الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف خلال مراسم الإحتفال بافتتاح نصب شرف رشيدوف التذكاري بمدينة جيزاخ


طشقند 7/11/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف خلال مراسم الإحتفال المكرسة لافتتاح نصب شرف رشيدوف التذكاري بمدينة جيزاخ" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 6/11/2017 ووكالة أنباء "Jahon" يوم 7/11/2017 النص الكامل للكلمة وهذه ترجمة كاملة لها:


أعزائي المواطنين!
الضيوف المحترمون!
أعزائي الجيزاخيين!
اليوم اجتمعنا كلنا في المدينة القديمة والشابة إلى الأبد جيزاخ بمناسبة هامة في حياة وطننا الغالي.
في هذه الأيام تحتفل بلادنا وبشكل واسع بذكرى مرور 100 عام على ميلاد الإبن العظيم للشعب الأوزبكي، والشخصية الحكومية البارزة والكاتب الشهير شرف رشيدوف.
وشعبنا متعدد القوميات يخلد ذكرى هذه الشخصية العظيمة بإحترام عميق وتمجيد.
وشرف رشيدوف استحق بفضل قدراته الفكرية العالية، وخبراته ومعارفه الغنية، وحبه للعمل والتواضع، وبفضل صفاته الإنسانية النبيلة الإحترام الكبير كشخصية بارزة ليس في أوزبكستان فقط، بل وخارجها أيضاً.
وبغض النظر عن الظروف القاسية للنظام الشمولي السابق، والتجارب القاسية والصعوبات، خدم شعبه بإخلاص وأمانة.
وشرف رشيدوف نفسه خرج من بين الشعب، وكان وطنياً حقيقياً واعتبر أن فكرة حياته هي رعاية الناس البسطاء.
ونحن نعرف جيداً أنه حتى دقائق حياته الأحيرة أعطاها لخدمة الوطن، وتواجد على أراضي زراعة القطن في الجمهورية.
ومع الأسف تشكلت حياته هكذا، ولم يستطع بالكامل تحقيق أحلامه العزيزة ونواياه، والحصول على الإرتياح من نتائج عمله.
والأكثر من ذلك، سود النظام الشمولي الذي خدمه شرف رشيدوف بإخلاص، ذكرى هذا الإنسان العظيم بعد وفاته.
وفي البداية دفن بإحترام في مركز المدينة، وبعدها وبشكل تدنيسي نقلوا القبر، ولاحقوا أعضاء أسرته، وأقاربه، واصدقائه وتلاميذته.
وشوهوا حياته ونشاطاته بالكلمة السيئة "الرشيدوفية"، وزوروا مايسمى بـ"قضية القطن" أو "القضية الأوزبكية".
وبعد الحصول على الإستقلال فقط أعاد رئيس أوزبكستان الأول إسلام عبد الغنيفيتش كريموف العدالة التاريخية، وأعيد الشرف لإسم شرف رشيدوف، وأحتفل في البلاد وبشكل واسع بذكرى مرور 75 عاماً على ميلاده.
واليوم نتذكر تلك الأحداث الأليمة في تاريخنا القريب، وعلينا وبعمق أن نعي جوهر وأهمية، والقيمة الضخمة لإستقلالنا، وأن نكون مستعدين دائماً لحمايته من أي خطر وتعديات.
وشرف رشيدوف كقائد للجمهورية، وبغض النظر عن إنشغاله الكبير كان دائماً مخلصاً لعمله المحبوب، الأدب.
ومن تحت ريشته خرجت الكثير من الروايات الموهوبة والقصص، والأشعار والقصائد، والمقالات الأدبية، المكرسة لأفضل الصفات الإنسانية.
وشرف رشيدوف بالكامل تمكن من اللغة الروسية، وفي نفس الوقت أعطى إهتمامه لتطوير اللغة والأدب الأوزبكي وكتب مؤلفاته بلغته الأم.
وجميعنا قرأنا "قصيدة قلبين" الرائعة لشرف رشيدوف.
ويبدو لي أن هذه القصيدة تغني للحب الحقيقي والإخلاص، وتعكس حياة شرف رشيدوف ومصيره وزوجته الحبيبة، المرأة الأوزبكية الحكيمة والمتجاوبة خورسونانوي غفوروفنا.
وفي الحقيقة هذه المرأة النبيلة والناكرة للذات كانت رفيقة مخلصة لحياة شرف رشيدوف، وبشجاعة وثبات تجاوزت نتائج حصتها من الصعوبات التي واجهته لاحقاً.
وأعتقد من المهم الإشارة إلى لحظة أخرى، وهي أن: أبناء هذه الأسرة الر ائعة بفضل التربية والتعليم الذي أعطاه لهم شرف أكا ووخورسانوي آبا، ومن ضمنه على من خلال مثالهم الخاص، اليوم يؤكدون بإخلاصهم لبلادهم وشعبهم، وحبهم للعمل وتواضعهم، على أنهم نشأوا بجدارة لوالديهم.
ومن دون شك مثل هذه الصفات هي مثال لكل أسرة في بلادنا.
المواطنون الأعزاء!
الضيوف المحترمون!
ونحن نخلد اليوم ذكرى الإبن العظيم للشعب الأوزبكي شرف رشيدوفيتش رشيدوف، نقتنع مرة أخرى بأن إسمه وحياته هي جزء لا يتجزأ من تاريخ وطننا وشعبنا.
وعكست بصعوبة خلال طريق الحياة المجيدة لشرف رشيدوف وبسطوع مصير الشعب الأوزبكي في القرن الـ 20.
وعندما بدأت الحرب الوطنية العظمى، توجه في الصفوف الأولى إلى الجبهة وأظهر في المعارك مع العدو شجاعة حقيقية وبطولة. وبعد إصابته بجراح بليغة عاد إلى أوزبكستان وعمل بمختلف المناصب، ولم يدخر الجهد والطاقة.
وتولى شرف رشيدوف رئاسة أوزبكستان في وقت صعب جداً لنحو ربع قرن. وتحت قيادته حققت الجمهورية نجاحات كبيرة في التطور الاقتصادي، والعلمي، والتعليم، وحماية الصحة، والثقافة والفنون.
وتم استصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي البور. وظهرت مدن وقرى جديدة على خارطة أوزبكستان، وتم تشييد مئآت المنشآت الضخمة، وإزدهرت البساتين. وبعد الزلازال المدمر عام 1966 وبفترة قصيرة وضع أساس متين لطشقند الحديثة.
وسيذكر شعبنا دائماً مع الشكر أعمال شرف رشيدوف.
واحتفالية خاصة تعطيه اليوم للمراسم مشاركة مندوبين من كل مناطق بلادنا، من الذين عملوا لسنوات طويلة مع شرف رشيدوف. وهي شخصيات حكومية وإجتماعية بارزة، وعلماء، ومندوبين عن الثقافة والفنون في أوزبكستان.
ونحن أيضاً سعداء أن نحيي بصدق ضيوفنا الأعزاء، الذين عرفوا جيداً شرف رشيدوف.
رواد الفضاء من مواطنينا فلاديمير جانيبيكوف وساليدجون شاريبوف، والعالم بتطوير الزراعة الشهير إيفان كوزمين، ومؤلف جملة من الكتب عن شرف رشيدوف الكاتب فيودور رزاقوف، والكثيرين غيرهم.
ضيوفنا الأعزاء، إحترامكم وتمجيدكم لذكرى شرف رشيدوف نراه قبل كل شيء كرمز للإحترام الصادق والتمجيد لكل شعب أوزبكستان.
وأعبر لكم عن أفضل وأصدق الشكر، ومن كل قلبي أتمنى لكم جميعاً الصحة الجيدة والرفاه.
المواطنون الأعزاء!
كما هو معروف لكم، منذ عام مضى أخذنا بعين الإعتبار رغبات شعبنا، وقررنا الإحتفال بشكل واسع في كل أنحاء البلاد بذكرى مرور 100 عام على ميلاد شرف رشيدوف وتشييد هنا حيث ولد ونشأ هذا الإنسان البارز، مجمع تذكاري مهيب.
وشعبنا بحماس ايضاً تلقى قرار إطلاق اسم شرف رشيدوف على منطقة جيزاخ.
ويسرني أن أشير إلى أن هذا المجمع الفريد الذي نعجب به جميعاً اليوم، شيده خلال فترة قصيرة سكان جيزاخ محبي العمل، والحرفيين المهرة الذين جاؤا من كل أنحاء البلاد، والمهندسين المعماريين والبنائين.
وأنتهز الفرصة لأعبر عن شكري الصادق لكل مواطنينا الذين قدموا إسهامهم القيم في هذا العمل النبيل.
ومع ذلك أود أن أشكر خاصة كل مندوبي المثقفين المبدعين الذين من أجل تخليد ذكرى شرف رشيدوف وإحياء العدالة التاريخية، كتبوا مؤلفاتهم العلمية والأدبية الجديدة، والمقالات والذكريات، والذين وضعوا المسرحيات، والأفلام والنصب التذكارية.
وأنا على ثقة من أن كل إنسان، زار هذه المنطقة الرائعة وقبل كل شيء الشباب وبالشكل المشرق لشرف رشيدوف يرون جوهر شعبنا المتمثل بالصفات النبيلة.
ذكرى هذه الشخصية البارزة تدعونا جميعاً لحب الوطن، والعمل من أجله بإخلاص وتضحية.
الأصدقاء الأعزاء!
كما تعلمون خلال السنوات الأخيرة شيدت في مختلف مناطق بلادنا مجمعات تذكارية، كرست لأدباء مشهورين، مثل: إسحاق خان عبرت، وإبراهيم يوسوبوف، وإركين وحيدوف، وعبد الله أريبوف، ومحمد يوسوف، وأحدثت وسميت على شرفهم مدارس إبداعية.
وإستمرار منطقي لهذا العمل كان افتتاح منذ أيام في جيزاخ نصب تذكاري رائع للشخصية البارزة في أدبنا القومي، حميد عالم جان، ومدرسة إبداعية ومتحف كذلك.
والحياة والطريق الإبداعي لحميد عالم جان الذي عاش 35 عاماً فقط، وزولفية، وحبهم وإخلاصهم لبعضهم البعض هو مثال يحتذى للجيل الشاب.
 وأنا على ثقة من أن المجمعات المكرسة لهم ستساعد على تحقيق مواهب شابنا، وبالدور الأول فتياتنا الجميلات.
وتجدر الإشارة إلى أن أبواب هذا المركز الذي هو بمثابة مركز روحي مفتوح للشباب ليس في ولاية جيزاخ وحدها بل وفي كل أنحاء البلاد.
وأود أن أتوجه بطلب إليكم أصدقائي الأعزاء: لنصحب أولادنا دائماً، وخاصة الفتيات، إلى مثل هذه الأماكن الرائعة، حيث تسود أجواء الإلهام والإبداع، ولنعودهم على أسرار وروعة عالم الثقافة والفنون.
وأتمنى أن مقترحي هذا سيجد استجابة لدى سكان جيزاخ، وكل شعبنا.
المواطنون الأعزاء!
الكتب المقدسة تتحدث عن أن الخير يكافأ بالخير.
وشرف رشيدوف خلال كل حياته فعل الخير للناس، ووحدهم من أجل الأهداف النبيلة.
الإنسان الحكيم وبروح واسعة وبغض النظر عن كل تجارب الحياة ظل ثابتاً ومؤمناً بالقيم الإنسانية العالية، واسمه الطيب سيبقى دائماً في قلوب شعبنا.
وهذه الفكرة يؤكدها بسطوع إحتفال اليوم، المكرس لذكرى شرف رشيدوف المضيئة.
أصدقائي الأعزاء، لتبقى أبدية ذكرى الإبن العظيم للشعب الأوزبكي، والشخصية الحكومية البارزة شرف رشيدوف!
وليعيش شعبنا، الذي يحافظ ويخلد بعمق ذكرى أبناء وبنات شعبنا المجيدين!
وليسود دائماً في بلادنا السلام والرفاه!

(الصورة) سارفار عماروف، UzA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق