الأحد، 28 يناير 2018

إيقاعات شعرية في معرض الفنانة عناية بخاري.. اللـــون والشــكل يصوغــــــان ســـــيمفونية الحــــــبّ والوفـــــاء

طشقند 28/1/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "‏إيقاعات شعرية في معرض الفنانة عناية بخاري.. اللـــون والشــكل يصوغــــــان ســـــيمفونية الحــــــبّ والوفـــــاء" نشرت صحيفة "الثورة" يوم الأحد 28-1-2018 تقريراً صحفياً كتبته: فاتن أحمد دعبول، وجاء فيه:


وفي قلبها لايزال طيفه يسكن، ولاتزال تنبض ذكراه في الروح وفي كل قطرة لون تسكبها على لوحاتها، لتشكل جميعها عربون وفاء لزوجها الراحل الفنان نذير اسماعيل، وهذه الايقاعات الشعرية تصوغها لونا وحبا وإبداعا يحكي إيقاع حياة عبر تقنية الشاشة الحريرية المنمقة بالألوان والمتآلفة في هارموني المشاعر الأنثوية الشفافة.‏
ولم تكن أعمال الفنانة عناية بخاري التي استضافها المركز الوطني للفنون البصرية تحت عنوان: «إيقاعات شعرية» إلا ثمرة تجربة فنية استمرت ثلاثين عاما بتقنية الشاشة الحريرية، حيث ضم المعرض حوالي تسع وعشرين لوحة بأحجام مختلفة تراوحت بين المتوسط والكبير والجداري الضخم، وقد أضافت إلى تقنية الشاشة الحريرية الطباعة والتلوين على سطح اللوحة، أو اللون المباشر بأسلوب تجريدي اعتمدت فيه الأشكال الهندسية وعلاقتها مع بعضها في فلسفة بصرية متناغمة مع اللون، تأخذ المتلقي للبحث في ثنايا اللوحات عن هذه الشاعرية الموشحة بألوان الفرح.‏
وبينت التشكيلية البخاري بأنها اختارت الأشكال الهندسية للوحاتها كأسلوب ورؤية جديدة بعد أن كانت تعتمد على الزخرفة النباتية فيما مضى، لقناعتها بأن هذه الأشكال موجودة في تفاصيل حياتنا وما يحيط بنا، والعمل على حجم اللوحة الكبير الذي يمكن أن يصل طولها تسعة أمتار لأنها الأقدر على إيصال الفكرة إلى المشاهد.‏
ولفتت بدورها أن صالة المركز الوطني للفنون البصرية هي الأكبر في سورية، وهي مناسبة لاستقبال الحجوم الكبيرة من الأعمال الفنية بشروط عرض احترافية وبشكل يحقق للمشاهد رؤية أفضل.‏
وأبرزت البخاري أهمية لوحتين لتميزهما في أن كل واحدة مكونة من ثلاث قطع يمكن تركيبها باحتمالات عديدة ماينتج في كل مرة شكلا فنيا جديدا ويعطيها قيمة مضافة.‏
وبين غياث الأخرس مدير المركز أن عناية البخاري استطاعت أن تشكل خصوصيتها من خلال التعامل مع الشاشة الحريرية كأداة لتقديم أفكارها الفنية، فحبها للبحث والتجريب جعلها تقدم خلال سنوات تجربتها الفنية أكثر من تقنية ابتداء من الغرافيكيات الزجاجية مرورا بالشاشة الحريرية إلى جانب أعمال مائية بالحبر الأسود وأخرى زيتية.‏
وجميعها تحمل جرأة في استخدام اللون الصريح بتناغم مع السطح مايعطي شاعرية خاصة بها بمختلف أعمالها وعبر الشاشة الحريرية بشكل خاص.‏
ويميز الفنان أنور الرحبي في أعمال البخاري بين مسألتين الأولى تتعلق بالشكل فهو جديد والمادة التي قدمتها الشاشة الحريرية على سطوح مختلفة وهي أعمال مهمة جدا وخاصة مايتعلق منها بالتصوير، والمسألة الأخرى تتعلق بالتكوينات التي تتميز بالتجديد والقراءة المختلفة مايميز أعمالها بالتناغم اللوني والشكل الهندسي الذي يخدم اللوحة.‏
ويؤكد الفنان محمود جوابرة على أن الفنانة البخاري فنانة مجتهدة حد التخمة، وفي معرضها اعتمدت التجربة الحداثوية بطريقة معاصرة، ترقى بالعمل الفني ليكون متكاملا وبتكوين متوازن وخطوط وعناصر زخرفية جمالية بأحجام كبيرة.‏
والبخاري فنانة رائعة استطاعت أن تصنع لنفسها بصمة متميزة في عالم الفن والتشكيل، وأفردت لنفسها مكانة تليق بفنها واجتهادها بين الفنانين في وقت تشح فيه الساحة الفنية بالفنانات التشكيليات.‏
ويبين الناقد سعد القاسم في تقديمه أن عنوان المعرض «إيقاعات شعرية» يشير ضمنا إلى تلك العلاقة الخفية بين الشكل والكلمة لجهة إيقاعها الصوتي الذي يجعل الشعر نوعا من الموسيقا، وكما للموسيقا إيقاعات متباينة متناغمة تعبر الأذن فتلامس الروح، هكذا هي أعمال عناية البخاري تعبر إيقاعاتها اللونية العين لتفعل فعلها في الروح.‏
الفنانة عناية البخار شاركت في العديد من المعارض المشتركة والفردية داخل سورية وخارجها وأعمالها مقتناة في وزارة الثقافة السورية، متحف قطر للفن الحديث، الدوحة، ومجموعات خاصة في كل من فرنسا، اسبانيا، اليونان، أمريكا، الأردن، والكويت وغيرها، وهي عضو اتحاد التشكيليين العرب وعضو جمعية أصدقاء الفن.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق