
السيد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أحمد العثيمين المحترم!
رؤساء الدول والحكومات المحترمون!
سيداتي وسادني!
موضوع مؤتمرنا الهام لمنظمة التعاون الإسلامي "العلوم، والتكنولوجيا، والإبتكار والتحديث في العالم الإسلامي" هام اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وتجب الإشارة إلى أن العالم الإسلامي يمكنه وبحق الإفتخار بإسهامه القيم في العلوم والحضارة العالمية.
وخاصة أراضي آسيا المركزية كانت معروفة في كل العالم كمركز ضخم للنهضة الشرقية.
وعندما نتحدث عن هذا بالدور الأول بإحترام كبير وفخر نذكر أسماء علماء كبار، كمؤسس الألغاريتم الخوارزمي، والعالم الموسوعي الفرغاني، وأبو ريحان البيروني، الذين قدموا إسهاماً كبيراً في تطوير الكثير من العلوم ومن ضمنها: الجيوديسيا وعلم المعادن، وإبن سينا، المشهور في الغرب باسم أفتسينا، وميرزة أولوغ بيك، رجل الدولة وعالم الفلك العظيم.
وفي هذا الوقت غير المستقر تتصاعد خاصة قيمة واهمية هذا التراث العلمي والروحي الغني، الذي يعتبر ملكاً لكل البشرية، لتحقيق التقدم والإستقرار في كل العالم.
ولهذه الأهداف بالذات تقدمنا بفكرة إحداث مركز الإمام البخاري الدولي للدراسات العلمية في سمرقند خلال الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي التي جرت في العام الماضي بطشقند، واليوم تجري أعمالاً واسعة لتحقيقها.
ومنتهزاً المناسبة أود التعبير عن الشكر لرؤساء الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس بنك التنمية الإسلامي السيد بندر حجار على دعم مبادرتنا.
ومحفوظة اليوم في الصندوق المتخصص للعلوم في أوزبكستان أكثر من 100 ألف مخطوطة، أكثرها مدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو.
ونحن بدأنا العمل لإحداث مركز الحضارة الإسلامية في العاصمة الأوزبكستانية طشقند، وشعاره "التنوير ضد الجهل" الذي يلبي بالكامل مطالب الوقت، وندعوا الدول الأعضاء بالمنظمة للتعاون النشيط في هذا العمل النبيل.
المشاركون في القمة المحترمون!
أوزبكستان خلال رئاستها لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي طرحت شعار "التعليم، والتنوير، الطريق نحو السلام والتشييد". وهذا ليس مصادفة.
ففي أوزبكستان تعمل اليوم 300 مؤسسة للبحث العلمي، ومنشأة للعلوم والإنتاج ومركز للإبتكار.
وخلال الآونة الأخيرة أحدثت في بلادنا أجهزة جديدة للإبتكار العلمي: مركز الجينات والمعلومات البيولوجية، والمعهد الدولي للطاقة الشمسية، ومركز التكنولوجيا العالية، ومركز الشباب الأوزبكي الياباني للإبتكار.
ونحن نقيم عالياً نشاطات اللجنة الدائمة بمنظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا وننوي المشاركة بنشاط في أعمالها.
ونتائج تنفيذ برنامج العشر سنوات لعمل منظمة التعاون الإسلامي المعد للسنوات 2005-2015، تشهد على التقدم المحقق في هذا المجال.
ومع ذلك يجب الإعتراف بأنه في الوقت الراهن الكثير من دول العالم الإسلامي متأخرة بشكل ملموس عن الكثير من الدول المتقدمة في مجال العلوم والتكنولوجيا. وعلى سبيل مثال: في تصنيف 500 أفضل جامعة في العالم تدخل فقط 11 مؤسسة للتعليم العالي في الدول الأعضاء بالمنظمة. وفي عام 2015 حصة طلبات الحصول على براءآت الإختراع في العالم من الدول الأعضاء بمنظمة التعاو الإسلامي بلغت نحو نسبة 1.9% فقط. وفي هذا خلال عام 2016 نحو 80% من المنشورات العلمية المنشورة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي نشرت فقط في 7 من الدول الأعضاء في المنظمة.
ومع الأسف من الضروري الإشارة إلى أنه وبغض النظر عن الغنى بالموارد الطبيعية والإمكانيات المالية الهامة، أكثرية الدول الإسلامية لم تظهر نشاطاً لتطبيق الأفكار التكنولوجية المبتكرة في الاقتصاد.
وآمل، أن تكون إقامة العلاقات موجهة نحو تطوير العلوم الأساسية، والبحث عن حلول علمية لأهم قضايا المعاصرة، وإحداث أسس متينة من أجل رفع مستوى المقدرات العلمية والتكنولوجية في العالم الإسلامي.
ونحن بعميق الشكر نقبل إقتراح منظمتنا حول إقامة تلسكوب حديث في سمرقند كرمز للإعتراف بإسهام ميرزة أولوغ بيك الكبير في تطوير علم الفلك.
وأود الإشارة إلى أننا ندعم بالكامل برنامج العشر سنوات لعمل منظمة التعاون الإسلامي المعد للسنوات 2005-2015، في هذا المجال وإتجاهاتها التي تتمتع بالأفضلية، ونعتبر كذلك مهم تركيز إنتباه خاص نحو المهام التالية:
أولاً: هذه المسائل المتعلقة بتغيرات المناخ العالمي. في أكثر مناطق العالم تحولت إلى قضية هامة في عملية تدهور التربة، وإنخفاض مساحة الأراضي المعدة للزراعة، والتصحر، والجفاف الحاد، وندرة المياه الضرورية للزراعة والسكان.
وتمتعت هذه التحديات بأهمية خاصة في منطقتنا بسبب الكارثة البيئية في حوض بحر الأورال. ونحن ندعو للتعاون في إعداد مبادئ "الزراعة الشخصية". وهذ المبادئ تعني خيار نمط جيني محدد للزراعة آخذين بعين الإعتبار استجابته للوسط المحيط، والأرض، والأسمدة، والمياه والمنشطات البيولوجية.
ثانيا: نعتبر من الضروري إقامة تعاون تكاملي بين العلوم، والتعليم والإنتاج.
وفي هذا المجال نعبر عن دعمنا لمبادرة الرئيس القازاقستاني نور سلطان أبيشيفيتش نازارباييف المحترم حول البنية التحتية لتكامل العالم الإسلامي من أجل توفير الإستدامة والنمو الاقتصادي الشامل، وتعزيز تعاون المنافع المتبادلة.
ثالثاً: وفقاً لمقترحات اللجنة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي المشار إليها أعلاه حو إحداث ستة مراكز كمبيوتر عالية الأداء على أراضي الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي نود التأكيد على إستعدادنا لإقامة أحد هذه المراكز في أوزبكستان.
ونقترح إحداث مركز إسلامي عالمي للعلماء الشباب يمكنه أن يصبح ساحة لتبادل الخبرات والمعارف، والقيام بابحاث مشتركة.
رابعاً: نقترح تنظيم في أوزبكستان وبإسهام اللجنة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي أولمبياد دولي للشباب في الرياضيات، مكرساً للخوارزمي العظيم.
خامساً: وسيكون من المفيد تأسيس جائزة منظمة التعاون الإسلامي الخاصة بالإجازات العلمية بدول العالم الإسلامي، وكذلك إشهارهم على الساحة الدولية.
سادساً: ويتمتع بأهمية خاصة بالنسبة لنا جميعاً الإستخدام الواسع لمصادر الطاقة البديلة. ولهذا نعرب عن إستعدادنا للقيام بأعمال علمية وبحثية لازمة ومشاريع الإبتكارات التجريبة، ومن بينها على أساس توظيف الإستثمارت المشتركة.
سابعاً: آخذين بعين الإعتبار أهمية التقدم العلمي والتكنولوجي من أجل إستدامة النمو الاقتصادي وتوفير المستوى اللائق لحياة سكان بلادنا نقترح عقد قمة العلوم والتكنولوجيا بمنظمة التعاون الإسلامي مرة كل ثلاث سنوات، وفي حال دعم هذه المقترح فنحن مستعدون لعقد القمة القادمة عام 2020 في أوزبكستان.
المشاركون في القمة المحترمون!
تعتبر قمة اليوم خطوة تاريخية حقيقية لتعزيز وحدة العالم الإسلامي باسم تقدم وتطور دولنا وشعوبنا.
وأنا على ثقة من أن هذا المنتدى سيساعد على ترجمة الحديث المقدس "تحصيل العلم واجب على مسلم ومسلمة" في الحياة، والمكتوب على واجهة مدرسة بمدينة بخارى، شيدها العالم العظيم ميرزة ألوغ بيك.
ومنتهزاً المناسبة، أود توجيه الشكر للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، سعادة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ورئيس اللجنة الدائمة للتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، فخامة ممنون حسين على الجهود العملية المبذولة لتوسيع العمل المشترك بين دولنا في مسائل تقدم العلوم.
وبصدق أهنئ رئيس جمهورية قازاقستان نور سلطان أبيشيفيتش نازارباييف المحترم على التنظيم الناجح في المدينة الرائعة آستانا للمعرض الدولي "إكسبو-2017" وأعبر عن عميق شكري على تنظيم مؤتمر اليوم على ارفع المستويات.
وشكراً على إهتمامكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق